[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يقول (Thomas Paine) في كتابه عن أصل الماسونية: من المعروف تماماً أن الفرماسونيين لديهم سر يحفظونه بعناية فائقة، وهذا السر يتعلق بأصلهم الذي حاولوا تغليفه بالغموض.
في عام 1730 نشر (Samuel Pritchard) وهو عضو في محفل لندن بحثاً بعنوان (كشف الماسونية) واقسم امام العديد من الشخصيات الانجليزية إن بحثه دقيق، وأكد في المقدمة أن مؤسسة الماسونية الاصلية ترتكز على الفنون والعلوم العقلية، وترتكز بالدرجة الاساس على الهندسة، لأن فن الماسونية تجلى منذ بناء برج بابل، ومن هناك نقله اقليدس واوصله إلى (Hiram) الاستاذ الاعظم المعني ببناء هيكل سليمان في القدس.
ونشر الكابتن جورج سمث مفتش اكاديمية المدفعية الملكية في وولوتش والاستاذ الاعظم للماسونية في Kent دراسة بعنوان (استعمال واساءة استعمال الماسونية) في عام 1783م وارجع الماسونية إلى بداية خلق البشرية.
اما الدكتور (Dodd) النصير الاعظم للماسونية فقد أكد في خطبة له ((أن بناء هيكل سليمان يُعد حدثاً عظيماً حدث قبل أكثر من الف عام من العهد المسيحي، وقبل قرن من هوميروس أول الشعراء الاغريق، وقبل خمسة قرون من قيام فيثاغورس بجلب نظامه الماسوني من الشرق ليضيء العالم الغربي..أننا لا نؤرخ بداية فننا من تلك الحقبة لأن فننا تزامن مع وجود الانسان، بل صرنا نقتفي اثاره في عصورٍ نائية، سحيقة موغلة في القدم، كما نستمده من أول الفلكيين وصولاً إلى ملوك وكهنة مصر وحكماء اليونان وفلاسفة روما)).
ولم يتمكن الكتاب والباحثون الماسون من اثبات طروحاتهم تلك التي ارادوا من خلالها الابتعاد بالماسونية إلى اعماق التاريخ بل وإلى بداية الخلق.
ويجري احتفال الماسونيين في يوم يطلقون عليه اسم عيد القديس جون، إلا أن كل ماسوني مثقف يعلم تماماً أن هذا الاحتفال لا يمت بأية صلة لشخص بهذا الاسم، بل أنه محض غطاء يخفي وراءه السبب الحقيقي، والحقيقة هي أن عيد القديس جون الذي يحدث في الرابع والعشرين من يونيو يسمى عيد (منتصف الصيف) حيث تكون الشمس قد وصلت الافق الصيفي، وعند هذا الخط، او عند اشتداد الظهيرة تبدو الشمس بارتفاع واحد لعدة أيام. ولا يكون هذا اليوم متغيراً بل ثابتاً، وهكذا يكون الاحتفال تشريفاً لمقدم الشمس في اقصى ارتفاع لها في الأرض.
يقول (Edith J.Steblecki) في بحثه عن تاريخ الماسونية وتحديداً عن حياة (Paul Revere) عندما اطلعت على محاضر ((محفل ماسوشوست الاعظم)) فوجئت بعدم وجود أي سجل لمذكرات ماسونية، او معلومات مفصلة عن اتصالات تخص المحافل او أية تفاصيل عن خطاباتهم.
وكان ريفير أول من ارتدى القبعة ثلاثية الزوايا كاستاذ اعظم، كما انه أول من عين له قساً اعظم، وهناك رسائل متبادلة بينه وبين الرئيس الأميركي جورج واشنطن يرجع تاريخها إلى عام 1797، وكان ابرز حدث واجهه اثناء توليه منصب الاستاذ الاعظم، هو وضع حجر الاساس للمجلس التشريعي الجديد في بوسطن في 4 يوليو 1795م، إلا أن هذا الحدث له حدث شبيه حصل في مكان آخر هو واشنطن، اذ قام الرئيس الأميركي في 18 سبتمبر 1793م بوضع حجر الاساس لمبنى التاج الوطني ضمن احتفالات وطقوس ماسونية تامة.