غالبية عاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم تأتي من البحر

في عام 2013 أعربت منظمة اليونيسكو عن قلقها من التهديدات المتزايدة على الحاجز المرجاني الكبير المدرج منذ عام 1981 في قائمة التراث العالمي

كوينزيلاند (أستراليا) ـ (أ.ف.ب)
يهدد الاحترار المناخي والصيد وتوسع المدن الحاجز المرجاني الكبير في استراليا الذي يوصف بانه جوهرة العالم، الا ان هذا الضرر البيئي يشكل للسكان الاصليين في هذا البلد مساسا بهويتهم الثقافية.
وفي الآونة الأخيرة، تعهد غافن سنغلتون احد ممثلي هذه الاقلية المهمشة لفترة طويلة، الى جانب السلطات، بالمساعدة على المحافظة على الحاجز المرجاني الذي يعد اكبر تشكل حي في العالم. وهو يعتبر ان هذا الحاجز ليس فقط كنزا طبيعيا كبيرا بل هو روح شعبه.
وقال لوكالة فرانس برس "غالبية تقاليدنا وعاداتنا ولغاتنا تأتي من البحر. خسارة الحاجز سيكون له تأثير مباشر على هويتنا الخاصة".
واضاف "كنا هنا قبل تشكل الحيد ومن جيل الى جيل نتوارث الروايات حول اجتياح البحر للمنطقة وما يعرف بـ(الفيضان الكبير).
تنتمي عائلة غافن الى شعوب يرغانيدي التي استوطنت شمال شرق استراليا على شريط ساحلي يمتد من كيرنز الى بورت دوغلاس على امتداد 65 كيلومترا.
ففي نهاية العصر الجليدي، قبل حوالى عشرة الاف سنة، غمر البحر الهضبة القارية فضلا عن جزء من اراضي شعوب يرغانيدي وشعوب اصلية اخرى ليتشكل الحاجز المعروف الان.
وعلى غرار شعوب يرغانيدي ثمة 70 جماعة من السكان الاصليين وسكان مضيق توريس كان اسلافهم يعيشون على اراضي الحاجز المرجاني قبل اكثر من 60 الف سنة.
واليوم يستقطب الحاجز المرجاني العظيم ما لا يقل عن مليوني سائح سنويا في حين يقيم مليون شخص في المنطقة ويعتمدون عليه في معاشهم.
وتقدر مساهمة الحاجز في الاقتصاد الاسترالي بـ5,4 مليار دولار استراليا (3,7 مليار يورو) ويؤمن عملا لـ67 الف شخص.
وفي العام 2013 اعربت منظمة اليونيسكو عن قلقها من التهديدات المتزايدة على الحاجز المرجاني الكبير الذي يمتد على 2300 كيلومتر والمدرج منذ العام 1981 في قائمة التراث العالمي للبشرية.
واعطت المنظمة العالمية مهلة لاستراليا الى الاول من فبراير 2015 لتقديم خطة للحفاظ على الموقع والا قد تضع الحيد في قائمة المواقع "المهددة بالخطر".
واكدت الحكومة الاسترالية في أغسطس الماضي ان وضع الموقع "سيئ" بسبب الاحترار المناخي خصوصا الذي يعتبر التهديد الاول للأنظمة البيئية فيه فضلا عن الصيد وتسرب المياه المبتذلة والتوسع العمراني على الساحل.
وفي منتصف الشهر الماضي، قدمت السلطات الاسترالية مشروع خطة للحفاظ على الحاجز المرجاني تمتد على 35 عاما، وتنطوي بشكل اساسي على التعاون بين مؤسسات الدولة وحظر اقامة مرافئ جديدة في بعض المناطق.
واكد وزير البيئة الاسترالي غريغ هانت ان بلاده "سمعت لكل الناس واجابتهم حول قضية الحاجز المرجاني"، مضيفا ان رئيس الحكومة توني ابوت يعتزم ان يجعل من مشروع الحفاظ على الحاجز نموذجا لخطته البيئية.
ويرى غافن سينغلتون انه يتعين على السلطات ان تسمح للسكان الاصليين بادارة الاراضي الواقعة على الساحل التي كانت فيما مضى اراضي اسلافهم.
ويقول "في هذه الحالة، ستكون ادارة الحاجز المرجاني فعالة، سنكون موجودين في تلك المناطق لرعاية الحاجز والسهر على سلامته".