مسقط ـ "الوطن" :
في أمسية موسيقية ريسايتليه انسجمت فيها آلات وترية غربية وايقاعية وصاحبتها آلة العود الشرقية وذلك في حفل الريسايتل الفردي لعازف الجيتار يونس المعولي والذي نظمته جمعية هواة العود التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بحديقة المبنى بالحيل الجنوبية مساء الاثنين الماضي وبحضور عدد من المدعوين ومن محبي ومتذوقي الآلات الوترية بالإضافة الى بعض موظفي الجمعية وعدد من أعضائها.
في البداية تحدث الفنان فتحي بن محسن مدير جمعية هواة العود عن احتضان الجمعية لأعضائها الموهوبين والمجيدين لتقديم ريسايتل فردي ليستعرض من خلاله مهاراته الفنية والتكنيكية في العزف ولإبراز موهبته في عدة مجالات فنية كالتأليف والغناء وتقنية العزف وامتزاجه مع آلات أخرى ، موضحاً أن حفلات الريسايتل التي قدمناها سابقا كانت لآلات موسيقية شرقية بحته ، وفي هذا الريسايتل ارتأينا تقديم آلة الجيتار لأول مرة والتي تعتبر في الأصل استكمال لآلة العود ، وهي آلة غربية واصبحت تقدم في أوروبا ولها محبيها ومستمعيها ، وبطبيعة الحال فان الجمعية متواصلة مع كل أنواع الموسيقى العربية والعالمية ، مشيرا أنه من خلال هذه الأمسية نحب أن نشير أن هناك تجانس مهم بين أعضاء جمعية هواة العود وأعضاء آخرين لديهم مواهب العزف على آلات أخرى مما يخلق نوع من الابداع والامتزاج الفني والحسي والتقني وتوظيف مهارات العازف في فضاءات العزف المتنوع مما يسهم في تطوير مستواه وأدائه في العزف.
مضيفا فتحي البلوشي: أن آلة الجيتار آلة مهمة جدا ولها موسيقى خاصة ، ومن خلال ما يقدمه العازف يونس المعولي وهو معروف بعزفه على الفلامنكو الذي وظفه بشكل جيد ولديه العديد من المؤلفات الجميلة ، فمن خلال المقطوعات التي يقدمها في حفل الريسايتل بمصاحبة آلات أخرى جاء بفكر جديد ووظفه مع آلة العود وبقية الآلات الشرقية المصاحبة في هذه الأمسية.
ومع احتضان الفنان يونس المعولي لآلته "آلة الجيتار" وعزف عليها بحب وانسجام بدأها بمقطوعة "التانجيولا" بمصاحبة زميله باسم الزدجالي على نفس الآلة ، بعدها قدم "لحظة فراق" وهي من تأليفه وشبهها يونس بلحظة فراق الروح عن الجسد فلامست أنامله أوتار آلته وأبدع في عزفه التي كانت بمصاحبة آلة العود وآلات الايقاع المختلفة وآلة البينجو وآلة التشيلو وآلة الكيبورد فانسجمت الآلات في لحن حزين يشدو الفراق والبعد والاغتراب ، ثم جاءت معزوفة "بولوريا" وهي من تأليف العازف أيضا بمصاحبة الجيتار والايقاعات فبدأت نغماته بتقنية وتكنيك محترف وفي توليفيه فنية عُزفت باتقان . وفي تجانس مميز وشدو متقن لآلة الجيتار والتشيلو والكيبورد والبينجو والايقاعات عزفت مقطوعة "ارتل مع انجو" بايجادة وثقة في التجانس لتخرج أنغام نقية أجاد العازفون في تقديمها ، وفي عزف انفرادي قدم يونس المعولي معزفته (سوليا) وهي من تأليفه والتي عزفها بحب امتزجت فيها مشاعر العازف مع مقطوعته ، ثم قدمت (زومبا فلامنكو) بمصاحبة آلة العود التشيلو والكيبورد والايقاعات فتناغم الحس الوتري والايقاعي بانسجام تام وأخرج انغام جميلة ، بعدها (بولوريا فلاس) وهي أيضا من تأليف العازف ورافقه آلة الجيتار والايقاعات مؤكدا فيها عشقه وحبه لأنغام وأوتار هذه الآلة الغربية وتوظيف فكره وألحانه فيما يخدم الحس الفني للعازف ، ثم جاءت مقطوعة (سيلفاينس) من تأليف باكو دولوسيا وابتكر فيها التصفيق وصاحبه في عزفه آلة الايقاعات المختلفة فابدع في عزف هذا التجانس الفني فكانت انغام عزفه تتراقص مع نسمات الهواء البارد.
وجاءت (هواجس) وهي من تأليفه وصاحبه في هاجسه الفني الذي أبدع في عزفه آلة الجيتار والايقاعات ، ثم قدم (لوست باتيريوس – تانجو) وهي من تأليف باكو دولوسيا أيضا صاحبه الجيتار والايقاعات المختلفة وباحتراف قدمها المشاركون ، وأخيراً مقطوعة (تحت ضوء القمر) التي كانت ختام الأمسية وهي من تأليفه وبمصاحبة آلة العود والتشيلو والكيبورد والايقاعات وكانت هناك فرص لاستعراض تكنيك العزف على آلة العود والايقاع والكيبورد والتشيلو فكان امتزاج فني رائع وختاماً متألقا كضوء القمر ، وقد تفاعل الجمهور مع هذه الأمسية الموسيقية وهذا اللون والمزيج الرائع للفلامنكو مع آلات شرقية فأخرجت هذه الآلات حسا وتريا وايقاعيا مبدعا وجميلاً.وصاحب العازف يونس المعولي في العزف كل من رائد الفارسي على آلة الكيبورد ، وزياد الحربي على آلة الجيتار ، وإدريس البلوشي على آلات الايقاعات ، وعلى آلة الجيتار كل من باسم الزدجالي ذهيب البلوشي وفيصل المحرزي ومحمد الجنحاني على آلة التشيلو وفاروق البلوشي على آلة البينجو والايقاع الهندي.
وفي هذا الجانب أعرب يونس المعولي عن سعادته لتقديم حفل الريسايتل خاص به استطاع من خلاله أن يظهر ابداعاته الفنية وامكانياته في التأليف والعزف موضحا أنه بدأ مسيرته في العزف منذ 15 سنة تقريبا إلا انه توقف عن العزف لأسباب صحية لمدة 7 سنوات وبعد هذا التوقف كان العود محموداً من خلال انتسابه لجمعية هواة العود منذ سنة ونصف السنة عن طريق صديقه أسعد الحميدي الذي عرّفه بالجمعية والتي يكن لها كل حب وتقدير وامتنان بما قدمته له فرصه للمشاركة في حفلاتها وكا آخرها الحفل السنوي "شدو المقام الرابع" ، مؤكدا أن الدعم الذي وجده من قبل مدير وأساتذة الجمعية كان له الأثر الكبير في اظهار فنه وفكره وابداعاته وتقديمه في ريسايتل وتوظيفه بمشاركة آلات آخرى شرقية مع آلة الجيتار هذه الآلة الغربية ليكّون مزيج فني ويُوجد فضاءات وأجواء فنية مختلفة نستطيع من خلالها نحن كعازفين أن نبتكر ونبدع بما يفيد ويخدم الموسيقى.ويقول المعولي لقد توجهت الى مجال التأليف لمقطوعات مختلفة موظفا فن الفلامنكو وهو فن أسباني كان ليس منتشرا في السابق بالسلطنة أما الآن فهناك عازفين له ومحبين ومستمعين ولدي الكثير من المؤلفات والتي كانت على آلة الجيتار ، ولكن من خلال الريسايتل الذي قدمته استطعت أن أوظف عدداً منها في فكر شرقي وذلك بمشاركة آلات شرقية وتكون في قالب واحد متجانس. وفي ختام حديثه شكر يونس إدارة الجمعية على تعاونها وتقديم كل ما يحتاجه العازف للظهور والتقديم والابداع وشكر خاص للعازفين الذين شاركوا في العزف وكانوا خير صحبه في تقديم المشورة الفنية في العزف ليخرج اللحن بشكل جميل يستمتع به الجمهور ويجبه.