جسد عراقة التاريخ البحري بولاية صور
فعاليات متنوعه مزجت الماضي التليد بالحاضر المشرق وأعطت صورة واضحة عن ماضي هذه المدينة وتاريخها البحري

المهرجان عرف الجميع بخطوات سفر السفينة ورجوعها في قالب جميل تراءى الماضي خلاله للمشاهد وهو يعايشه
صور ـ عبدالله بن محمد باعلوي: تصوير: ناصر سعيد
احتضن خور البطح بولاية صور صباح أمس المهرجان البحري الذي نظمته وزارة السياحة ممثلة بإدارة السياحة بمحافظتي جنوب وشمال الشرقية تحت عنوان "استرجع التاريخ البحري" وذلك ضمن الفعاليات والمناشط التي تنفذها وزارة السياحة خلال أيام عيد الأضحى المبارك بمختلف محافظات وولايات السلطنة لتنشيط الحركة السياحية وإبراز الموروثات التاريخية. وقد شهد المهرجان البحري حضورا مميزا من أهالي ولاية صور والولايات المجاورة لها والسياح من داخل السلطنة وخارجها.

تنوع
وقد تنوع المهرجان البحري بفقراته فهناك الفنون البحرية المرتبطة بالعادات والتقاليد وهناك الفنون التي تُغنى على ظهر السفينة وهناك فنون تمتزج بعبق التاريخ، وكل هذه الممارسات جسدت هذا التراث لهذه المدينة العريقة.
جاء تنظيم هذا المهرجان البحري تأكيدا للنطق السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من الاعتزاز العظيم بتاريخ عمان البحري الذي سطرته تلك الصواري الشامخة التي اندفعت في ذلك الماضي الموشى بالمجد تمخر العباب المتلاطم في طموح فتي مجسدة قوة هذا البلد وهيبته ورغبته في التواصل مع حضارات الأمم كلها القريبة منها والبعيدة وتذكير الأجيال الصاعدة بتلك الهمة العالية لأجدادهم الأمجاد الذين ركبوا صهوات البحار وشقوا أمواجها العاتية ونازلوا عواصفها الهائجة طلبا للعيش الكريم، ورغبة في العمل الشريف.

خصوصية
وكما يعرف الجميع خصوصية ولاية صور هذه الولاية التاريخية العريقة وارتباطها بالبحر فقد كان أهلها يمتطون ظهور السفن الخشبية ويبحرون الى أقاصي الدنيا طلبا للرزق ومن هذا المنطلق جاء تنظيم هذا المهرجان البحري كي يتعرف الأبناء على ماضي آبائهم وأجدادهم الذين خاضوا عباب البحار وصارعوه صراع الند للند، وكانت لهم مع البحر حكايات كثيرة.

فقرات المهرجان البحري
تضمن المهرجان البحري الكثير من اللوحات المتنوعة التي أعطت طابعا بحريا مشوقا للحضور ووضع في قالب جميل تراءى للمشاهد ذلك الماضي وهو يُعايشه وكيف كان الآباء يتحملون الصعاب لأن العمل في السفينة يتطلب جهدا بدنيا وذهنيا فالجميع يعمل يدا بيد، فعند رفع الدقل من البحر الى السفينة وتثبيته تصاحبه الفنون البحرية والايقاعات المتنوعة، ثم بعد ذلك يتم إحضار الشراع من المخزن الى سطح السفينة ، ويأتي بعد ذلك البحارة بمستلزمات السفر لتصل بعد ذلك الجمال محملة بالبضائع ويتم تحميل البضاعة من البر الى السفينة بقارب صغير وهو الماشوة كما يقوم البحارة بنزغ الباورة من البحر بالماشوة الى السفينة ونشاهد في هذه اللحظة البحارة وهم يرفعون الشراع والبعض منهم يقوم بالمساعدة في نزغ الباورة وتتحرك السفينة بأمر من النوخذة استعدادا للسفر وبعد ذلك يتم نقل الرجال والنساء والأطفال من شاطئ البحر بالهوري المعد لذلك. وهذا بالنسبة للسفر.

وصول السفينة
أما عن الوصول فقد تخلل ذلك إقامة سباق السنابيق (الماشوة) داخل الخور ثم وصول المبشر بوصول السفينة وتدخل السفينة رويدا داخل الخور ويتم حينها صكب الشراع أي إنزال الشراع وكذلك يقوم بعض البحارة بإنزال الباورة وإنزال نوخذا المال وهو مالك السفينة الى البر وبعدها يتم إنزال البضاعة من السفينة وكذلك نزول البحارة واستقبالهم من قبل ذويهم.