صنعاء ـ (الوطن) ـ وكالات:
استكمل المسلحون الحوثيون سيطرتهم بشكل شبه كامل على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي ما أسماه (انتصار الثورة)، في حين وعد الرئيس عبدربه منصور هادي بـ (استعادة هيبة الدولة) متحدثا كذلك عن تعرض اليمن لمؤامرة.
وأعلن عبدالملك الحوثي في خطاب "انتصار الثورة" متوعدا بعدم "الثأار" وبمد اليد إلى خصومه في التجمع اليمني للإصلاح.
وقال الحوثي "نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن"، مؤكدا أنه "انتصار لكل الشعب وكل مكوناته". على حد قوله.
كما اعتبر أن اتفاق السلام الذي وقعت عليه جماعته التي تتخذ اسم "أنصار الله"، يشكل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد.
وشكر الحوثي الجيش الذي "رفض قمع الثوار"، وذلك في إشارة إلى عدم مواجهة الجيش للحوثيين أثناء سيطرتهم على صنعاء الأحد الماضي.
كما قال الحوثي "لسنا في وارد الثأر أو الانتقام"، مطالبا بـ"الشراكة بدلا من الإقصاء".
وأضاف متوجها إلى التجمع اليمني للإصلاح "أيدينا ممدودة للسلام والتفاهم، وكحزب يمكن له ان يعيد لحمته مع الشعب ومع هذه الثورة المباركة من خلال هذا الاتفاق، اتفاق الشراكة الوطنية".
الا انه اكد في نفس الوقت عزمه تحويل مقر عدوه الآخر، اللواء علي محسن الأحمر في شمال صنعاء الى حديقة.
وقال إنه بات يمكن "تحويل الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة واسم الحديقة 21 سبتمبر" في اشارة الى تاريخ السيطرة على هذا المقر وعلى باقي المقار العسكرية المهمة في صنعاء.
كما شدد في كلمته على ضرورة رفع "المظلومية" عن الجنوبيين والتوصل إلى حل لقضية الجنوب حيث ينشط حراك مطالب بالانفصال عن الشمال.
واكد الحوثي على "اعادة اللحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية" مضيفا ان "اخوتنا في الجنوب متضررون ومظلومون والكل مؤمن بمظلوميتهم وحتى الآن لم يتلقوا الإنصاف ولم تتحقق لهم العدالة". على حد قوله.
من جانبه، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ان ما تتعرض له صنعاء هو عبارة عن "مؤامرة" محذرا من جر البلد الى حرب اهلية.
وقال هادي "في هذه اللحظة نشعر بأن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن وتحالفت فيها قوى عديدة من أصحاب المصالح".
وبحسب هادي، فإن الأزمة التي انطلقت في الـ 18 من أغسطس مع بدء الحوثيين حركة احتجاجية تصعيدية مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود، هي أزمة "تكالبت فيها قوى داخلية وخارجية ولتأجيجها وإسقاط تجربة اليمن" في إشارة إلى تنفيذ اتفاق الانتقال السلمي للسلطة.
واكد هادي "صنعاء لن تسقط ولن تكون حكرا على أحد" مشددا على أنه سيتحمل مسؤوليته إزاء الوضع وسيعمل على استعادة هيبة الدولة.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ان ما حصل في صنعاء الاحد الماضي هو "انهيار واضح للجيش اليمني". واضاف في مقابلة مع قناة العربية ان "معظم الاطراف لم تتوقع ان يحصل ما حصل بهذه الطريقة".
في غضون ذلك سقط العشرات من جماعة الحوثيين ما بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة في شارع الثلاثين شمال غرب العاصمة صنعاء بالقرب من جامعة الايمان.
وقال شهود عيان من ابناء منطقة الثلاثين إن سيارة مفخخة هاجمت بشكل مباغت نقطة تفتيش اقامها الحوثيين في المنطقة وأوقعت عدة انفجارات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
وقال الشهود إن سيارات الإسعاف وصلت إلى المنطقة بعد وقوع الانفجار مباشرة وأسعفت الجرحى كما أخذت جثث القتلى.