بدءا من استطلاع رؤية الهلال

- الجميع يفضل الإفطار الجماعي في المساجد وتجمع أفراد العائلة في بيت الأكبر سنًا

مسقط ـ العمانية: يستقبل المسلمون في شتى أنحاء العالم شهر رمضان الفضيل والذي ذكره الله تعالى في الآية (185) من سورة البقرة بقوله:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
وفي السلطنة يحتفل العمانيون بقدوم شهر رمضان المبارك بدءًا من استطلاع رؤية الهلال والتسوق وشراء المؤن الرمضانية والإفطار الجماعي في المساجد وصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم و(الهبطات) وعيد الفطر المبارك.
وعند صدور بيان اللجنة الرئيسية لاستطلاع الأهلة بثبوت هلال شهر رمضان عبر وسائل الإعلام المختلفة، تبدأ التبريكات والتهاني بين الأهالي والأقارب بمناسبة قدوم الشهر الفضيل، وتبدأ معها شعائر الشهر الفضيل بإقامة صلاة (التراويح) التي تقام بعد فريضة صلاة العشاء بكافة مساجد وجوامع السلطنة.
ويستعد الأهالي لاستقبال شهر الصيام مبكرًا من خلال التسوق وشراء المؤن الغذائية التي يحتاجونها لإعداد الوجبات التقليدية المعتادة، كالشوربة والهريس وأصناف الأرز المختلفة، إضافة إلى الحلويات التي غالبا ما يتم تناولها قبل صلاة التراويح.
وللمرأة العمانية دور بارز في هذا الشهر المبارك، حيث تبدأ مع بداية شهر شعبان بتحضيرات قائمة المستلزمات للوجبات المفضلة في رمضان، كما تساهم في تحضير الأطفال وتعليمهم الكثير من المفاهيم الدينية، وتقوم بإعداد سفرة الإفطار التي قد تختلف من محافظة لأخرى، وغالباً ما يفطر الصائمون في السلطنة على التمر والماء واللبن اقتداء بسنة نبينا المرسل (صلى الله عليه وسلم) ولارتباط العماني بالنخلة وهي عادة
يتوارثها الأبناء عن الإباء والأجداد.
ويفضّل العمانيون الإفطار الجماعي في المساجد، وتجمع أفراد العائلة في بيت الأكبر سنًا، حيث يلتقي الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين في حلقة واحدة، ويُعدُّ الشهر فرصة لصلة الأرحام والتقارب والتسامح ونيل الثواب المضاعف.
ويحرص الصائم خلال الشهر الفضيل على حضور المحاضرات الدينية وحلقات الذكر التي تقام في المساجد، وقراءة القرآن الكريم وتلاوته، والمواظبة على صلاة قيام الليل والتهجد.
ومن العادات الاجتماعية في شهر رمضان المبارك يتبادل الصائمون أطباق الإفطار، حيث يواظب العمانيون على تبادل أطباق الأغذية مع جيرانهم وأهلهم وهي عادة ما زال المجتمع العماني محافظًا عليها، حيث تجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التي نشأ وكبر عليها أفراد المجتمع العماني قديمًا وحديثًا.
وفي منتصف شهر رمضان المبارك تحتفل بعض ولايات السلطنة بـ (القرنقشوه)، حيث يتجول الأطفال في الأحياء السكنية داخل الحارات والطرقات ليجمعوا ما يعطيهم أقاربهم وجيرانهم من الحلويات والمكسرات والنقود، وتهدف هذه الاحتفالية إلى إدخال الفرحة على قلوب الأطفال وإحياء لهذا الموروث الشعبي.
وتقام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل (الهبطات) وهي عبارة عن سوق مفتوح له موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي يتم فيه عرض كافة الاحتياجات اللازمة لعيد الفطر، حيث تعد الهبطات إرثًا قديمًا بالسلطنة ودائماً ما تشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار والمواطنين.
وفي نهاية الشهر المبارك تستعد اللجان المختصة لاستطلاع رؤية هلال شهر شوال، فبعد الإعلان الرسمي عن ثبوت رؤية الهلال يقوم الأهالي بتبادل التهاني والتبريكات وبعضهم
يقوم بذلك قبل قدوم عيد الفطر المبارك بثلاثة أيام.
ويحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك في الأول من شوال، فرحين بإتمام شهر الصوم، ومستبشرين بأعمالهم الصالحة خلال أيام عيد الفطر، وما يصاحبه من مشاعر الفرحة ومظاهر الاحتفالات.