بيروت ـ من أحمد أسعد:
كرر وزير الداخلية اللبناني أمس، داعيا الى مناقشة موضوع انشاء المخيمات للنازحين السوريين، وهو ما اصر الوزير جبران باسيل على حاجته إلى قرار مجلس الوزراء ودونه لن يمر ولو بعد مئة عام. اما قضية الجنود المخطوفين التي تركن معالجتها الى ايجابيات مجمع عليها مشروع امر التفاوض مع خاطفيهم لمعرفة مطالبهم، اكد الوزير محمد فنيش وهو يدخل جلسة الحكومة التي انعقدت امس في السرايا الحكومي. ولكن مهما قيل عن ما حصل امس الاول في مجلس النواب من اعادة السلسلة الى اللجان المشتركة ، فإن الثابت هو ان مسألة الارقام والتمويل والايرادات ليست سوى برفان لتغطية عجز الدولة عن تنفيذ وعودها، ومع ان ما حصل امس الاول شكل خطوة غير مكتملة على طريق استئناف تشريع الضرورة بمعزل عن اي استحقاق اخر، فإن قضية السلسلة ستبقى تقض مضاجع المسؤولين. ولا يقتصر افلاس هذه الطبقة السياسية على هذا الملف، انما يطاول كل الشؤون السياسية والامنية، بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهورية رغم مرور اكثر من اربعة اشهر على الفراغ في قصر بعبدا، مرورا بقضية العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية المسلحة، والتخبط الحاصل حولها، وهذا ما برز في جلسة مجلس الوزراء امس، حيث انقسموا بين مؤيد للمقايضة ورافض لها ، وليس بعيدا عن هذا الملف، هناك مخاوف جدية من اقدام الارهابيين في جرود عرسال على شن هجوم على مواقع الجيش بعد ان كثف اجراءاته في المنطقة ويتزامن ذلك مع مضي الخلايا الارهابية المنتشرة في غير منطقة، لا سيما طرابلس في استهداف مراكز الجيش، وسط خطاب مذهبي يمكن ان ينعكس سلبا على بعض الاستقرار الامني الهش في المدينة والشمال عموما . في الاثناء التأمت جلسة مجلس الوزراء ظهر امس في السرايا الحكومي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وعلى جدول اعمالها سبعة وخمسون بنداً ،اما ابرز ما سيتم التطرق اليه من خارج جدول الاعمال الملف الامني لا سيما موضوع العسكريين المخطوفين ، وانشاء مخيمات للنازحين السوريين وخاصة في بلدة عرسال المحتلة من قبل المسلحين على حد قول وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اضاف ،ان ملف العسكريين يشهد تطورا ملحوظا يوميا، ومن المفترض ان يستهل الرئيس سلام الجلسة بكلمة يعرض فيها نتائج زيارته الى نيويورك، كما انه من المتوقع ان يتطرق الوزراء الى لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم . وتعليقا على هذا الموضوع ، قال وزير البيئة محمد المشنوق ان العرف الدبلوماسي لا يمنع اللقاء بين وزرين ولا سيما هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، وخلال الجلسة سيطرح وزراء الاشتراكي موضوع المقايضة بشأن ملف العسكريين، الامر الذي رفضه الوزير جبران باسيل، مشيرا الى انه لن يمر في هذه الجلسة ولا بعد مئة عام. اما الوزير وائل ابو فاعور الذي خرج من الجلسة لينضم الى اعتصام اهالي المخطوفين العسكريين طالب باطلاق يد رئيس الحكومة واللواء عباس ابراهيم وخلية الازمة لايجاد حل لقضية العسكريين، مضيفا ان القوى السياسية في الحكومة مجمعة على ايجاد حل للقضية والامور تتحرك ايجابيا بشكل كبير، وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء ، نفذ اهالي العسكريين المخطوفين اعتصاما في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت رفعوا خلاله صور ابنائهم ورددوا شعارات تطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها، والكف عن المماطلة والتسويف واتخاذ الخطوات اللازمة للافراج عنهم، وهددوا باللجوء الى خطوات تصعيدية قد تشل البلد اذا لم تتخذ الحكومة الاجراءات التي من شأنها بلسمة جراحهم، كما قطع الاهالي شارع المصارف المؤدي الى السرايا الحكومية، مؤكدين انه لن يتم فتح الطريق الا اذا قامت الحكومة بخطوات ملموسة لاطلاق سراح ابنائهم.
في المواقف: شدد الرئيس نبيه بري على انه لن يصوت مع التمديد للمجلس النيابي ولن يطعن في قرار توافق عليه الغالبية النيابية، وسأل عن الغالبية التي من شأنها امرار قانون التمديد بعدما افصح الافرقاء المسيحيون علنا على انهم سيقترعون ضده واعتبر بري ان تحريك اعمال مجلس النواب ومعاودته جلساته يعززان حجة الداعين الى التمديد بعدما تخلوا عن ذريعة تعطيل البرلمان برفض اي استئناف لجلسات التشريع لانتخاب رئيس جمهورية اولا . وابدى ارتياحه الى كسبه جولة الاشتباك مع قوى الرابع عشر من اذار التي اثرت اخيرا العودة الى جلسات المجلس وتكريس صلاحيته الدستورية في التشريع في كل حين في معزل عن استحقاقات اخرى تعذر تمامها في مواعيدها . على صعيد اخر اكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان اي مساعدة تقدمها طهران للجيش اللبناني ستكون في اطار القانون الدولي ومكافحة الارهاب ، ودعا عبد اللهيان في معرض رده على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيتا ساكي التي اعتبرت ان مساعدة ايران للجيش خرقا للقرارات الدولية ، ودعا واشنطن الى الابتعاد عن المغامرات التي تزيد التشدد وعدم الحؤول دون تقوية جيوش المنطقة لتصبح في مواجهة الارهاب معالجة وجادة . الى باريس غادر يوم امس رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في زيارة لم يكشف عن تفاصيلها واهدافها ،لكنها تأتي بعد اللقاء الذي ضمه امس الاول الى وفد من حزب الله وردا على سؤال الى مصادر اشتراكية حول امكان اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط في العاصمة الفرنسية، اكتفت المصادر بالقول عندما يحصل اللقاء سنعلن عنه. النائب سليم سلهب كشف عن صحة ما يتداول به لناحية طرح النائب جنبلاط للعماد عون رئيسا لسنتين، واشار سلهب الى ان موقف كتلة التغيير والاصلاح في مايو من العام 2013 سيتكرر في حال تم التمديد للمجلس النيابي. امنيا: ضبط الجيش اللبناني كمية من المواد المتفجرة ، بالاضافة الى صواعق تستخدم في تفخيخ السيارات كانت قيد التجهيز اثناء مداهمة له في احد الاماكن المشبوهة في خراج وادي حميد في عرسال ، وقد تمكن الجيش اللبناني من ضبطها قبل تجهيزها في عملية استباقية نوعية له ، وهي عبارة عن مواد متفجرة زنتها 66 كيلو جراما كانت موضوعة في اكياس سوداء نقلت الى مكان آمن بعد تعطيلها وبوشر التحقيق بالموضوع. في المقابل ، احبطت محاولة تسلل الى الاراضي اللبنانية من جرود عسال الورد السورية باتجاه الاراضي اللبنانية وتخلل عملية التسلل اشتباكات ادت الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتسللين ، وتدمير آلية عسكرية مجهزة بمدفع 23 ملم . وفي طرابلس اطلق مجهول الرصاص باتجاه دورية للجيش في الزاهرية مقابل افران الامير اعقب ذلك استنفار للجيش الذي كان استقدم تعزيزات عسكرية الى طرابلس ومحيطها بعد محاولة خطف عسكري فجر الثلاثاء الفائت في منطقة البداوي . وفي طرابلس ايضا وفي باب التبانة اعتقل فوج المغاوير المدعو بلال المبيض وعثر بحوزته على ثلاث قنابل .وفي الجنوب تسبب الاشتباه بحقيبة عند حاجز الجيش في الاولي بزحمة سير خانقة جراء الاجراءات التي اتخذها عناصر الحاجز ليتبين بعد الكشف عليها انها تحتوي كتبا مدرسية. وكانت مخابرات الجيش في الجنوب وفي مدينة النبطية اوقفت السوريين محمد خير نعمان العمادين مواليد عام ثمانية وتسعين وعبد الرحمن احمد العمادين مواليد عام تسعة وتسعين في بلدة قعقعية الجسر لوجود شبهات امنية حولهما ،كما داهمت عناصر من امن الدولة مباني سكنية في بئر حسن بحثا عن مطلوبين . قضائيا اصدر قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي قرارا اتهاميا بقضية انفجار عبوة في محلة قلعة الجنان في طرابلس في الثالث من اغسطس الفائت ادى الى استشهاد المواطن عصام الشعار، واتهم القاضي وهبي ثمانية موقوفين وثلاثة فارين من وجه العدالة هم : اسامة منصور شادي المولوي وامير منصور سندا الى مواد تنص عقوبتها القصوى على الاعدام .