تداول عدد من الأصدقاء مقولة لا أذكر من قائلها حالياً وكان يقول فيها (بأن الشخص عندما يتجه إلى عمله صباحاً وكأنه ذاهب إلى موعد غرامي) وكانت التعليقات على تلك المقولة كثيرة ومتعددة وكان القصد من تلك المقولة هي راحة البال وراحة النفس والبهجة، وأنا أقول ربما لم تجرب زحمة الطريق الذي لم يعد لها وقت ولا زمن داخل محافظة مسقط، وأجمل الأيام هي أيام الأعياد يمكنك أن تتنقل بكل راحة ولا توجد زحمة، أما هذه الأيام فعليك أن تتميز بهدوء الأعصاب ونحسد من لديه هذه الخاصية وبالأخص القادمون من اتجاه ولاية السيب وما قبلها وما بعدها وتحديداً في بعض المواقع التي تشاهدها وقد اختلط الحابل بالنابل، ولا يعقل أن يمشي وراء كل قائد مركبة رجل شرطة، فهل يراقبون الطرقات الرئيسية أم الطرقات الفرعية أو أمام المدارس والكليات؟ لأن سائقي حافلات نقل الطلاب ولا نعمم بل البعض منهم لا يراعي أدنى قواعد الأمن والسلامة على أرواح أولئك الطلبة، فتجد تلك الحافلة تسير وكأنها تطلب الرحمة من ربها من سرعة واستهتار وكأنه دخل في مسابقة الانجراف (الدرفت). ومن تصرف غريب وعجيب شاهدته أمام كلية التقنية العليا بالخوير التي تعج بالازدحام هو دخول أحد الطلبة بسيارته كما يقال (داخل عرض) ومن يأتي بسيارته وبدأ يحفص والآخر رفع صوت التسجيل، صباحنا كل يوم أن تفتح المذياع وتستمع كل الأخبار زحمة في الموقع الفلاني وزحمة في ذلك الموقع، وهناك من لا يحترم أخلاقيات الطريق ينطلق من الخارج ويمر على كل السيارات ويأتي في آخر نقطة ويدخل الطريق غصباً عنك شئت أم أبيت علي أن أدخل الشارع، وآخر رغم كل ذلك التعب والازدحام أمسك بهاتفه وبدأ في تصفح الرسائل الواردة على هاتفه ربما يجد رساله تستحق أن تجد الرد منه سريعاً، وغيرها من التصرفات التي تجعل من أعصابك تغلي من الصباح، فبعد كل ذلك هل أكون ذاهبا إلى موعد غرامي أو أرشف قهوتي الصباحية على زرقة مياه البحر وصوت أمواجه، أم ذاهب للبحث عن أقرب صيدلية لشراء المهدئات والمسكنات؟ لا يمكن أن تبقى الشرطة وراء كل سيارة، بل علينا أن نثقف أنفسنا ونتعلم كيف نحترم الطريق وقوانينه وأنظمته.

يونس المعشري