دبابات (داعش) ومدفعيته في الخطوط الأمامية لـ(عين العرب)
واشنطن ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تتجه تركيا إلى تدريب مسلحين سوريين ممن تصفهم أميركا بـ(المعارضة المعتدلة) فيما لوح حزب العمال الكردستاني لأنقرة بمقاتليه الذين أعادهم الحزب إلى تركيا بعدما غادروها إلى جبل قنديل بالعراق وفق اتفاق سابق في الوقت الذي عزز تنظيم داعش خطوطه الأمامية في منطقة عين العرب السورية المحاذية لتركيا بالدبابات والمدفعية الثقيلة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إن المحادثات الأميركية مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ومسؤولين عسكريين حققت "تقدما". وأضافت إن "تركيا وافقت على دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة". على حد قولها.
وفي الوقت نفسه، في واشنطن أجرى مدير المخابرات التركي حقان فيدان محادثات مع نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز، حسبما صرحت متحدثة باسم الوزارة.
كما التقى فيدان كبيرة مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو "لمناقشة وسائل تعزيز التعاون الوثيق أصلا في مكافحة الإرهاب وتحقيق دمج أكبر للقدرات الفريدة لتركيا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وقال البيت الأبيض في بيان إن موناكو "عبرت عن تقديرها" لدعم تركيا وشددت على "أهمية تسريع المساعدة التركية".
كما شددت موناكو على "الحاجة إلى بناء قدرات قوات الأمن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة بسرعة أكبر".
وقالت هارف إن فريقا عسكريا أميركيا سيتوجه خلال الأسبوع المقبل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك.
وأضافت إن واشنطن أوفدت آلن وماكغورك إلى العاصمة التركية لمناقشة "عدة إجراءات للدفع قدما بالشق العسكري من جهود مكافحة داعش".
يأتي ذلك فيما بدأ حزب العمال الكردستاني بإعادة مقاتلين إلى تركيا بسبب معركة عين العرب السورية والتظاهرات الموالية للأكراد التي شهدت مقتل نحو 30 شخصا وتهدد عملية السلام مع أنقرة، كما أعلن أحد قادتهم.
وقال جميل بيك، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب العمال الكردستاني، في مقابلة مع شبكة التليفزيون الألمانية نشرتها وسائل الإعلام التركية، "إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، سنقاتل دفاعا عن شعبنا. إن المهمة الرئيسية للحركة هي الدفاع عن الشعب".
ولم يوضح القائد في حزب العمال الكردستاني عدد المقاتلين الذين غادروا معقلهم في جبال قنديل (أقصى شمال العراق) للعودة إلى الأراضي التركية.
وفي إطار محادثات السلام التي بدأت في نهاية 2012 مع السلطات، أمر حزب العمال الكردستاني بتطبيق وقف إطلاق نار في مارس 2013 وبدأ بعد شهرين بسحب قسم من قواته التي يقدر عددها الإجمالي بنحو خمسة آلاف رجل، من تركيا.
وحذر زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان أخيرا من أن سقوط كوباني (الاسم الكردي لعين العرب) سيعني نهاية عملية السلام.
بدوره، حض زعيم أكبر حزب كردي في سوريا تركيا على السماح بمرور أسلحة إلى كوباني مؤكد أنها
لا تشكل "تهديدا لها".
وقال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي "نحن بحاجة ماسة لمساعدة تركيا" مضيفا "سيكون أمرا جيدا لو تفتح تركيا حدودها بأسرع وقت ممكن لمرور الأسلحة إلى المدافعين عن كوباني".
لكنه رفض قطعيا في تصريحات نقلتها قناة "الميادين" دخول الجيش التركي إلى عين العرب معتبرا ذلك "احتلالا".
من جانبه قال ضابط عسكري كردي تحدث إلى رويترز من عين العرب إن تنظيم داعش جلب مزيدا من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية وأن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع داعش.
وقال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع عن كوباني "لدينا مشكلة وهي الحرب التي تدور بين المنازل."
وأضاف قوله "الضربات الجوية تفيدنا ولكن داعش تستقدم دبابات وقطع مدفعية من الشرق. لم نكن نرى معهم دبابات ولكن شهدنا أمس دبابات تي-57."
واستطاع تنظيم الدولة داعش تعزيز مقاتليه أما الأكراد فلم يستطيعوا. فمقاتلو داعش يحاصرون المدينة من الشرق والجنوب والغرب وهو ما يعني أن طريق الإمداد الممكن الوحيد للأكراد هو الحدود التركية إلى الشمال.
وقال صحفي من وكالة رويترز يراقب الجانب التركي من الحدود إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من كوباني وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك في فترة بعد الظهر.
وبعد الغروب استمر دوي القصف يتردد في أنحاء المنطقة وأضاءت القنابل المضيئة السماء في القسم الشرقي من المدينة التي سقطت أجزاء كبيرة منها بيد داعش في حين احتدمت المعارك على الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وقالت مسؤولة عسكرية كردية في مدينة القامشلي السورية إن آلاف المقاتلين مستعدون للذهاب إلى كوباني إذا فتحت تركيا ممرا إلى المدينة.
غير أن المسؤولة غالية نعمت قالت إن الاحتياج الأساسي للمقاتلين في كوباني هو الحصول على تسليح أفضل. وقالت لرويترز بالهاتف "ما ينقصهم هو الأسلحة المتوسطة المدى."
وأضافت قولها "وفقا للأنباء والمعلومات في كوباني
لا يوجد نقص في أعداد المقاتلين إنما النقص في الذخائر."