لاشك أن السلوك الجيد هو عنوان تقدم الأمم وانعكاس لحضاراتها ويقاس تقدم الأمم بقدر ما يتحلى به أبناؤها من الأخلاق الحميدة والقيم الكريمة.
ويظهر سلوك الإنسان في جميع مجالات الحياة العملية والعائلية وباختلاف المواقع والتي منها المؤسسات الحكومية والخاصة والأماكن العامة كالحدائق وغيرها إذ تتجلى صور النظافة في جميع مناهج الحياة، فهي جوهرة نفيسة لمكنون تتوافر فيه كل مزايا الحياة الصحية العصرية.
النظافة بطبيعتها تنعكس على حياة الفرد والمجتمع بشكل مباشر، ومن خلالها تقاس درجة تقدمه وتحضره بين الشعوب المختلفة، وقد حث ديننا الحنيف على النظافة والالتزام بها في أكثر من موضع في الكتاب والسنة، فوصل بذلك إلى أعلى درجات الرقي والتحضر وانعكاس لشخصية الفرد بين أقرانه فالإسلام دين النظافة وابسط صورة حقيقية للنظافة هي في قول رسولنا الكريم " إماطة الأذى عن الطريق صدقة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر المنزل هو الركيزة الأساسية ومحطة انطلاقة لتطبيق سلوكيات الفرد خارج محيطه إذ يعتبر المنزل النظيف كما يقال عنوان ساكنيه، كذلك لا بد من الاهتمام بنظافة الأماكن العامة كالطرق والحدائق والمواقع الخدمية والأودية والمساجد وغيرها من الأماكن .
ولتحقيق كل هذه النقاط لا بد من تظافر كافة الجهود من مختلف شرائح المجتمع ومؤسساته من خلال التنويع في تنظيم المحاضرات وحلقات العمل وإقامة المعسكرات الشبابية، إضافة إلى توزيع المطبوعات التوعوية على طلبة المدارس وربات المنازل من أجل شحذ همم أفراد المجتمع ومشاركتهم الفاعلة في خدمة الصالح العام لكي نجعل النظافة سلوكا فرديا ووعيا مجتمعيا.

ناصر بن حمد الهنائي