صنعاء ـ من حمود منصر:
اقتحم مسلحون حوثيون عددا من مساجد العاصمة صنعاء يوم أمس الجمعة وتم فرض خطباء وأئمة بالقوة فيما توعد تنظيم القاعدة باستهداف الحوثيين.
ونقل موقع "المصدر أونلاين" عن مصلين:"إن مسلحين حوثيين اقتحموا عددا من المساجد في العاصمة صنعاء قبل صلاة الجمعة،وفرضوا خطباء من اتباعهم بقوة السلاح.
وأشاروا إلى أن عشرات المسلحين حضروا إلى تلك المساجد مبكراً،وفرضوا خطباءهم وأئمتهم، كما أدوا الصرخة عقب الخطبة.
في غضون ذلك حذر تنظيم القاعدة في اليمن جماعة الحوثي حيث توعدهم بـ"جعل رؤوسهم تتطاير" واتهمهم بـ"استكمال المشروع الرافضي الفارسي في اليمن، كما دعا من وصفهم بالسنة إلى حمل السلاح وتجنب دخول العملية السياسة".
وقال تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيانه "أنه لا يخفى عليهم "ما يقوم به الحوثيون الروافض من استكمال للمشروع الرافضي الفارسي في يمن الإيمان والحكمة" وفقا للبيان.
يأتي ذلك فيما دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الحوثيين الى الانسحاب من صنعاء التي يسيطرون عليها منذ الاحد الماضي متهما اياهم ضمنا بعدم احترام اتفاق السلام، في حين لم يتم تعيين رئيس وزراء جديدا.
وقال الرئيس اليمني بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الجمهورية ان "تطبيق هذه الاتفاقية هو الاعترافُ بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها وفي مقدمة ذلك صنعاء وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة".
واضاف هادي "ان تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع".
وتابع "اتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة فَكيف يمكن ان يكون الفساد والتخريب؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة ان ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها".
وتجمع آلاف من انصار الحوثيين مجددا لاداء صلاة الجمعة في موقع تجمعهم الرئيسي بطريق المطار بصنعاء واشاد امام الجمعة ب "النصر" الذي تحقق للمتمردين الحوثيين.
ورغم هذا الوضع دافع الرئيس اليمني في خطابه عن اتفاق السلام الموقع مع الحوثيين من دون ان يفصح بدقة عن اسباب سقوط العاصمة دون مقاومة قائلا "لقد خذلنا من قبل من لم يعرفوا ابدا في الوطن سوى مصالحهم".
الى ذلك أمرت الولايات المتحدة بتخفيض عدد الموظفين الأميركيين الحكوميين في اليمن،بعد أن سيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من صنعاء.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن الأوضاع الأمنية في اليمن في تدهور مستمر إثر تحركات الحوثيين والاشتباكات التي أدت إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وأكدت الوزارة أن السفارة في صنعاء ستظل مفتوحة وأن التخفيض لعدد موظفيها أمر مؤقت.
من جهته قال صندوق النقد الدولي:"إن اليمن سيشهد زعزعة اقتصاده إذا تأخر في تنفيذ إصلاحات مثل تخفيضات في إجراءات دعم مواد الطاقة.
وجاء تحذير الصندوق في تقرير صدر بعد أن ألغت الحكومة اليمنية بعض الزيادات في أسعار الوقود في مواجهة اضطرابات سياسية.
وقد تدهورت أوضاع المالية العامة لصنعاء بسرعة هذا العام إذ تسببت هجمات رجال القبائل والمتشددين على خطوط أنابيب النفط الرئيسية في حرمان الدولة من عائدات أساسية. وتعرضت ميزانية الدولة أيضا لضغوط من جراء جهود الحكومة لقتال متشددين لتنظيم القاعدة وغيرهم من الجماعات المتمردة.
وقال صندوق النقد الدولي في التقرير:"اذا حدثت تأخيرات في تنفيذ الإصلاحات ولاسيما إصلاح نظام دعم مواد الطاقة فسوف يؤدي ذلك إلى زعزعة الاقتصاد في الأجل القصير ويعرض للخطر النمو في الأجل المتوسط وأهداف الحد من معدلات الفقر.