[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
القاهرة تشهد مفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني بشأن مطالب العدو القاضية بتجريد السلاح ونزعه من قطاع غزة في مقابل تخفيف الحصار وفي رغبة ربما لموافقة على نشر مراقبين دوليين (وكاميرات مراقبة) في القطاع. اتفاق وقف إطلاق النار ينتهي في الـ27 من سبتمبر الجاري، ولكن استباق الموعد بالمفاوضات يشير ربما إلى رغبة بعدم استئناف القتال. كما تشهد القاهرة مفاوضات ثنائية بين حركتي (حماس) و(فتح) لمناقشة قضية الحكومة المشلولة ومعلومات حول وجود حكومة الظل الحمساوية في القطاع وكيفية التعامل مع رواتب موظفي القطاع ونقل السلطة مركزيا إلى القطاع .. ولكن يجب أن نسجل هنا غياب بقية الفصائل والقوى الفلسطينية عن حوار الطرفين مما يشير إلى أن الحركتين تتصرفان على أساس أنهما القوى الوحيدة على الساحة، وأن الأمور كلها تعنيهما فقط بما قد يؤشر إلى (المحاصصة) ونوعها في حال نجاح المفاوضات أو العودة في حال الفشل إلى المربع الأول؛ أي الانقسام وتكريسه بين رام الله والقطاع.
نيويورك بدورها تشهد مفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني في ضوء إصرار فلسطيني يقول بالعودة إلى الأمم المتحدة والسعي لإصدار قرار يقول بالانسحاب الإسرائيلي من الضفة في غضون فترة زمنية محددة. وهذا الأمر محكوم طبعا بمواقف دول مجلس الأمن بالذات واحتمال استخدام واشنطن الفيتو ضده. في الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على مثل هذا القرار أمر ممكن ولكن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة.
في الواقع الآخر يقرأ العالم الحال الفلسطينية الهشة والمنقسمة بالرغم مما قيل عن المصالحة وعن حكومة الوفاق .. ذلك كله عمليا لا يزال حبرا على ورق.
العالم يحترمك موحدا وقويا: ونحن لسنا موحدين بالتالي لسنا أقوياء بما فيه الكفاية، وعليه فيمكن لبعض الدول أن تقول لسنا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
بل ربما هنا يمكن تمرير قرار ضد الشعب الفلسطيني يسهم في تحقيق أهداف العدو في القطاع وبما يعني تجريد القطاع من السلاح وهو الهدف الأول للكيان الصهيوني الذي كان وراء القتال لمدة واحد وخمسين يوما.
نجاح المساعي العربية والفلسطينية في الأمم المتحدة مرهون بقوة ووحدة الموقف وراء المطالب الفلسطينية المشروعة في الانسحاب الصهيوني الكامل من الضفة الغربية والاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية بما في ذلك القدس العاصمة ـ وهي المهددة بالتقسيم ـ في أبسط الأحوال وبعد قرارات صهيونية بفتح الأقصى أمام اليهود زمانيا وأسبوعيا وبانتظام.
إن العالم الذي شجب العنصرية الصهيونية وآزر الحق الفلسطيني يمكن له أن يدير ظهره إذا ما استمر الانقسام وضعف الموقف الفلسطيني عربيا تبعا لهشاشة الواقع الفلسطيني وهشاشة وتشظي المواقف العربية خلال ما تشهده المنطقة من أحداث دموية وتقسيمية وإرهابية.