طهران – ا ف ب: اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني امس ان بلاده ترفض مطالب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بتحديد عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في اطار برنامجها لتخصيب اليورانيوم، كما ذكر الموقع الرسمي للحكومة الايرانية امس. في حين صرح نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي ان المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى لم تسفر عن "تقدم بارز" منذ قرابة عشرة ايام. في الوقت الذي اعتبر فيه وزير النفط الايراني بيجان زنقانة ان اسعار النفط لن تنخفض في حال تحسنت العلاقات بين ايران والولايات المتحدة في اطار المفاوضات النووية الجارية. وقال روحاني خلال لقاء مع اعضاء من مراكز الدراسات الاميركية في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ،ان "جميع البلدان الموقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي تتمتع بالحقوق نفسها. ولا تذكر معاهدة الحد من الانتشار النووي ما هو عدد اجهزة الطرد المركزي". وكان سأل روحاني لماذا لن تقبل طهران بتحديد عدد اجهزتها للطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بخمسة الاف وحدة لتسهيل التوصل الى اتفاق مع دول مجموعة 5+1. واستأنفت ايران والقوى الست الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين بالاضافة الى المانيا) الاسبوع الماضي في نيويورك مفاوضاتها الصعبة حول هذا الموضوع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وتريد طهران التي تمتلك في الوقت الراهن 19 الف جهاز طرد مركزي يعمل تسعة الاف منها، زيادة قدرتها على التخصيب عشر مرات بحلول ثماني سنوات. وتطلب الدول الغربية على العكس من طهران خفض عدد اجهزة الطرد المركزي العاملة الى ما دون اربعة الاف جهاز وحتى الفي جهاز، بحسب وسائل الاعلام الاميركية. وقال روحاني "حتى في اتفاق جنيف (الذي ابرم في نوفمبر 2013 بين ايران ودول مجموعة 5+1)، ورد ان التخصيب يتم وفقا لحاجات البلدان. وهذه الحاجات تحددها الحكومة والبرلمان الذي اقر قانونا حتى تتوافر لإيران القدرة على انتاج 20 الف ميجاواط من الكهرباء بواسطة النووي". ويؤكد المسؤولون الايرانيون انه ينبغي ان تتمكن ايران من انتاج جزء من الوقود الذي ستحتاج إليه لمحطة بوشهر النووية (الف ميجاواط) ومحطات اخرى تريد بناءها بمساعدة روسيا. وهذا ما يتطلب تطوير برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتشتبه الولايات المتحدة واسرائيل في سعي ايران الى استخدام هذا البرنامج لتأمين القدرة على صنع السلاح النووي. الا ان طهران تنفي هذه المزاعم على الدوام.
من جهة اخرى، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال لقاء مع نظيره اليوناني ان ايران "مصممة على عدم ربط المسألة النووية بأي مسألة اخرى"، ملمحا بذلك الى التصدي لمايسمى تنظيم " داعش " الارهابي، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال أمس الاول إن كاميرون والرئيس الايراني اتفقا على أن لندن وطهران يجب أن تعملا على تحسين العلاقات وان من الحيوي التوصل لاتفاق طويل الاجل في المحادثات النووية بين ايران والقوى العالمية. وناقش كاميرون وحسن روحاني اللذان التقيا في مقر الامم المتحدة في نيويورك في أول اجتماع من نوعه منذ الثورة الإيرانية عام 1979 التهديد الذي يمثله مايسمى تنظيم " داعش " الارهابي الذي سيطر على اجزاء في سوريا والعراق. وقال مكتب كاميرون في بيان "أقر رئيس الوزراء (البريطاني) والرئيس (الإيراني) بأنه كانت هناك خلافات كبيرة بين بلديهما في الماضي واتفقا على اننا يجب ان نسعى لتحسين علاقتنا الثنائية تدريجيا." وقطعت بريطانيا العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن اقتحم ناشطون سفارتها في طهران اواخر عام 2011 لكن انتخاب روحاني وهو شخصية معتدلة رئيسا لإيران عام 2013 مهد الطريق امام تحسين العلاقات. وأعلنت لندن في يونيو إنها ستعيد فتح سفارتها في إيران في الأشهر القادمة. وقال البيان إن كاميرون وروحاني اتفقا على ان المفاوضات النووية بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة تمر "بلحظة حاسمة وان من الحيوي انتهاز الفرصة للتوصل إلى اتفاق (نووي) شامل." ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن روحاني قوله لكاميرون "آمل ان نتوصل إلى اتفاق شامل بالإرادة القوية لدى كل الاطراف المشاركين لانه لا سبيل اخر لحل هذه القضية سوى التوصل إلى تفاهم مشترك." ومن المتوقع ان تستمر المحادثات حتى اليوم الجمعة. وقال دبلوماسيون مقربون من المفاوضات انه ليس من المرجح حدوث انفراجة رغم ان مهلة 24 نوفمبر للتوصل الى اتفاق لم يتبق عليها سوى شهرين. وكان عراقجي يتحدث قبل بضع ساعات من خطاب الرئيس حسن روحاني امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وبحسب نائب الوزير، فان لقاء بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي المنتهية ولايتها كاثرين اشتون متوقع امس. واضاف ان لقاء بين ظريف واشتون ووزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاث قد يعقد الجمعة. واكد عراقجي ان ايران مستعدة "للرد على القلق" الدولي بشأن برنامجها النووي، من دون التراجع عن خطوطها الحمر.
على صعيد اخر ، قال زنقانة للصحافيين على هامش معرض للبتروكيميائيات في طهران "لا يمكنني القول ان ذلك سيؤدي بالضرورة الى خفض الاسعار، هناك الكثير من الاسباب في السوق لمنع اضطراب اسعار" الذهب الاسود.
يذكر انه تدهور سعر النفط بشكل كبير منذ يونيو بسبب القلق حيال الطلب والمرتبط بتحسن اقتصادي عالمي غير ثابت وبعرض نفطي غزير. واضاف الوزير الايراني الذي تحتل بلاده المرتبة الرابعة من حيث الاحتياط النفطي العالمي، ان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تعتزم خفض انتاجها لوقف تدهور الاسعار "ستحاول ان توازن انتاجها لتفادي زعزعة استقرار الاسعار". واعتبر ايضا ان عمليات القصف الاخيرة على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا لن يكون لها انعكاس على اسعار النفط. ورأى زنقانة انه "من غير المرجح" عقد اجتماع استثنائي لمنظمة اوبك لبحث تراجع اسعار النفط الخام قبل اجتماع فيينا.