قراءة :أحمد بن سعيد الجرداني

يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات التي تعيش معه في هذا الكون بأنه يحيا ويتصرف في إطار مجموعة من القيم الخلقية التي تهذب روحه وتحكم تصرفه ، لذا جاءت ندوة (القيم العمانية ودور المواطن في التنمية) التي أقيمت بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس والتي كانت على مدار ثلاثة ايام من تاريخ 2ـ4 رجب 1432 هجري الموافق 4ـ6 يونيو 2011 ميلادي بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية . لتعطي الإنسان دافع وتذكير في المحافظة على الإرث الحضاري والقيم وكيفية التعامل مع المحيطين به . وحول ما قدم في هذه الندوة من بحوث واوراق عمل كانت لنا هذه القراءة في بحث بعنوان دور الدين والخلق والتقاليد في الحياة والمجتمع للدكتورة سعاد الحكيم
..
الإنسان النهائي
في البداية وكما عودنا الاخ القارئ تطرح الدكتورة سعاد الحكيم بعض التساؤلات قائلة .. قدّم قادة الغرب إجاباتهم على أسئلة الحياة والمجتمع، أسئلةً من مثال: ما هو النظام الاجتماعيّ الأفضل للإنسان، النظام الذي ينمّي الاستعدادات ويستثمر الطاقات وفي الوقت نفسه يمكّن من الوصول إلى الحياة الطيّبة ولا يولّد الأزمات؟ ما هو النظام السياسيّ الذي يوفّر الاستقرار والأمن ويجعل الدولة قويّةً وقادرةً على قيادة دول الجوار أو دول العالم؟ ما هو المصدر والمرجع في اختيار الأنظمة الاجتماعيّة والسياسيّة؟ ما دور الدين وأيضاً الخلق والتقاليد في صياغة الحياة والمجتمع الغربي؟ كيف نجعل المواطن شريكاً في عمليّة التغيير؟ كيف نجعل المواطن الغربي راضياً بالعيش في ظلّ هكذا أنظمةٍ بل ومقتنعاً بأنه يتربّع على قمّة هرم الوجود وأن مواطني كافّة دول العالم التي لا تتبع نمطه الحياتيّ، لا تزال تتعثّر على سلّم الصعود إليه.. لأنه هو ومجتمعه يشكّلان اكتمال الوجود الإنسانيّ والاجتماعيّ، عصارة العقل والتاريخ، وبالتالي ما يسمونه "الإنسان النهائي"؟
ونفّذ الغرب رؤاه الطموحة.. فنجح وأخفق معاً.
وفي المواطن التي أدرك أنه نجح فيها، وكشف عن الحاجات والنوازع العميقة للفرد وعن القيم الأساسيّة للإنسان، أخذ يتباهى بعرض نجاحاته، وبدأ يسعى حثيثاً لتعميم تجربته على مجتمعات العالم، زاعماً أن التنمية والتحديث لا سبيل لهما إلا الدرب الذي انتهجه هو، أي الديمقراطيّة السياسيّة، والليبراليّة الاقتصاديّة، والحقوق الإنسانيّة، والحريّات الأساسيّة، والمساواة، ورفع التمييز بين فئات المجتمع وأشخاصه، ودولة القانون والمؤسّسات...
ومن الطرف الثاني للعالم تضاربت آراء الدول والشعوب في تقييم التقدّم الغربي: فأقرّه البعض وأراد اتّخاذه نموذجاً للتنمية والاستقرار الاجتماعيّ وإقرار السلام والأمن والأمان. أما البعض الآخر فلم ينحجب بنجاح الغرب المادّيّ عن رؤية إخفاقه الإنسانيّ وتدهوره الأخلاقيّ. ورأى هذا البعض أن تقدّم الغرب هشٌّ ويولّد آفاتٍ عظمى لا بدّ ستظهر في زمنٍ قادمٍ غير بعيد، لأنّ إقصاء الغرب للدين وللخُلُق كعنصرين مكوّنين لاستقرار المجتمع، سوف يؤدّي إلى التوحّش المادّي، وإلى عدم التوازن بين الربحيّة والأخلاقيّة، وإلى استغلال الأقليّة للأكثريّة وسيطرتها على الثروات والأسواق وموارد العالم.. وهذا الوجه الآخر للتقدّم الغربي مدوّنٌ في كثيرٍ من المؤلّفات الرصينة والموضوعيّة.. وليس أدلّ عليه من محاولة الغرب اليوم استدراك البعد الدينيّ والبعد الخلقي، عبر تفعيل القيم الروحيّة وعبر إنشاء اللجان الأخلاقيّة في المؤسّسات، وإبداع مواثيق خلقيّةٍ للمهن والحرف.
ننتهي من هذه الإطلالة السريعة على المجتمعات الغربيّة، لنقول:
إن كلامنا على الغرب لا نريد به ذمَّاً ولا مدحاً، ولكننا نأمل أن يوضع في سياقٍ تأمّليّ تعلُّمي. فالواقع أن العاقل لا يجد غضاضةً في الاستفادة والتعلُّم من تجارب الأمم، فالنظر في أحوال الأمم وتجاربها يختصر عشرات السنين، ولعلنا نطمح في هذه الورقات بأن نتشارك مع الغرب في الحوار حول الحياة والمجتمع، عسى نتوصّل جميعاً إلى تبيين ملامح نظامٍ اجتماعيٍّ لائقٍ بالإنسان الأصيل، ويلبّي حاجاته المادّيّة والروحيّة معاً.
وكلمة صدقٍ، نأمل - بحقٍّ - أن تنجح القيادات الاجتماعيّة الغربيّة في إعادة صياغة رؤاها لاستعادة دور الدين والخُلُق في الحياة، ولتبيان حدود وظيفة كلٍّ منهما في المجتمع. وذلك لأن نجاح الآخر لا مفرّ من أن يتسرّب شيء منه إلى الذات.. فأنا والآخر نعيش في قريةٍ واحدة.

أقسام البحث
أخي القارئ فقد قسمت الباحثة ورقتها إلى أربعة أقسامٍ ..

ـ دور الدين في بناء الإنسان.. ومتى يكون الدين ذريعة نقمةٍ اجتماعيّةٍ، ومتى يصبح صانعاً للأمن الاجتماعيّ؟
ـ دور الخلق في المجتمع.. ما هو النظام الأخلاقيّ الذي يجب أن يسود في المجتمع؟
ـ دور التقاليد في صياغة شخصيّة الجماعة.. أزمة التقاليد اليوم بين الإنسانيّ والزخرفي.
ـ تأملاتٌ واستنتاجات.

وسنتناول بإذن الله تعالى هذه التقسيمات بالتفصيل حسب الموضوع الذي طرحته الباحثة في ورقتها ...

دور الدين في بناء الذات وأمن المجتمع

في هذا الجانب اي جانب الدين ودورة في بناء الذات تقول الدكتورة سعاد : تعلن كافّة الخطط التنمويّة العربيّة أن محورها هو الإنسان، وأن هدفها هو الإنسان. فالإنسان هو غاية التنمية، وكلّ تقدّمٍ فهو من أجله ولتحسين واقعه الحياتي.
ونماشي هذه الخطط لقناعتنا بأن الإنسان هو محور المجتمع، وأن أيّ إصلاحٍ إن لم يبدأ من الإنسان فهو إصلاحٌ سطحيٌّ وهشٌّ وآيلٌ للتصدُّع.

ونطرح السؤال: ما دور الدين في بناء ذات الإنسان؟ أو في أضعف الأحوال؛ ما هي الصفات الأساسيّة التي يُفترض توفّرها في الإنسان المسلم؟
والإجابة على هذا السؤال تقول الباحثة راجعت العديد من الكتب التي يظهر في عناوينها أنها تقارب هذا الموضوع، ولكن وجدتُني أمام طَوْفَةٍ من العموميّات والسرديّات التي لا تفيدني في هذا المقام، فرجعت إلى الأصول لإنتاج معرفةٍ جديدةٍ وفهمٍ دينيٍّ معاصرٍ للإنسان، يمكن أن يوضع بين يدي قادة مجتمعاتنا، علّه يكون مفيداً في إرساء الاستقرار الاجتماعيّ والأمن الإنسانيّ، في زمن "الحداثات" المعاصرة.
وتأتي الإجابة على ثلاثة مستويات:الإجابة الأولى تأتي على مستوى الإسلام، والثانية على مستوى الإيمان، والثالثة على مستوى الإحسان.

المواصفات الأساسيّة لشخصيّة المسلم

وحول الإجابة الأولى ودور الإسلام النصّ في إعطاء المواصفات الأساسيّة لشخصيّة المسلم تقول الدكتورة سعاد : إن قراءةً متأنّيةً للنصوص القدسيّة - الآيات القرآنيّة والأقوال النبويّة - تُمكّننا من استنباط المواصفات الأساسيّة التي نتوقّع أن نجدها في الشخص المسلم، وهي أربعة:

الكرامة
إن الكرامة ليست خصيصةً للمسلم فحسب بل هي خصيصةٌ إنسانيّةٌ. لأنّ القرآن الكريم يعرّفنا بأن الله سبحانه خلق المخلوقات كلّها وكرّم "بني آدم" على العالمين. يقول تعالى في سورة الإسراء الآية 70 ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).
فالمقصود بالتكريم ليس جنس المؤمن من بني آدم، بل النوع الآدميّ كلّه.. وهذا التكريم الأصليّ لنوع الإنسان يقابله تكريمٌ إضافيٌّ يكتسبه المرء بالتقوى، يقول تعالى في سورة الحجرات الآية 13 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).
وبناءً عليه يترتّب على كلّ مسلمٍ واجبان دينيّان: أولهما تجاه ذاته؛ وهو النظر إليها بعين التقدير، وعدم تعريضها للمواقف المذلّة، والنأي بها عن مواطن تلجئه إلى الخنوع والتحقير والهوان. وثانيهما تجاه غيره؛ وذلك بعدم المساس بكرامة مطلق شخصٍ يجمعه وإياه مجتمعٌ إنسانيٌّ واحدٌ، سواءً كان هذا الشخص مسلماً أو غير مسلم.
ونتوقّف عند مفرد "كرامة" لنفكّكه ونترجمه إلى وقائع حياتيّة. فاحترام كرامة الإنسان والحفاظ عليها لا يقف عند حدود العبارات اللطيفة والمجاملات الاجتماعيّة، بل هي حزمةٌ من الأعمال، على رأسها أربعة: حرمة الدم، وحرمة المال، وحرمة العرض، وضمان استمرار الرزق.
فالإنسان إن شعر أن حياته في خطر، أو حياة عائلته في خطر، قد يهلع ويدوس كرامته عسى ينجّي نفسه وأهله. وكذا، من يشعر بأن ماله مُستباحٌ ولا حيلة له لدفع ذلك إلا بألوانٍ من التذلُّل فقد يفعل ذلك اضطراراً. وكذا من يخاف من ربّ عملٍ انقطاع رزقه ورزق عياله فقد يلجأ إلى صنوفٍ من التنازلات تُشعره فيما بينه وبين نفسه بالمهانة والغضب المكبوت، وقد يبرّر ذلك لنفسه بأفكارٍ مبدعةٍ تمنع بدوّ الغضب ولكنها لا تزيل الشعور بالمرارة من قاع الأعماق.
باختصارٍ، إن التأمّل في تجارب الناس في حالي الحرب والسلم، وفي حالي الاطمئنان إلى استمرار الرزق أو خوف انقطاعه، يجد أن كرامة الإنسان هي على المحك.

حريّة الاختيار
وعن حرية الاختيار تقول الدكتور سعاد الحكيم : خلق الله سبحانه كائن الملائكة مسخّراً يفعل ما يُؤمر، وفي المقابل خلق تعالى كائن الإنس مخيّراً، وأرسل إليه رسله وأنزل كتبه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، يقول تعالى في سورة هود الآية 118 (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ، ويقول الله تعالى في سورة البقرة 256 (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )
وهذا الاختيار الحرّ رتّب على الإنسان مسؤوليّةً، فإن كان اختياره موفّقاً حصّل سعادته، وإن كان اختياره غير ذلك لقي غير ذلك.
وفي نظرةٍ تأمليّةٍ على حياة مطلق إنسانٍ منّا، نجد أنه يوضع أمام الاختيار على امتداد ساعات الأيام والليالي. وهذا الكلام لا مبالغة فيه، لأن الواحد منا عندما يستيقظ صباحاً يختار أعمال يومه؛ فيقدّم ويؤخّر، ينفّذ ويؤجّل، يلبّي ويعتذر، يعمل ويتلهّى.. وهذا مرصودٌ على أجيال الإنسان، ذكراً وأنثى.
ولكن، هل تربّينا على ثقافة الاختيار، وهل نربّي أبناءَنا على ذلك.. أم نترك الأشياء تتزاحم، ويغيب الاختيار لينفذ الملحّ من الأمور، تماماً كما في زحمة السيارات عند تقاطع شارعين في غياب شرطيّ سيرٍ وفي بلدٍ لا يحترم نظام الصفّ أو قواعد المرور.. ففي هكذا تقاطعٍ تمرّ السيارة الأقدر على المزاحمة حتى لو عطّلت صفوف المنتظرين.. أردنا من هذا المثال أن نقول، إننا لم نلتفت بما يكفي لتنمية ملكة الاختيار عند الأولاد، هذه الملكة الممثّلة بشرطيّ السير. والنتيجة، إنّ قلّةً من أبناء الجيل تحسن إدارة الوقت وتجيد تصنيف الأولويّات في الأخذ والترك من الأعمال.
وإن انتقلنا إلى مستوى أعلى في مسألة حرّيّة الاختيار، نجد أن هذه الميزة التي أعطاها الله سبحانه للإنسان، هي التي تجعله كائناً نوعيّاً. فالإنسان الواعي لحرّيّة اختياره والممارس لهذه الحرية هو الإنسان الذي يصمد في المعركة الدائرة في كلّ مكانٍ بين الصلاح والفساد.. ندخل - بالتصوّر والتخيُّل - إلى دائرةٍ من الدوائر الحكوميّة أو إلى مؤسّسةٍ عامّةٍ، وحبّذا لو كانت دائرةً يتعاطى موظّفوها مسائلَ ماليّةً أو بيدهم مصالحُ حيويّةٌ للناس، وننظر في أحوال الموظّفين:
فإن كان رأس المؤسّسة صالحاً غير فاسد، وحازماً غير متراخٍ، نجد الموظفين حريصين على الالتزام بالصلاح، ويصبح هامش الفساد ضعيفاً. ولكن لو كان رأس المؤسّسة فاسداً، نجد الموظّفين مجبرين على تحديد خياراتهم، فالصالح منهم - وهو الإنسان النوعيّ - يختار عدم خيانة الوظيفة، ويرفض الرشوة، ويواجه الابتزاز الجماعيّ وحدَه لو اضطر.. أما الإنسان الذي لم تَنْهَه ديانته، ولم تدرّبه التربية على مواقف الاختيار، فإنّه ينساق مع تيّار الفساد، ويغيّب ضميره "بفتاوى شخصيّةٍ أو فئويّةٍ" تبيح له أموال الدولة وأموال الناس.

الالتزام وثقافة الواجب
وفي جانب الالتزام وثقافة الواجب تقول الدكتورة سعاد: أمام التيار العالميّ الجارف والذي يحمل عنواناً عريضاً هو: "حقوق الإنسان"، كاد إنسان عالمنا العربي ينسى أن ثقافة الواجب هي جزءٌ حيويٌّ من الإسلام، وأنّها لا تنفصل عن ثقافة الحقوق.
وإذا خطر لنا أن نقترب من عامّة المتظاهرين للمطالبة بحقّ ما، ونسأل واحداً منهم عن لائحة واجباته التي يُفترض أن تتلازم مع لائحة حقوقه، لنَظَرَ إلينا باستغراب، لكأن هذا السؤال هو من باب البداهة..
والواقع، أننا نشهد بداية قطيعةٍ بين ثقافة الحقوق وثقافة الواجب في مجتمعاتنا، هذا من جهة. ومن جهةٍ ثانيةٍ، فإن ثقافة الحقوق كما أنتجها الغرب كانت حصيلة مسارٍ طويلٍ، ولكن نرى أن البعض عندنا يطالب "بحقوقه" كأنها إرثٌ موهوبٌ، ويتوسّع في معانيها لتفارق ما هو أساسيٌّ إلى ما هو ترفيٌّ أو مخالفٌ لأعرافنا وتقاليدنا. فنرى الأولاد يطالبون - أحياناً - بحقوقهم في المتع والحفلات وبغضّ النظر عن تقصيرهم في واجباتهم. أو يتوسّعون بالحقّ في الحريّة ليشمل المطالبة بأشكال من التفلّت تأباها أعرافنا وأخلاقيّات مجتمعاتنا.
وتأسيساً على ذلك، فإنّ خصيصة الالتزام بالواجب، هي صفةٌ جوهريّةٌ في الإنسان المسلم. والواجب نوعان: دينيٌّ واجتماعيٌّ وطني. فالإنسان المسلم ملتزمٌ بأمور دينه وأيضاً بقضايا مجتمعه ووطنه.

الإنتاجيّة والعمل
اما حول الإنتاجيّة والعمل تقول فيه الباحثة : خلق الله الإنسان وجعله خليفةً في الأرض، مؤتمناً على نظامها وعمارتها. فالعمل عبادةٌ وضرورةٌ حياتيّة. والمقصود بالعمل هو العمل الإنتاجيّ الذي يحقّق تقدّم المجتمع وعمارة الكون ويتناسب مع مؤهّلات الإنسان وكفاءاته ومهاراته.
والملفت أننا نجد بعض المجتمعات العَربيّة تمارس التوظيف الحكوميّ بشكلٍ غير ملائمٍ لمؤهّلات الإنسان ومهاراته، وتظنّ أنّها تُحسن صنعاً وتبتعد عن شبح البطالة. مثلاً، توظف خرّيجاً جامعيّاً يحمل إجازةً في التجارة في مجالٍ لا علاقة له باختصاصه. وذلك لأن هكذا صيغةً للتوظيف هي بطالةٌ مقنّعة، وتولّد تهديداتٍ وتنذر بمجتمع الخطر.

وحول التعقيب على المواصفات الأربع الأساسيّة سنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة تابعونا...