مسقط ـ الوطن:
أقام النادي الثقافي أمس الأول بمقره بالقرم محاضرة أدبية حملت عنوان "آفاق القصة القصيرة وممكناتها" قدمها الروائي الكويتي طالب الرفاعي، وبحضور مجموعة من الأدباء والمثقفين في السلطنة.
المحاضرة التي قدمتها الكاتبة هدى حمد، تناولت مجموعة من النقاط في شأن القصة القصيرة، فقد ذهب الروائي طالب الرفاعي لتقديم محاضرته من خلال نقطتين أساسيتين هما ممكنات القصة القصيرة وآفاق القصة القصيرة حيث أشار إلى إن التطرق إلى ممكنات فن القصة القصيرة كجنس أدبي، سيكون بمثابة مدخل لآفاق ومستقبل هذا الفن الصعب والمغوي والإنساني، وفي خصوصية ممكنات القصة القصيرة، ذهب الرفاعي ليستشهد بمقولة واحد من أهم روائي ومنظري فن الكتابة ألا وهو الإسباني "ماريو فرغاس يوسا الذي يرى أن "القصة القصيرة، وعلى عكس الرواية، قد تكون ضرورية لجميع الأغراض، وإلى جانب هذه المقولة يضيف الرفاعي مقولة أخرى للكاتب الأميركي، أدغار ألن بو والتي تصف أن القصة القصيرة بناءٌ، لا يمكن حذف كلمة واحدة منه وإلا انهار كامل البناء، وأكد الرفاعي أن هذا هو مأزق وعظمة فن القصة القصيرة.
مشيرا بقوله إن واحدة من أهم ممكنات القصة القصيرة، هو ما لحق بها من حيف جراء كلمة القصيرة التي ارتبطت بها وهيأت للبعض اعتقادا بسهولة الدخول إلى عالم الكتابة عبر القصة، موضحا أن هذا الحيف له وجه مهم ومفيد وهو كون القصة القصيرة أصبحت وستبقى صديقة للكثير الكثير من الكتاب الشباب حول العالم، منها يلجون لبستان الكتابة، وهذه الصحبة تقدم لفن القصة ممكنات هائلة بانكشافه على الحماسة والتجريب والتجديد.
وفي ذات السياق فند الكاتب الرفاعي إن الرأي القائل بانتشار الرواية الكبير حاليا على صعيد الكاتب، والناشر، وجمهور القراءة، والجوائز، يضعف القصة القصيرة رأي لا معنى له، وهو إذ يشير إلى تواري القصة القصيرة خلف غطاء اللحظة الراهنة، فإنه يؤكد على حضورها بين من يهتم بها، كاتبا وقارئا وناشرا وجائزة.
ثم انتقل طالب الرفاعي للحديث عن آفاق القصة القصيرة، وأشار إلى أن الحديث عن آفاق القصة القصيرة، يعني الحديث عن آفاق الفن الإنساني بعمومه، فهي صاحبت مسيرة البشر منذ اكتشاف اللغة، وأصبحت ومع مرور الوقت واحدة من أهم وأعظم النعم التي أنعم بها الوجود على الإنسان، بسبب قدرتها السحرية العجيبة على مدِّ جسور الودِّ بين الإنسان والإنسان، ونقل الخبرة البشرية. وكذلك ارتباطها بالحكي والإخبار من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة فإن القصة تعدُّ واحدة من أهم الوسائل التي عرفها الإنسان للترويح عن نفسه، ثم انتقل ليؤكد بنوع من العمق ما يميّز القصة القصيرة ، وهي تتقاطع بتفاصيلها مع الفيلم السينمائي، فكلاهما ينهض على قصة ترتبط بالواقع بشكل أو بآخر أو تومئ إليه، وتتجاوزه بتوظيف خيالات صناعها، فهما يقتطعان مشاهد من الحياة بوصفها الحياة بأسرها، وكلاهما ينهض على لقطات تحبس الأنفاس، وكلاهما يعتمد التكثيف ويخفي بقدر ما يظهر، ولذا فإن ازدهار السينما هو ازدهار في أفق القصة القصيرة، وهذا ما تؤكده القفزات الهائلة التي تحققها صناعة السينما وعلى رأسها شركات انتاج هوليوود.
الحديث عن القصة القصيرة وماهيتها ذهب بالرفاعي للحديث عن تجربته الشخصية وإيجاد حوار مفتوح مع الحضور في الأخذ بجميع الأطروحات في الشأن الثقافي الأدبي.