مساع بشمال الشرقية لتشجيع الصناعات الحرفية

******
إبراء ـ العمانية: يمثل القطاع الحرفي بمحافظة شمال الشرقية جانباً مهماً في الحفاظ على الصناعات الحرفية التي تشتهر بها ولايات المحافظة وسعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية ممثلة في دائرة الصناعات الحرفية بمحافظة شمال الشرقية للعمل على الحفاظ على الصناعات الحرفية وتشجيع الحرفيين من خلال الدعم المتواصل وإنشاء المراكز الحرفية وإقامة المعارض الترويجية والتعريفية للصناعات الحرفية التقليدية.
وتشرف دائرة الصناعات الحرفية بمحافظة شمال الشرقية على ثلاثة مراكز حرفية تابعة للهيئة وهي مركز تدريب وإنتاج الفضيات بنيابة سناو بولاية المضيبي ومركز النحت على العظام بولاية بدية ومركز السعفيات وبيت الحرفي العماني الواقعان بولاية وادي بني خالد.
وتسعى الهيئة إلى إنشاء مركز تدريب وإنتاج الفضيات بنيابة سناو بولاية المضيبي للحفاظ على الصناعات الحرفية وتطويرها وتمكين الحرفيين من إنتاج مشغولات فضية ذات جودة وكفاءة بالإضافة إلى اكتساب المعرفة اللازمة حول كيفية تطوير إنتاج المشغولات الفضية مع الاحتفاظ بالهوية الوطنية للصناعات الحرفية.
وتقوم الهيئة من خلال المركز بتنفيذ البرامج التدريبية الخاصة بإنتاج الفضيات حيث تتضمن البرامج تقديم مجموعة من الدروس والتطبيقات النظرية التي تكسب المتدربين المهارات اللازمة لعمليات إنتاج وتصميم المشغولات الفضية المتنوعة كما تتضمن البرامج التعريف بالتقنيات والأساليب المستخدمة في إنتاج المشغولات الفضية بالإضافة إلى تعريف المتدربين بالطرق التي يتم من خلالها إنتاج مشغولات فضية وفق خاصية التوليف الحرفي.
ويتم خلال البرامج التدريبية التعرف على استخدام كافة الأدوات التي تعين الحرفي في إنتاج وصناعة المشغولات الفضية والتعرف على تقنيات تشكيل وإنتاج الإكسسوارات الفضية وأدوات الزينة المستخدمة في مختلف المناسبات بالإضافة إلى التعرف على الاتجاهات الترويجية والاستثمارية للصناعات الفضية بهدف تعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للصناعات الحرفية وزيادة الدافعية الشرائية لمختلف المنتجات الحرفية.
ويشتمل مركز تدريب وإنتاج الفضيات بنيابة سناو في ولاية المضيبي على عدد من الوحدات والورش الفنية والتدريبية الخاصة بإنتاج المشغولات الفضية حيث يتكون المركز من قاعات للتدريب النظري وأخرى للتدريب العملي بالإضافة إلى معرض تسويقي للمشغولات الفضية كما تم تزويد المركز بأحدث الأجهزة والإمكانيات العلمية الخاصة بعمليات إنتاج وتشكيل المشغولات الفضية.
وتشتمل مكونات المركز على عدد من الوحدات الإدارية والخدمية كما يتضمن المركز مواقع مخصصة للتصميم والتشكيل الفضي والذي يتم وفق طرق وأساليب متخصصة يتم خلالها الاستعانة بمعدات وأدوات خاصة بالمشغولات الفضية وقد راعت الهيئة عدداً من المقاييس والبرامج العالمية المتبعة في تصميم وتأهيل المركز التدريبية والإنتاجية للصناعات الحرفية.
ويعتبر مركز النحت على العظام بولاية بدية أحد أهم المراكز الحرفية بالمحافظة التي تساعد الحرفين على المحافظة على الصناعات الحرفية من خلال النحت والحفر على العظام لتشكيل صناعات ومشغولات يدوية متنوعة من خامات البيئة الطبيعية ويحرص المركز على المشاركة في المعارض الترويجية والتعريفية وإقامة الدورات التدريبية والورش بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمدارس بالمحافظة.
وما يميز مركز النحت على العظام الكوادر الوطنية العمانية العاملة بالمركز والتي استطاعت اكتساب المهارات الحرفية في صناعات العظام والنحت والحفر وزودت الهيئة المركز بأحدث الأجهزة المستخدمة في صناعات النحت بالعظام بالإضافة إلى إخضاع المنتسبين والمتدربين لبرامج تدريبية مكثفة حتى يحقق المركز الأهداف المرجوة منه للحفاظ على الصناعات الحرفية التي تشتهر بها ولاية بدية كإحدى الولايات الرائدة في صناعة النحت على العظام والحفر بالتشكيلات الفنية.
وقامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية وبتمويل من شركة شل للتنمية بافتتاح مركز تدريب وإنتاج السعفيات بولاية وادي بني خالد حيث جاء افتتاح المركز بهدف الاستفادة من الخامة السعفية المتواجدة في السلطنة وإنعاش حرفة السعفيات في وادي بني خالد وإضافة قيمة اقتصادية للولاية وتدريب الشباب الباحث عن عمل في مجال القطاع الحرفي وإعطائه فرصة عمل.
وقد انطلق العمل بالمركز من خلال إقامة برنامج تدريبي لـ 21 متدربة من فتيات الولاية استمر لمدة عشرة أشهر وتضمن البرنامج التدريبي عدة محاور تمثلت في تعريف المتدربات على الخامات السعفية وكيفية معالجتها وتلوينها والتدريب على نسيج السعف بمختلف التصاميم العمانية المتعارف عليها وتشكيل الخامة النسيجية إلى عدد من المنتجات مثل الصناديق والعلب والحقائب السعفية والسلة السعفية والبسط السعفية.
وبالإضافة إلى المراكز الحرفية الثلاثة بمحافظة شمال الشرقية فقد افتتح خلال العام الماضي البيت الحرفي العماني بولاية وادي بني خالد والذي يعد منفذاً تسويقياً وترويجياً جاءت فكرته من خلال عدد من الحرفيين بالمحافظة لإيجاد منفذ متكامل يضم الصناعات الحرفية للحرفيين من مختلف الولايات وعرضها للسائح والزائر للولاية وذلك بالتعاون الهيئة ممثلة في دائرة الصناعات الحرفية بشمال الشرقية.
ومن المؤمل ان يحقق هذا المشروع نقلة كبيرة في مجال التعريف والتسويق للصناعات الحرفية التي تشتهر بها السلطنة بالإضافة إلى إيجاد منفذ لتسويق منتجات الحرفيين والحرفيات العمانيين وأصحاب وصاحبات الأعمال والأسر المنتجة بولايات السلطنة المختلفة هذا إلى جانب إسهام البيت الحرفي في إثراء السياحة الداخلية في ولاية وادي بني خالد بشكل خاص ومحافظة شمال الشرقية بشكل عام لما تضمه المحافظة من مقومات سياحية جاذبة وكذلك باعتبار ولاية وادي بني خالد من أشهر ولايات السلطنة التي تضم حرفيين في صناعة السعفيات بأنواعها المختلفة وما ساعد في ذلك وجود مركز صناعات السعفيات الذي تشرف عليه الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
وتسعى الهيئة العامة للصناعات الحرفية من خلال إنشاء مركز التدريب والإنتاج الحرفي إلى تعزيز القدرات الحرفية في مختلف مجالات الصناعات الحرفية من خلال الاستفادة من منتجات البيئة المحلية بهدف تلبية الاحتياجات المحلية من منتجات حرفية كما تحرص الهيئة على تعزيز ثقافة العمل الحرفي ورفع مستوى دخل الحرفي من خلال زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الصناعات الحرفية والتي تعد من الموروثات الاجتماعية والاقتصادية.
ويأتي افتتاح مراكز متنوعة للتدريب والإنتاج الحرفي تواصلا مع الجهود التي تقوم بها الهيئة في مختلف محافظات ومناطق السلطنة بهدف تنمية القدرات الإبداعية للحرفيين و تعزيز مهاراتهم للتعامل مع التقنيات الحديثة في إنتاج الصناعات الحرفية لإيجاد حرفي مبدع ومجيد.