سألتُ نفسي ما الذي يقنعني منك؟ فرأيتُك في كل رغبةٍ فيَّ تنصبين لكِ علَماً، مستبدّةٌ أنتِ بمحيطاتي لا تسمحين لقطرة ماء منها ترش بعيدا عن طرف ثوبك.. والحق إني لأقنع بالقليل ودونه، ولي نفسٌ لو اشرأبت الدنيا بأسرها أمام ناظريها لما زعزعت ثوابت القناعة مني إلا كما تزعزع بصمات الرياح عوارض الجبال الراسية.
إلا أنتِ!! فالرغبة مني فيك تُسمى طمعاً، واستلذاذ قربك مني يسمى سُكْراً، وهفوة تفكيري في كل ما يخصك يُسمى في قواميس الإنسانية جنوناً.. وزلازل الشباب المرعدة في داخلي نحوك تُسمي الصبرَ على انتظارك موتاً!!
فما الذي يقعني منك ـ يا غاية منيتي ـ سوى أن أبتعد عنك لأسلم من نحر الذات بسكين الحرمان ، وأنأى عن تسميم العقل المجنون بتحسي جرعات القسوة الغائظة كل آن وحين.
وأنا في بعدي عنك تركت لك أنفاس خاطري تلعب فوق شفتيك لعب الضياء فوق مسارح العقيق الأحمر، ويْلها كم تقتلني أشعاري غيرةً عليك لأنها جرتْ بحروفها على شبكية عينك فرقصتْ في محيط احورار الغزلان وأنا ليس لي من غزالي الوحيد إلا شرود النافر، ونفرة الشارد..
وما حسدي لأشعاري كحسدي لها وهي ممزوجة برضاب مبسمك الغافي على مرقد الورد، المتخاصم مع افترار شريط اللُمى ، الراضي بقبلتي السخينة عن طريق حر أشعاري الشبقة نحوك من ظمأ الهجير القاسي.

عتيق بن راشد الفلاسي