هل يصح لمن يعالج بالقرآن أن يأخذ أجراً على معالجته للناس ؟

يجب على الإنسان أن لا يتخذ القرآن الكريم وسيلة لاكتساب المال .
ولا أرى أولئك الذين يحددون مبالغ يتقاضونها ممن يعالجونهم بالقرآن الكريم إلا محتالين همهم ما يكسبونه من مال .
أما لو أن إنساناً رقى أحداً بآيات من القرآن الكريم وأعطاه المريض شيئاً هدية له أو صدقة عليه إن كان فقيراً فلا مانع من أن يقبل الصدقة إن كان مستحقاً للصدقة بأن يكون من الفقراء،أو أن يقبل الهدية إن كان ممن يهدى إليه ، لا مانع من ذلك .
أما أن يشترط بأن العلاج يتوقف على كذا وكذا من المبالغ المالية فهذه من التدجيلات التي يقوم بها المحتالون الذين يريدون من وراء القرآن الكريم أن يكتسبوا المال وأن يستكثروا منه .
أصبحت عيادات الفحص قبل الزواج تكشف عن وجود بعض الأمراض الوراثية في أحد الزوجين ، وقد يحكم الأطباء أن احتمال انتقال هذا المرض إلى الأبناء بنسبة مرتفعة .
ففي حال تعلق رجل وامرأة بعضهما ببعض فهل لهما أن يتزوجا مع هذه النتيجة من الفحص الطبي ؟
هذه نتيجة فيها خطورة ، إن كانت نسبة احتمال انتقال الأمراض إلى الذرية نسبة عالية فالإقدام على الزواج فيه تعريض للذرية للخطر،ولا ينبغي للإنسان أن يعرّض ذريته للخطر إنما عليه أن يحرص على سلامة الذرية .
وإنما يُنظر في هذا التعلق ، هل هو تعلق قد يفضي إلى ارتكاب الفحشاء ، بحيث يكون بالزواج درء لمصيبة أكبر ، فإن كان كذلك ففي هذه الحالة ليقدما على بركة الله ولكن مع التوقي من النسل خشية أن تكون الذرية كما يقول الأطباء ذرية معرضة للأمراض .
إلى أي حد يمكن أي يتكشف الطبيب على المرأة المريضة أو الطبيبة على الرجل المريض ؟
عندما تكون المرأة مريضة مرضاً لا بد من علاجه بسبب خطورته وأن حياتها إن لم تعالج هذا المرض تكون عرضة للتلف ، أو عندما يكون الرجل مريضاً كذلك مثل هذا المرض ولا يوجد لأحدهما طبيب من جنسه وإنما هو من الجنس الآخر فلأجل إنقاذ النفس البشرية والله تعالى يقول ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )(المائدة: من الآية32) لا حرج أن يكون العلاج عند الطبيب أو الطبيبة ، بحيث تعالج الرجل امرأة ويعالج المرأة رجل ، ذلك لأجل إنقاذ هذه الحياة والمحافظة عليها ودرء الأخطار عنها .
عندما يتوقف ذلك على علاج الطبيب أو الطبيبة ، إما مع وجود الطبيبة بالنسبة إلى المرأة ، ووجود الطبيب بالنسبة إلى الرجل فلا يجوز لأحدهما أن يتعالج عند الجنس الآخر علاجاً يؤدي إلى كشف شيئاً من العورات لما في ذلك من انتهاك الحرمات ، وهذه حرمات يجب أن تراعى ولا يجوز انتهاكها بحال .
ومع الضرورة بحيث يكون علاج المرأة أمراً ضرورياً ولا توجد طبيبة تقوم بعلاجها فإنه يؤمر أن يحضر إما زوجها وإما ذو محرم منها ، في حالة علاج الطبيب الأجنبي لها لا بد من حضور الزوج أو ذي محرم .
وإن وجد علاج من قبل طبيب ذي محرم ففي هذه الحالة يحرم أن تتعالج عند طبيب أجنبي .
المكان الذي نصلي فيه تقوم بتنظيفه نساء ، فهل تجوز الصلاة فيه ؟
أنا أعجب من هذا السؤال ، وكيف يصدر من طالب يدرس في مرحلة جامعية!! هل المرأة رجس ؟
عجب كيف يقال بأن الصلاة لا تجوز في مكان تنظفه النساء . ما هو السبب في ذلك ؟
هذه نظرة غير نظرة إسلامية ، هذه نظرة جاهلية ، فالمرأة ليست نجسة ، إنما المرأة طاهرة كالرجل حتى ولو كانت في فترة حيض مثلاً ، حيضتها لا تعني نجاسة جسمها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يدخل مع الحائض في لحاف واحد ، وثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان يتعرق اللحم الذي تتعرقه الحائض فيضع فاه حيثما وضعت فاها كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
وعندما طلب منها أن تناوله الخمرة أي الفراش الذي يصلي فيه وقالت له إني حائض قال لها : ليست حيضتك في يدك . فهذا يدل على أن بدن الحائض طاهر فلا يقال بأن المرأة هي نجسة ، هذا كلام لا يسوغ .
ولو قدرنا أن بدنها نفسه نجس – لو قدرنا ذلك بطريق الفرض لا بطريق التسليم – فإن ذلك لا يعني أن كل ما لاقى هذا البدن يتنجس ، إذ البدن النجس لا يؤثر على الطاهر الذي يلقاه إن كانا جميعاً يابسين .
فكيف يقال بأن المكان الذي تنظفه المرأة لا تجوز الصلاة فيه .
أنا أعجب من هذا السؤال وأن يصدر من طالب ولعله في المرحلة الجامعية أو ما بعد هذه المرحلة الجامعية .