مكة المكرمة ـ وكالات: يتدفق مئات آلاف الحجيج من العالم اجمع امس الاثنين الى الحرم المكي للبدء بمناسك الحج في ظل تدابير امنية مشددة. ويردد الحجاج بلا انقطاع "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". بعض الحجاج وصلوا على الكراسي المتحركة فيما تقدم بعض آخر من الكبار بالسن بصعوبة، وتحت اشعة الشمس الحارقة، نحو الحرم حيث بدأ عشرات الالاف شعائر التطواف حول الكعبة. ومن المفترض ان يشارك في الحج هذه السنة حوالي مليوني شخص، بينهم عدد كبير من قارتي آسيا وافريقيا. والحج الذي يعد بين اكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم، يبدأ رسميا الخميس. واضافة الى التدابير الصحية المرتبطة بفيروس ايبولا، عززت السلطات التدابير الامنية".
وكان وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف اعرب عن ارتياحه ازاء التحضيرات مؤكدا قدرة بلاده على تأمين سلامة الحج. كما اكد الامير محمد عزم السلطات التعامل بحزم مع التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة الاخرى. وطلب وزير الداخلية من الحجاج الابتعاد عن الشعارات السياسية والعقائدية خلال اداء مناسك الحج، بحسبما افادت وكالة الانباء الرسمية. وتنشر السعودية، البلد الذي يحتضن على اراضيه الحرمين المكي والنبوي ، 85 الف رجل امن لضمان حسن سير موسم الحج. ورغم المخاوف من ايبولا وفيروس كورونا الذي تعد المملكة البؤرة الاساسية له، يسود جو من الطمأنينة الظاهرة بين الحجاج. وقالت الجزائرية عائشة (50 عاما)، "لم اشعر بحياتي بهذه السعادة".
وكانت عائشة تسير مع ابنها احمد واضعة كمامة طبية على وجهها.
ومنعت السعودية دخول مواطني غينيا وليبيريا وسييرا ليون الى اراضيها، وهي الدول الثلاث الاكثر تعرضا لفيروس ايبولا الذي اودى حتى الآن بحياة ثلاثة الاف شخص في غرب افريقيا. الا انه سمح لمواطني نيجيريا بالمشاركة في الحج بالرغم من وفاة ثمانية اشخاص في هذا البلد جراء الاصابة بفيروس ايبولا. وشأنه شأن باقي الحجاج من نيجيريا، طلب من سعيد اميسوك ان يملا كتيبين، الاول في نيجيريا والثاني في السعودية، للتأكيد بانه لم يزر اي من المناطق التي تعد من بؤر ايبولا. واخضع الحجيج النيجيريون لفحص للحرارة في نيجيريا ولدى وصولهم الى مطار جدة، وهو مركز الوصول الرئيسي للمشاركين في الحج. وقال سعيد اميسو "لقد طلب منا ان نغسل ايدينا بالصابون قبل ان نقوم باي شيء". وذكر من جهته وزير الصحة عادل فقيه ان وجود هذا الكم الهائل من الاشخاص في مكان واحد "يزيد من خطر انتقال الامراض المعدية". اما الجزائري احمد فقد عبر عن مخاوف في مجال الصحة. وقال "نحاول ان نبتعد عن بعض الجنسيات وعن الاماكن المغلقة، كما نحرص على وضع الكمامات بالرغم من الحر". وحتى الآن لم يتم تسجيل اي حلة اصابة بفيروس ايبولا في السعودية، فيما تم تسجيل آخر حالة وفاة بفيروس كورونا يوم الخميس الماضي في منطقة نجران بجنوب غرب المملكة. على صعيد اخر أعلن الدفاع المدني السعودي امس الاثنين اخلاء فندق يسكنه حجاج بعد نشوب حريق في أحد أدوار الفندق في مكة المكرمة غرب المملكة ، لافتا إلى إصابة ثلاثة حجاج باختناق ، من بين 107 حجاج . وأوضح الناطق الإعلامي للمديرية العامة الدفاع المدني بالحج العقيد عبدالله العرابي الحارثي في تصريح صحفي امس أن "غرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تلقت في تمام الساعة التاسعة من صباح امس الاثنين بلاغا عن حريق في فندق في العزيزية الجنوبية وتم انتقال 6 فرق إسعاف وإطفاء وإنقاذ للموقع بالإضافة لفرقة السلالم والسنوركل وفرقة الكمامات وجيوب التدخل وفرق السلامة . وأشار إلى إلى انه "فور الوصول اتضح ان الحادث عبارة عن حريق في الدور العاشر بفندق مكون من عشرة أدوار يسكنه حجاج من الجنسية الإندونيسية والهندية والباكستانية قادمين من بريطانيا . واوضح انه تم إخلاء الموقع بالكامل حيث أخلى عدد 107 سكان ومباشرة الحادث والسيطرة عليه من قبل الفرق المشاركة وأضاف العقيد الحارثي أن الحادث نتج عنه إصابة ثلاث حالات اختناق تم نقلهم عن طريق الاسعافات المتواجدة بالموقع إلى المستشفى وما زال التحقيق جاريا لمعرفة الأسباب.