[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. في خضم كل هذا الفراغ الذي يملأه الداعشيون لم يلتفت أحد إلى دعوة وجهتها دار الافتاء المصرية في التاسع من سبتمبر الماضي دعا فيها مفتي مصر وسائل الإعلام الغربية إلى "عدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن جماعة إرهابية تقتل وتذبح باسم الدين، مشدداً أن وسائل الإعلام الغربية عليها مسئولية كبيرة في تهميش الخطاب المتطرف".”
ــــــــــــــــــــــــــ
ما ان تجتمع حروف كلمة (داعش) على محرك البحث جوجل الا وتنفجر عشرات الصفحات التي تتنوع في تقسيماتها بين المواقع الاخبارية والفيديوهات وحتى المنتديات والمواقع الأخرى حتى ان كلمة داعش كانت حاضرة في تغطيات وكالات الأنباء الأجنبية لمناسك الحج الأمر الذي يضيف إلى القدرات المزعومة للتنظيم أكثر ما ينقص منها ويجعلنا دون ادراك أداة في أياد تنتهج مصطلحات مشوهة تريد ان يكون داعش هو مرادف الاسلام في الأذهان.
فحتى النصف الأول من سبتمبر الماضي ووفقا لتقرير نشر في عدد من الصحف كان نصيب التنظيم على جوجل 44 صفحة كما قدّر محرك البحث الشهير عدد الروابط الخاصة بالصفحات التي تحوي اسم التنظيم المنشورة في المواقع العربية الإلكترونية والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي بنحو 4.2 مليون نتيجة، والرقم في زيادة مستمرة.
ووفقا للتقرير أيضا فتصاعد عدد مقاطع الفيديو التي تمثل الذراع الطولى للتنظيم إلى 47.3 مليون مقطع مرئي نشرها موقع «يوتيوب» ومواقع أخرى ذات صلة، وكلها مشاهد لعمليات ذبح أو سحل أو اعدامات جماعية كما عمل التنظيم على تصوير مقاطع لمسلحيه.
وبعيدا عن محركات البحث على الانترنت فلوكالات الأنباء أيضا نصيب من الطغيان الداعشي بل وربما بشكل أخطر حيث تجمع هذه الوكالات على استخدام اسم (الدولة الاسلامية) في الاشارة إلى داعش.
فعند البحث عن صور تتعلق بالحج قبل أعوام كان يكفينا أن نكتب كلمة (islam) لتكون النتائج صورا لمناسك الحج أو توافد الحجيج على الديار المقدسة أما هذا العام فقد أضيفت الى النتائج صور الغارات التي تشن على التنظيم أو المهجرين جراء فظائع المسلحين وأيضا صورا لوقائع الذبح التي ينفذها التنظيم.
وحتى في الاخبار التي تبثها وكالة الصحافة الفرنسية عن مناسك الحج على سبيل المثال كانت عبارة "يصادف موسم الحج هذه السنة وضعا اقليميا متوترا في ظل استمرار الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية" هي القاسم المشترك.
كما شغلت صور تناقلها مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر فيها رايات داعش السوداء مساحات كبيرة من الفضاء الالكتروني والذي سرعان ما ينقل محتوياته الى فضاءات العقول.
وفي خضم كل هذا الفراغ الذي يملأه الداعشيون لم يلتفت أحد الى دعوة وجهتها دار الافتاء المصرية في التاسع من سبتمبر الماضي دعا فيها مفتي مصر وسائل الإعلام الغربية إلى "عدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن جماعة إرهابية تقتل وتذبح باسم الدين، مشدداً أن وسائل الإعلام الغربية عليها مسئولية كبيرة في تهميش الخطاب المتطرف ".
ودعوة كهذه لا بد وأن تلقى صدى في خضم مصطلحات يجري تداولها في وسائل الاعلام الغربية ويتلقفها بعض من وسائلنا التي تنتهج النقل كما لا بد أن يكون اتفاق القائمين على الاعلام في الدول العربية والاسلامية على توحيد المصطلحات واصلاح استخداماتها هي البداية لخطاب موحد يطرد افكار التطرف والارهاب من عقولنا قبل طردها من أرضنا.