نيويورك ـ (الوطن):
دعت السلطنة في كلمتها أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، العالم إلى اتخاذ موقف موحد لمواجهة تحديات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقالت السلطنة في الكلمة التي ألقاها أمس معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية لإن أزمات قديمة وأخرى جديدة تفاقمت في الشرق الأوسط بسبب عدم وجود إجماع دولي على مسارات لمساعدة الأطراف المعنية في حلها. وحث معاليه على "موقف موحد" لمواجهة التحديات الرئيسية في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا شك أنها محور الأزمات في المنطقة.
وأشار معاليه إلى أنه في حين أظهر الفلسطينيون استعدادا للدخول في شراكة حقيقية في السلام على أساس حلول الدولتين، لم تبد إسرائيل أي تعاون مع لجوئها إلى القوة العسكرية.
وأكد معاليه على أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار من خلال استخدام القوة المفرطة والإصرار على إلحاق خسائر فادحة في الأرواح والإصابات والدمار على أوسع نطاق ممكن"، مؤكدا أن الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار الذي يعزز الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشراكة في السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار معاليه إلى أن السلطنة تعتقد أن هناك فرصة الآن لتحقيق هذا الهدف في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجانبين بعد أعمال العنف الأخيرة في قطاع غزة.
وشدد معاليه على أهمية أن يتمسك الجانبان بهذا الاتفاق وتجنب أي انتهاكات تحت أي مبررات أو ذرائع.
كما تطرق معاليه إلى القضايا الإقليمية الأخرى.. ففي الشأن السوري حث معاليه المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود لتشجيع كافة الأطراف على العودة للحوار على أساس بيان جنيف.
وقال معاليه ان السلطنة تتطلع بثقة إلى جهود المبعوث الدولي في سوريا"، مشددا على "ضرورة العودة للمفاوضات بين دمشق والمعارضة السورية، وبذل المزيج من الجهود لمساعدة الشعب السوري".
كما أكدت السلطنة على إدانة الأعمال الإرهابية التي يرتكبها ما يسمى تنظيم داعش وأكدت تأييدها لما تمخض عنه مؤتمري جدة وباريس إضافة إلى الخطوات التي يتخذها المجتمع الدولي لإعادة بسط السلطة الشرعية على الأراضي العراقية.
كذلك دعت السلطنة إلى مؤتمر دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
أما عن الوضع في اليمن فقد رحب معاليه بتوقيع الأطراف السياسية اليمنية على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، داعيا كل الشركاء السياسيين إلى الالتزام بالبنود التي وردت في هذا الاتفاق.
وقال معاليه :"نرحب بتوقيع الرئيس هادي والقوى السياسية على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وندعو كل الشركاء السياسيين، خاصة "أنصار الله"، إلى الالتزام بالبنود التي وردت في هذه الوثيقة".
وشدد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على ضرورة أن تحرص كل القوى السياسية في اليمن على نبذ العنف وتأييد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كونها أفضل خارطة طريق متاحة في الوقت الراهن لحل الأزمة الحالية.
وأضاف: "يحدونا الأمل في أن تتمكن القيادة السياسية اليمنية من ترجمة الخطوات القادمة المهمة في مسار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وأبرزها إنجاز الدستور الجديد والاستفتاء عليه بما يضمن حقوق ومصالح كل المواطنين اليمنيين".
كما أشار معاليه في كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن هناك عدة طرق لتجنب العنف والتطرف، منها تعزيز الحكم الرشيد والتنمية المستدامة مؤكدا معاليه أن السلطنة أنشأت منظومة كاملة ومترابطة من أسس الحكم الرشيد تشمل المجالس والمؤسسات التي تهدف إلى حماية المجتمع والشباب وضمان مشاركتهم في عملية التطوير والتنمية حيث أنشأت مجلس عمان المكون من مجلسي الدولة والشورى إضافة إلى المجالس البلدية المنتخبة.