في سعيه للتعريف برسالة التسامح والإخاء
نيويورك ـ (الوطن) : تتواصل بمبنى الأمم المتحدة بنيويورك فعاليات معرض( رسالة الإسلام من عمان) والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع الوفد الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة والذي يستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وكانت معالي ماريا اسبينوزا فرناندا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة قد رعت افتتاح المعرض بحضور عدد من الشخصيات الأممية والمندوبين الدائمين والسفراء العرب والأجانب ورؤساء المراكز الدينية والجاليات العربية والمهتمين والأكاديميين وعدد كبير من المدعوين في المجتمع الأميركي.
وقد عبر زوار المعرض عن سعادتهم وتقديرهم لإقامة معرض رسالة الإسلام من عمان في منظمة الأمم المتحدة حيث قالت سعادة ماريا لويزا ريبيرو وكيلة الأمين العام ورئيسة مكتب الأمين العام : إنه معرض عظيم ويعبر عن جذور التسامح الديني والحوار في عُمان.
وتمثلت الحملة الأولى المصاحبة للمعرض عبارة "افعل شيئا من أجل التسامح" وتهدف لتمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط.
وجاء اختيار هذا الشعار إيمانا بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة وتقريب وجهات النظر المختلفة وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام مع مناسبة هذا الشعار للأفراد في محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.
هذا وقد تم حتى الآن إصدار سبع بطاقات لهذه الرسائل الأولى تحمل رسالة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وهي جزء من آية كريمة تقرر سنة التعارف كأساس للتعاملات بين الشعوب والقبائل فهي ميزة إنسانية في غاية الأهمية تأخذ أبعادها كون الاختلاف والتنوع عوامل تكامل وانتظام لا عوامل تفرق وانتقام.
وتحمل الرسالة الثانية "أحب للناس ما تحب لنفسك" وهي جزء من حديث نبوي شريف يعمق في النفس الشعور بأهمية الأنفس الأخرى وتقديرها ويلفت نظر الإنسان إلى أنه ضمن مجموع إنساني يتأثر ببعضه البعض، فإن كان يود لنفسه خيرا فليحب ذلك لغيره.
وتحمل الرسالة الثالثة "خالق الناس بخلق حسن" وهي كذلك جزء من حديث نبوي شريف وتحمل مفهوما إنسانيا بجعل الأخلاق محور التعاملات بين البشر وأساسا للتعايش فيما بينهم ، نظرا لما تمثله القيم والأخلاق من تأثير روحي ونفسي عميقين وعلى الخصوص لدى أتباع الديانات.
وأما الرسالة الرابعة فتحمل عنوان "وبالوالدين إحسانا" وهي جزء من آية قرآنية كريمة تدفع الإنسان إلى تقدير الوالدين واحترامهما، وبذل الخير لهما، والإحسان إليهما بكل جميل ومعروف، وتم اختيار هذا الشعار ضمن حملة قيمة التسامح لارتباطها الوثيق بهذا الخلق.
كما تحمل الرسالة الخامسة عنوان “أد الأمانة إلى من ائتمنك“ من أجل تعزيز خلق الآمانة بين الناس ، كقيمة مهمة في التعاملات الإنسانية هذا وقد اشتمل الحفل على عرض حي لفن الرسم بالرمال قدمته الفنانة العمانية شيماء بنت أحمد المغيرية حيث أبهرت الزوار بمهارتها وقدرتها على التعبير بحبات الرمال والرسم بها وتقديم لوحات معبرة عن رسالة عمان للعالم كما شارك الفنانون العمانيون في فعاليات المعرض بمواهبهم وإبداعاتهم الفنية، حيث شارك الخطاط العماني محمد بن ناصر السابعي في فعاليات المعرض، من خلال لوحات الخط العربي وكتابة أسماء ضيوف المعرض والمشاركة الفاعلة في تمثيل السلطنة.
يأتي هذا فيما أقيم على هامش المعرض عرض لبعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضاري وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين في السياق العالمي للمعرفة والثقافة والعلوم.