الأقصر(مصر) ـ د.ب.أ : أفاد أثري مصري امس بأن المقابر الضخمة في جبانة طيبة غرب مدينة الأقصر التاريخية تشير إلى المكانة السامية التي كان يحظى بها عمال مصر القديمة. وقال الأثري المصري على رضا مدير منطقة مقابر وادى الملوك في غرب الأقصر ، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن علماء المصريات في مدينة أبيدوس ، قبلة الحج في مصر القديمة، عثروا على لوحات جنائزية لعمال المحاجر ونجارين وصناع، تدل على أن العمال في مصر القديمة، كانوا في " بحبوحة " من العيش، وأن قادة النقابات العمالية كانوا من أسمى الموظفين في الدولة. وأضاف الأثري المصري ، في تصريحاته بمناسبة عيد العمال الذي يصادق غدا الاربعاء ، :" كان يطلق على الصناع والنحاتين لقب فنان" ، مشيرا إلى أن المجتمع اهتم بدور العمال في مختلف مناحي الحياة، وفى بناء الدولة ، وكان العمال مصدر قوة الدولة. ولفت إلى أن البلاط الملكي ضم العديد من فئات العمال، مثل الفنانين والكتبة والمعماريين والنجارين والخبازين والسقاة والمحاسبين والمعلمين و الموسيقيين. وأوضح أن مصر القديمة عرفت النساء العاملات منذ آلاف السنين، وأن المرأة المصرية عملت في الكثير من المهن والصناعات، مثل الفخار والغزل والنسيج، وغيرها، وكن صانعات بارعات. وعرفت مصر القديمة، تكوين النقابات العمالية، كما عرفت التظاهرات العمالية، وكانت أول تظاهرة عمالية شهدتها مصر القديمة، في عام 1970 قبل الميلاد، وتحديدا في عصر الملك رمسيس الثالث، حين تأخر صرف رواتب العمال لمدة 20 يوما. وألقى العمال ، الذين كانوا يعملون وقتها في بناء مقابر ومعابد الملوك في غرب الأقصر، بأدواتهم ومعداتهم واحتشدوا في مسيرة ونظموا إضرابا واعتصاما سلميا للمطالبة برواتبهم، ولم يتزحزحوا من موقع اعتصامهم برغم كل نداءات المسؤولين حتى تم صرف الرواتب والأجور المقررة لهم . وبحسب الأثري المصري على رضا، فإن العمال في مصر القديمة تمتعوا باجازة أسبوعية مدتها ثلاثة أيام ، حيث كان الأسبوع لديهم 10 أيام، كما عرفوا عطلات العمل في الاعياد والمناسبات الدينية. ويقول رضا إن الكثير من الحقوق التي ينادى بها العمال في كثير من بلدان العالم اليوم، خلال إحيائهم لعيد العمال في مطلع شهر مايو من كل عام، هي حقوق عرفها وطالب بها وحصل عليها عمال مصر القديمة، الذين عرفوا حق تشكيل النقابات وتنظيم الاحتجاجات العمالية قبل آلاف السنين.