زوريخ ـ رويترز: يخشى جيروم شامبين المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن يكون مصدر قوة اللعبة وهو عدم القدرة على توقع النتائج مهدد بخطر الزوال في ظل وجود أفضل اللاعبين في أندية غنية في عدد محدود من الدول حول العالم.
وقال شامبين إن التوزيع غير العادل للموارد هو "الخطر الرئيسي" الذي يواجه الفيفا في الوقت الحالي. وأضاف لرويترز "في بعض الدول يكون من المعروف في بداية الموسم الفريق الفائز بلقب الدوري. هذه مشكلة لأن ما يجعل كرة القدم والرياضة ساحرة.. هو عدم إمكانية توقع النتائج لكن هذه الأيام يقل هذا الأمر بشكل مستمر." وضرب الرجل الفرنسي مثلا بمباراة ليفربول الإنجليزي مع بازل السويسري في دوري أبطال أوروبا في الأسبوع الماضي للتدليل على عدم التوازن الموجود في اللعبة في الوقت الحالي. وقال شامبين "بسبب الحقوق التلفزيونية.. ينال ليفربول ثمانية أضعاف ما يناله بازل (في المباراة). هذا دليل على عدم تكافؤ الفرص امام الجميع." وفي مثال آخر قال شامبين - وهو المرشح الوحيد الذي أعلن أنه سينافس بلاتر على رئاسة الفيفا في الـ 29 من مايو المقبل - إن هجرة المواهب الافريقية إلى أوروبا أشبه بظاهرة "الاستعمار الجديد". وأضاف "يتم استنزاف افريقيا بطريقة استعمارية جديدة حيث تشاهد افريقيا مباريات الدوري عندنا لمتابعة لاعبيهم بينما يتم استنزاف مسابقاتهم." وأكد شامبين دعوته لأن يتم اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا عن طريق كل أعضاء الفيفا البالغ عددهم 209 اتحادات وطنية بدلا من الاتحادات القارية فقط كما يحدث في الوقت الحالي كما طالب بوجود ممثلين للاعبين والأندية ولروابط الدوري. وأضاف "نحن في حاجة إلى وجود تمثيل من الطرف الآخر مثل اللاعبين والأندية وروابط الدوري. لا يمكننا أن ندير كرة القدم في القرن الـ 21 بدونهم. نريدهم أن يفكروا في نظام الانتقالات ونظام لحماية الأندية الصغيرة."
وطلب شامبين أيضا من الفيفا - الذي تعرض لانتقادات بسبب ارتفاع تكاليف استضافة البرازيل لكأس العالم 2014 - أيضا بأن يخفف من قبضته على الدول المنظمة لمسابقاته. وأضاف "أعتقد أن تركيز الفيفا يجب أن ينصب على الاستادات والملاعب وسفر الفرق. لا أعتقد أنه من دور الفيفا أن يفرض على أي دولة أن تبني المطارات والفنادق. هذا يتوقف على الدولة نفسها." وتعرض شامبين لصدمة عندما تبين له أن كل مشجعي البرازيل في كأس العالم تقريبا كانوا من أصحاب البشرة البيضاء وقال إن سياسة بيع التذاكر يجب أن تتغير.
وأضاف "البرازيليون أصحاب البشرة السوداء هم من كانوا يجهزون لحفل الافتتاح ومن بينهم اللاعبون لكن لم يحضر أحد منهم في المدرجات. ربما يكون ذلك بسبب سياسة أسعار التذاكر أو شبكة التوزيع وهذا أمر خاطئ." وبدأ شامبين الحديث عن إمكانية الترشح في يناير كانون الثاني الماضي في لندن عندما فاجأ كثيرون بقوله إنه لا يعتقد أن بوسعه التفوق على بلاتر وأعلن بشكل رسمي في الشهر الماضي رغبته في الترشح. وعمل شامبين - وهو نائب الأمين العام للفيفا بين 2002 و2005 - على مشروعات خاصة بالاتحاد الدولي في الفترة من 2005 الى 2007 وكان مديرا للعلاقات الدولية من 2007 وحتى ترك الفيفا في 2010. وقال شامبين انه لم يتأثر بإعلان الاتحاد الافريقي والاتحاد الآسيوي بدعمهما لبلاتر وأكد أنه يبقى بوسع الاتحادات الوطنية دعم أي مرشح. وأضاف "عندما شارك (بلاتر) في انتخابات 1998 ضد لينارت يوهانسون الذي كان رئيسا للاتحاد الأوروبي تلقى يوهانسون دعما من أربع قارات وسط توقعات بأن يبلغ عدد الأصوات المؤيدة له 150 صوتا."
وتابع "نال في النهاية 80 صوتا وهذا يظهر أنه لا يوجد طاعة عمياء." ويرى شامبين أنه لا توجد حاجة لكي تعطي الاتحادات الوطنية أصواتها ككتلة واحدة. وقال شامبين "اتحاد الكرة في مولدوفا لديه الكثير من الأمور المشتركة مع الاتحاد التونسي وبشكل أكبر مما عليه الوضع مع الاتحاد الانجليزي. بدأت حملتي منذ ثمانية أشهر وأنا في مرحلة جيدة. ألتقي مع العديد من الأشخاص مثل اللاعبين ورؤساء الاتحادات." وردا على رفض بلاتر المشاركة معه في مناظرة عامة قال شامبين "نحتاج إلى إجراء حوار.. مثل أي انتخابات حول العالم." وأضاف "هذا سيساعد على استعادة سمعة الفيفا وأعتقد أن هذه فرصة جيدة للقيام بذلك وأعتقد أنها خطوة ضرورية للغاية."