دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
انتقدت دمشق موقف باريس بشأن إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا. فيما تضاربت التصريحات الأميركية بشأن المنطقة العازلة. فيما أحرز تنظيم "داعش"، أمس، تقدما بطيئا في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب، في ظل احتدام الاشتباكات مع مقاتلين أكراد، فضلا عن تعرض مواقع للتنظيم هناك لقصف من قبل طيران التحالف. وقالت مصادر، إن "حدة الاشتباكات بين مقاتلين أكراد وداعش تصاعدت في الجهات الغربية والجنوبية الغربية والشرقية من عين العرب". وأشارت المصادر، إلى أن "طيران التحالف شن ضربات على مواقع للتنظيم في عين العرب". من جانبه استنكر نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول دعمه لما تسعى إليه تركيا بشأن المنطقة العازلة بين سوريا وتركيا. واعتبر أن "موقف الرئيس هولاند يعري سياساته وحكومته المؤيدة للإرهاب والداعمة لسياسات أردوغان وحكومته المعادية للشعب السوري". وفي سياق متصل تضاربت التصريحات الأميركية بشأن المنطقة العازلة، ففي حين أعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني فيليب هاموند أن بلديهما على استعداد "لبحث" فكرة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا. نفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، بحث إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر "ليس قيد التفكير حاليًّا. كما أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن إقامة منطقة عازلة في كوباني بريف حلب خيار "غير مطروح على الطاولة"، مشيرة إلى أن الضربات الجوية لا تكفي لإنقاذ المدينة. من جانبه انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ما اعتبره سياسة "ازدواجية المعايير" في محاربة الإرهاب، ورأى أنها يجب أن تتم بموافقة الدول التي تعاني منه وقال لافروف أن "محاربة الارهاب لا تقتصر على محاربة داعش، فهناك العديد من التهديدات الأخرى"، مشيرا إلى أن "محاربة الإرهاب يجب أن تتم عبر موافقة الدول التي تعاني منه". وأشار الوزير الروسي، ردا على سؤال حول إمكانية التدخل التركي عسكريا في سوريا، إلى أن "الغرب ما زال يستخدم سياسة ازدواجية المعايير في محاربة الإرهاب"، معتبرا أن "ربط رحيل الرئيس بشار الأسد برحيل الإرهاب يتناقض مع ما تم الاتفاق عليه حول مبادئ مكافحة الارهاب بشكل عام". وفي ذات السياق قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن "إيران مستعدة لتقديم الدعم اللازم بشأن مدينة (كوباني) المحاصرة والمعرضة لهجوم تنظيم (داعش)، فيما لو طلبت الحكومة السورية منها ذلك. واعتبرت أفخم في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي ان "المعيار لإيران في هذا الشأن هو تلقي طلب رسمي من الحكومة السورية"، مضيفة ان "كوباني جزء من السيادة الوطنية والأراضي السورية ولو كان هنالك طلب لتقديم أي مساعدة ممكنة فإننا جاهزون لذلك". وأعربت عن الأسف "لتجاهل القضية من جانب المجتمع الدولي"، موضحة أن أحد المخاطر الراهنة هو أن التحالف الذي يتولى مهمة محاربة "داعش" يعمل بالشكل الذي أطلق يد "داعش" في المنطقة.