نيويورك ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
حذرت سوريا من على منبر الأمم المتحدة من وصفة أميركية لزيادة الإرهاب عبر اعتزام واشنطن تدريب مسلحين تصفهم بـ (معارضين معتدلين)، فيما اعتبرت دمشق أن احترام الإرادة الشعبية والتي تمثلت بالانتخابات الأخيرة هي أساس الحل السياسي.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمة بلاده أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة إن سوريا مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب بشرط أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقا للمواثيق الدولية.
وقال المعلم "لقد تحدثنا في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من منبر دولي حول خطورة الإرهاب الذي يضرب سوريا وإن هذا الإرهاب لن يبقى داخل حدود بلادي لأنه لا حدود له.. فهذا الفكر المتطرف لا يعرف سوى نفسه ولا يعترف إلا بالذبح والقتل والتنكيل.
وتابع المعلم.. ومن هنا أقف لأقول.. ألم يحن الوقت لأن نقف جميعا وقفة واحدة في وجه هذا التمدد الخطير للفكر التكفيري الإرهابي في العالم… ألم تحن ساعة الحقيقة لنعترف جميعا بأن تنظيم داعش وغيره كجبهة النصرة وبقية أذرع القاعدة لن يتوقف عند حدود سوريا والعراق بل سيمتد إلى كل بقعة يمكن له أن يصل إليها ابتداء من أوروبا وأميركا… ألا يجب أن نتعظ مما جرى في السنوات السابقة ونجمع الجهود الدولية كاملة للوقوف في وجهها كما جمع هذا التنظيم التكفيريين من كل أصقاع الأرض وأتى بهم إلى بقعة واحدة ليدرب ويسلح ويعيد نشر أفكاره وإرهابه عبرهم من حيث أتوا.
وقال المعلم قد يقول قائل الآن إن قرارا دوليا قد صدر مؤخرا وبالإجماع وتحت الفصل السابع ليحول دون تمدد هذا التنظيم وغيره وللقضاء عليه.. نعم أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا.. هذا القرار الدولي الذي صدر في 15-8-2014 جاء متأخرا جدا.. لكن هل الجميع جاد وحازم في تنفيذه… فمنذ صدوره لم نلمس أي تحرك جدي لتطبيقه.. لم نلمس أي شعور حقيقي بالخطر والعمل على أساسه من قبل أي دولة إقليمية.. كانت وما زالت تقدم كل أشكال الدعم لهذه التنظيمات الإرهابية.. بل إن ما رأيناه من الإدارة الأميركية من ازدواجية للمعايير وتحالفات لتحقيق أجندات سياسية خاصة من خلال تقديم دعم بالسلاح والمال والتدريب لمجموعات يسمونها معتدلة.. إنما يشكل وصفة لزيادة العنف والإرهاب وسفك دماء السوريين وإطالة أمد الأزمة في سوريا.. ونسف الحل السياسي من جذوره.. وأرضا خصبة لتنامي هذه المجموعات الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم على الأرض السورية ما يتطلب منا جميعا جدية في التصدي لهذا الإرهاب والقضاء عليه قولا وفعلا ليعود الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة .
وأكد المعلم أن مكافحة الإرهاب لا تتم عبر القرارات الدولية غير المنفذة.. فالنوايا هنا لم يعد لها مكان.. ان مكافحة الإرهاب تتم بتطبيق القرارات فعلا.. عبر الضربات العسكرية بالتأكيد.. لكن الأهم أيضا هو وقف الدول التي تسلح وتدعم وتدرب وتمول وتهرب هذه الجماعات الارهابية
وحول الحل السياسي للأزمة السورية قال المعلم مرة أخرى نجدد اننا جاهزون بل ونسعى إلى الحل السياسي في سوريا والحوار مع كل الوطنيين الشرفاء المعارضين للإرهاب في سوريا وبين السوريين أنفسهم وعلى الأرض السورية. واكد المعلم أن الانتخابات الرئاسية التي جرت تحت مرأى ومسمع العالم.. أوقفت الجميع أمام استحقاقاته.. فكانت إرادة السوريين فوق كل صوت حاول التشويش عليها منذ ثلاث سنوات ونيف.. لقد خرج السوريون داخل سوريا وخارجها يقولون كلمتهم ويسمعون صوتهم للكون.
وقال المعلم.. الآن وبعد الانتخابات الرئاسية نقول للعالم.. من يرد ويتطلع إلى حل سياسي في سوريا فعليه اولا أن يحترم إرادة السوريين التي اعلنوها صريحة واضحة قوية عالية
إلى ذلك أشارت تقارير اعلامية الى أن المصافي النفطية التي يقصفها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة ما يسمى تنظيم داعش هي مصاف صغيرة مرفوعة على شاحنات متنقلة ولا يتجاوز إنتاج الواحدة منها خمسمئة برميل.
من جانب آخر أدانت وزارة الخارجية المصرية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي حيث قالت في بيان رسمي “لا يمكن السكوت عن تدخله (أردوغان) في الشؤون الداخلية للدول الأخرى الذي تجاوزه إلى دعم جماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء لبث الفوضى والإضرار بمصالح شعوب المنطقة كما في ليبيا وسوريا والعراق لما يمثله ذلك من تهديد للأمن والسلم الدوليين” داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى عدم التهاون في هذا الخصوص.
وأضافت الخارجية المصرية أن “المتابع للشأن الداخلي في تركيا خلال الأعوام الأخيرة يخلص إلى أن أردوغان الذي يدعي أنه راع للديمقراطية والمدافع عما يسمى ثورات الربيع العربي بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية وليس في وضع يسمح له بإعطاء الدروس للغير بشأنها” .
من جانب آخر أعلن رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، دعم بلاده للتحالف الدولي الذي يواجه تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، مؤكدا رفضها الانخراط في أي عملية عسكرية.
ونقلت صحيفة "الوطن" الجزائرية في موقعها الإلكتروني ، عن لعمامرة، قوله على هامش لقائه بالجالية الجزائرية بمدينة مونتريال الكندية، إن التدخل العسكري الدولي ضد داعش بات أمرا حتميا مشددا على عدم مشاركة الجزائر فيه.
وقال لعمامرة :"عقيدتنا المتعلقة بعدم الانحياز لا تسمح لنا لا باستقبال قواعد أجنبية على أراضينا ولا الزج بقواتنا في مهام خارج حدودنا".
وأضاف :"الجزائر في الطليعة لمكافحة الإرهاب. لعبنا دورا رئيسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل صياغة نصوص تنظم التعاون الدولي ضد الإرهاب.. الجزائر بخبرتها وبقناعتها وبممارساتها في مجال مكافحة الإرهاب، قدمت كثيرا للمجموعة الدولية".
وأشار لعمامرة، إلى الأبعاد الثقافية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية في استئصال الارهاب إلى جانب الشق العسكري والأمني.
كما حذر من أن تتحول هجمات التحالف الدولي إلى كارثة إنسانية على السكان في سوريا وهو ما سيدفعهم إلى الاعتقاد بأن الإرهاب أقل سوءا من قصف التحالف.