فيصل آل سعيد : ثقافة الريادة يقع دورها على الأسرة والمدرسة والقطاع الخاص
علي الجهوري : مستجدات سوق العمل تتطلب من المتعلم امتلاك المهارات المناسبة له
المشاركون : الندوة ساهمت في إكسابنا مهارات عديدة ونتمنى تطوير المناهج لتتواءم مجال الريادة والابتكار
كتب ـ سهيل النهدي وعبدالله الجرداني :
اختتمت مؤخرا بفندق قصر البستان الندوة الوطنية " التعليم لريادة الأعمال والإبتكار" التي نظمتها وزارة التربية والتعليم ممثلة في المركز الوطني للتوجيه المهني واستمرت ثلاثة أيام ، قدمت خلالها (53) ورقة عمل بمشاركة إحدى عشر دولة من مختلف دول العالم وبمشاركة منظمة اليونسكو والبنك الدولي والمنظمة العربية والمجلس الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي ومكتب التربية العربي لدول الخلي، وعلى هامش الندوة افتتح المعرض المصاحب لتجارب ومبادرات الطلبة والطالبات في ريادة الأعمال.
وقد خرجت الندوة بمجموعة من المخرجات ركزت جميعها على أهمية تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في أوساط المتعلمين وإبراز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في توفير فرص العمل وكذلك التعرف على أفضل الممارسات في إدراج مفاهيم الريادة في المناهج وطرائق التدريس والتدريب وتعزيز دور الإعلام والمجتمع المحلي لدعم ثقافة ريادة الأعمال.
انطباعات المشاركين
ولمعرفة انطباعات المشاركين من المسئولين التربويين والجهات خاصة ومدراء المدارس وأخصائيي التوجيه المهني والطلبة والطالبات المشاركين في الندوة التقت (الوطن) بمجموعة منهم وبداية قال صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد الرئيس التنفيذي لوحدة التسويق والترويج للسلطنة: علينا غرس ثقافة ريادة الأعمال ودمجها مع المنظومة التربوية استكمالا للجهود على الصعيد التربوي فالطالب أصبح لا ينظر للمدرسة كمتلقي للمعلومة فقط انما لغرس قيم الريادة وتطبيع المناهج بما يتناسب مع تطلعات السوق بشكل عام وقال سموه: استعرضنا خلال الندوة تجربة ملتقى مسقط للشباب الذي ربطت أهدافه بتمكين الكوادر الوطنية لفهم واقع وتحديات سوق العمل فالمستثمرين عندما يأتون الى السلطنة يبحثون عن الكوادر القادرة على تحمل المسؤولية والتطور وإضفاء قيمة للمؤسسة مشيرا سموه إلى ثقافة الريادة تحتاج الى وقت طويل والدور يقع على منظومة متكاملة بدء من الأسرة ثم البيئة فالمدرسة والمعلم وكذلك القطاع الخاص مؤكدا على أهمية الالتزام من البداية والأخذ في الإعتبار التحديات والمطبات وعلينا مواكب تطور الدول الأخرى في مجال ريادة الأعمال حتى نطور من أنفسنا.
وأكد علي بن حميد الجهوري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط على أن مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل تعد من أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في العالم فالمستجدات التي طرأت في أسواق العمل المحلية والعالمية كإدخال التقنيات الحديثة واستحداث وظائف جديدة تتطلب من المتعلم أن يمتلك المهارات والمعارف التي تتناسب ومتطلبات السوق من أجل امتلاك القدرة التنافسية ، مما يحتم على الأنظمة التعليمية وضع مفاهيم ريادة الأعمال والابتكار في المناهج والأنشطة لتلبي احتياجات المتعلمين مستقبلا وهذا ما خرجت به ندوة التعليم الريادي التي نظمها المركز الوطني للتوجيه المهني.
وقال عيسى بن سعيد المعولي مدير مدرسة الإمام جابر بن زيد بمحافظة مسقط : الندوة كانت فرصة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين المشاركين من السلطنة وخارجها للتعرف على أفضل الممارسات في إدراج مفاهيم الريادة في المناهج وطرق التدريس والتدريب وكذلك إكساب الطلبة المعارف والمهارات الأساسية التي تعزز الجوانب الريادية لديهم راجين من المسؤولين الإهتمام الأوفر وتهيئة المزيد من الفرص للطلبة والطالبات خلال المرحلة القادمة والأخذ بالاعتبار بمخرجات وتوصيات الندوة بهدف تعزيز مكتسباتهم في العلم والمعرفة وتقوية مهاراتهم الإبداعية .
يعقوب بن محمد الغيثي أخصائي توجيه مهني بمحافظة شمال الشرقية بيّن في حديثه أن الندوة جاءت ندوة لريادة الاعمال والابتكار في وقت تتجه اليه دول العالم الى تطوير التعليم وإدخال كافة الافكار التي تؤدي تغييره ، وحملت الندوة التي اقيمت على مدار 3 ايام اهداف عديدة و مهمة ابرزها تعزيز ثقافة ريادة الاعمال في اوساط المتعلمين وابراز هذه المشاريع من خلال الدور الذي تقوم به في توفير فرص العمل كذلك تقديم جملة من الخدمات والتي تعود بالنفع للبلد، وأضاف: من خلال أيام الندوة قدمت اوراق عمل متنوعة ومثرية في مجال الابداع و ريادة الاعمال و تم استعراض تجارب دولية لدول كان لها السبق في ريادة التعليم وريادة الاعمال ابرزها المملكة المتحدة وبلجيكا كذلك التعرف على اهم المبادئ والاسس التي اعتمدها هذه الدول والتحولات التي صاحبت المجتمع الريادي لهذه الدول
وأوضح علي بن سالم بن علي الجابري رئيس فريق برنامج دعم اﻻبتكار التعليمي بمجلس البحث العلمي أن الندوة الوطنية لتعليم ريادة اﻷعمال واﻻبتكار جاءت لتلبي احتياجات الواقع التعليمي ويتوافق ما طرح فيها من خلال أوراق العمل مع الحراك الوطني نحو اﻻهتمام باﻻبتكار وريادة اﻷعمال ومسؤولية العمل بها كثقافة وممارسة عملية في المدارس من خلال برامج عدة، وقال: أن برنامج دعم اﻻبتكار التعليمي الذي ينفذه مجلس البحث العملي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بصورة تجريبية في بعض مدارس مسقط ما هو إﻻ ترجمة لهذا التوجه واستجابة ﻷهمية إيجاد مسارات عمل محفزة للابتكار وريادة اﻷعمال من خلال حاضنات اﻻبتكار في تلك المدارس باﻻضافة إلى تفعيل منظومة التعاون والتواصل التي يشترك فيها المعلم وإدارة المدرسة وولي اﻷمر وغيرها من العوامل المساندة التي تجعل من اﻻبتكار وريادة اﻷعمال ثقافة مجتمعية عامة وثقافة تأسيسية لدى طلبة المدراس لكون المدرسة هي الرافد الحقيقي لما يأتي بعدها ، فمتى ما تأسس الطالب على قيم ريادية وثقافة ابتكارية في حياته المدرسية فإنه بلا أدنى شك سيكون رائد أعمال ناجح وصانع قرار فاعل في محيطه العملي والمجتمعي .
وقالت مريم بنت هلال الراسبية مشرفه منتدبه للتوجيه المهني بمحافظة الشرقية جنوب:
جاءت الندوة الوطنية لريادة الاعمال والابتكار متماشية مع مخرجات ندوة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنعقدة في سيح الشامخات 2013م حيث هدفت الندوة الى تعزيز ثقافة ريادة الاعمال في اوساط المتعلمين من خلال توفير بيئة تعليمية تشمل أحدث الامكانيات التي تساعد الطالب على تطوير مهاراته الريادية وتبادل الخبرات المحلية حول ريادة الاعمال وابراز دور المشروعات الصغيرة في توفير فرص العمل وأهمية تطوير المناهج لتخدم ريادة الاعمال وتمكين المعلمين من الكفايات التي تمكنهم من تحقيق أهداف التعليم لريادة الاعمال والابتكار.
وأضافت: يأتي دور أخصائي التوجيه المهني من خلال مساعدة الطالب على تحديد ميوله المهني واكسابه مفاهيم حول ريادة الاعمال وتشجيع المبادرات الطلابية كالشركات والمعارض والتي تساعد الطالب على توسيع مداركة الابداعية وتنمي مهاراته المختلفة والتي تمكنه من وضع أهداف مستقبلية بعيدة المدى تسهم في الاستمرارية والتفرد الى جانب الاسهام في تنفيذ عدد من الانشطة التي تتضمن مواضيع في ريادة الاعمال والابتكار والتعاون مع المؤسسات المحلية لتنفيذ برامج وورش تطبيقية حول المهن بمختلف مجالاتها.
أما الطالب محمد بن حمد العلوي الطالب بمدرسة بلعرب بن سلطان بولاية بهلا بمحافظة الداخلية فقد شارك في المعرض المصاحب لعرض شركته التي أسسها مع زميله أسامه بن أحمد الشرياني وهي شركة تصوير ومونتاج وإخراج، وحول مدى استفادته من الندوة قال: اكتسبنا العديد من المهارات الريادية من خلال أوراق العمل التي طرحت بمشاركة خبرات من دول عدة ونتمنى مستقبلا اعطاء المناهج العمانية جرعات كبيرة حول ريادة الأعمال واستخدام وسائل حديثة لغرس ثقافة الريادة في صفوف الناشئة.
وتقول الطالبة ابتهال بنت يوسف المقبالية من مدرسة حوراء بنت يزيد بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة وصاحبة شركة "ايقاعات جوخية": الندوة عززت المفاهيم البسيطة التي كنا نعرفها عن ثقافة ريادة الأعمال وبالتالي سنتمكن خلال الفترة القادمة بعون الله من النهوض بمشاريعنا الخاصة ونشكر وزارة التربية والتعليم على تنظيم هذه الندوة ونتمنى الأخذ بمخرجاتها وتنفيذها مستقبلا وكذلك نتمنى من مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة دعمنا ماديا ومعنويا حتى نتمكن من مواصلة المشوار في العمل الريادي.