دونيتسك ـ عواصم ـ الوطن ـ وكالات :
قتل خمسة مدنيين وعسكري واصيب 24 اخرون في معارك في دونيتسك معقل انصار الفيدرالية الاوكرانيين في شرق اوكرانيا حيث تتواصل اعمال العنف رغم الهدنة التي اعلنت رسميا قبل شهر كما اعلنت البلدية الخميس. في حين بدأت السلطات الأوكرانية في إعادة تحميل المساعدات الألمانية على متن شاحنات أوكرانية. بينما ، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مشاركة ألمانيا في مهمة المراقبة التي تقوم بها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمنطقة الأزمة في شرق أوكرانيا ترتبط باستمرار الهدنة. فيما تحدث الكرملين عن لقاء محتمل في ميلانو بين الرئيسين الروسي فلادمير بوتين وبترو بوروشنكو تحت رعاية المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اكسندر لوكاشيفيتش إن موسكو تأمل أن يكون التحقيق بالمقابر لجماعية قرب دونيتسك غير متحيز ومفتوحا ويتضمن وقائع ملموسة. وتواصلت عمليات قصف احياء كويبشفسكي وكييفسكي بالقرب من محطة القطارات حتى منتصف الليل. وصباح الخميس استؤنف اطلاق الصواريخ بشكل متقطع في المنطقة نفسها كما اضافت البلدية. واعلن وقف اطلاق النار في 5 سبتمبر لافساح المجال امام اقامة منطقة عازلة في شرق اوكرانيا حيث اوقعت المعارك منذ ابريل اكثر من 3600 قتيل. لكن اذا كانت الهدنة تحترم في قسم كبير من خط الجبهة، الا ان معارك قوية تستمر حول مواقع متنازع عليها لا سيما مطار دونيتسك. وقتل حوالى 331 شخصا في اوكرانيا منذ بدء العمل بوقف اطلاق النار بحسب حصيلة نشرتها الامم المتحدة في جنيف الاربعاء. من جانبه ، أعلن الدفاع المدني الأوكراني أنه تم نقل المساعدات من 40 شاحنة من إجمالي 112 شاحنة امس الخميس ، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن توزيع هذه المساعدات بمجرد الانتهاء من نقلها بالكامل إلى الشاحنات الأوكرانية. ويذكر أن الشاحنات الألمانية وصلت أوكرانيا الثلاثاء. ومن المقرر أن يتم نقل هذه المساعدات الأسبوع المقبل من العاصمة الأوكرانية كييف إلى مدن خاركوف وسلافيانسك وماروبول وسابوروشي ودنيبروبتروفسك الذين تسيطر عليهم السلطات الأوكرانية. من جانبها، أشارت ميركل خلال اجتماعها مع رئيسة الحكومة البولندية الجديدة إيفا كوباتش إلى المباحثات التي تجريها الآن مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تدور حول استخدام ألمانيا لطائرات بدون طيار للمشاركة في مهمة المراقبة بشرق أوكرانيا. وأوضحت المستشارة الألمانية أن هذه الطائرات يمكن أن تمثل "عنصرا لتحسين عملية المراقبة". ولكن أكدت ميركل أن مشاركة ألمانيا في هذه المهمة تشترط الالتزام بالهدنة المتفق عليها في المنطقة بشكل فعلي، مشيرة إلى أن الوضع لا يزال حتى الآن "هشا كما كان".
وفي موسكو ، اوضحت مستشار الكرملين للقضايا الدولية يوري اوتشاكوف "لا نستبعد لقاء مثل الذي جرى في النورماندي" في اشارة الى لقاء السادس من يونيو الذي جمع القادة الفرنسيين والالمان والروس والاوكرانيين على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال القوات الحليفة في النورماندي. واذا تم اللقاء فانه سيعقد خلال قمة الحوار بين آسيا واوروبا المتوقعة في ميلانو في 16 و17 اكتوبر بين قادة الاتحاد الاوروبي وعدة بلدان آسيوية. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن مستشار الكرملين للقضايا الدولية يوري اوتشاكوف ان في برنامج القمة "هناك عدة لقاءات متوقعة مع شركائنا الغربيين وستكون القضية الاوكرانية مركزية". وكانت تلك الذكرى فرصة آخر لقاء بين الرئيس الروسي ونظرائه الغربيين في حين اثارت الازمة الاوكرانية اخطر مواجهة بين الغربيين والروس منذ نهاية الحرب الباردة. ويعود آخر لقاء بين بوتين وبوروشنكو الى نهاية اغسطس عندما عقد الرئيسان حوار ثنائيا على انفراد استغرق ساعتين على هامش القمة الاقليمية في مينسك عاصمة بيلاروسيا. ولم تؤكد الرئاسة الاوكرانية اللقاء مع الرئيس الروسي في ايطاليا وقال مصدر من الرئاسة لفرانس برس "اننا ندرس امكانية هذه الزيارة (الى ميلانو) لكن من السابق لاوانه التحدث عن لقاء محتمل" مع بوتين. واضاف، ليس متوقعا اي زيارة للرئيس الاوكراني الى مينسك الجمعة الى حيث يتوجه بوتين للمشاركة في اجتماع قادة مجموعة الدول المستقلة.
الى ذلك ، اضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية لوكاشيفيتش أن "مأساة شنيعة حدثت، والأرجح أن الحديث يدور حول جريمة حرب"، مشددا في الوقت ذاته على أن الجانب الروسي يسعى إلى لتثبت من من الوقائع كافة ومعاقبة المذنبين". وأعرب المسؤول الروسي عن أمل موسكو في أن يحمل التقرير الجديد لبعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوكرانيا معلومات عن المقابر الجماعية قرب دونيتسك، مشددا على أن "المهمة الأساس هي مواصلة الحوار السياسي على قاعدة ما تم التوصل إليه من اتفاقات، ما يسمح بتفادي سقوط ضحايا جدد". ووصف لوكاشيفيتش الوضع الإنساني في جنوب شرق أوكرانيا، بأنه "يقترب من الكارثة، سيما مع حلول الصقيع"، وذلك بحسب التقديرات الروسية وأيضا تقديرات الأمم المتحدة.