يعد أكبر سباق فردي في العالم ولمسافة 4471 ميلا بحريا
وزارة السياحة ومشروع عُمان للإبحار يكثفان جهودهما لنصب خيمة سياحية للترويج للسلطنة
أعلنت وزارة السياحة ومشروع عُمان للإبحار عن استعداد القارب العُماني "مسندم" هذا العام للمشاركة في أضخم سباق محيطي فردي ينطلق من مدينة سانت مالو الفرنسية بتاريخ 2 نوفمبر ليقطع المحيط الأطلسي وصولا إلى جزيرة جوادلوب قبالة سواحل أميركا اللاتينية. وسيكون على متن القارب الربان الفرنسي المشهور سيدني جافنييه ضمن حملة القارب "مسندم" للترويج للسلطنة في عدد من الدول الأوروبية والتعريف بمقوماتها السياحية والاستثمارية. وتعد هذه الحملة أيضا فرصة لتدريب عدد من البحارة العمانيين لخوض مثل هذه السباقات العالمية وتأسيس جيل من البحارة العمانيين القادرين على المنافسة عالميًّا.
هذا ويعرف سباق روت دو رام بأنه أضخم سباق فردي على الإطلاق حيث يقطع المتسابقون مسافة 4471 ميلا بحريا (7195.4 كيلومتر) ابتداءً من مدينة سانت مالو الفرنسية، وعبوراً بخليج بسكاي المطل على السواحل الفرنسية والإسبانية والمعروف بمياهه العاتية، ثم غرباً عبر المحيط الأطلسي ووصولاً إلى جزيرة جوادلوب في أميركا اللاتينية. وسيكون هذا الحدث الذي يقام كل أربع سنوات فرصة فريدة لجذب شريحة كبيرة تصل إلى أكثر من مليون زائر من الرياضيين والسياح والمهتمين، لذا تسعى وزارة السياحة لاستغلال هذا الحدث للتعريف بالسلطنة ومقوماتها السياحية الطبيعية من خلال الخيمة العمانية المنصوبة في قرية السباق في مدينة سانت مالو.
وتعليقاً على استعدادات السلطنة للمشاركة في سباق روت دو رم، قالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية، وكيلة وزارة السياحة ورئيسة مجلس إدارة مشروع عُمان للإبحار إن الجهود قائمة على قدم وساق بالتعاون مع مشروع عُمان للإبحار لتنظيم خيمة سياحية تحمل اسم "اكتشف عُمان" من شأنها أن تكون محطّة ترويجية للتواصل الحضاري والثقافي والتعريف بالسلطنة للآلاف من زوار الحدث. وأضافت أن هذه المشاركة تأتي كجزء من حملة القارب العُماني "مسندم" الذي طاف العديد من الوجهات السياحية المهمة في أوروبا كألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا مجتذبا الأوساط الإعلامية ولافتا أنظار شريحة كبيرة من السياح والجماهير المهتمة خاصة بعد أن تمكنت الطواقم العُمانية على متن القارب من تسجيل رقم قياسي عالمي. وأشارت سعادتها إلى أن التركيز على الهوية التسويقية خارجيا يساهم في فتح فرص جديدة لبناء علاقات مشتركة لدعم السياحة وجذب السائحين إلى السلطنة كوجهة واعدة تزخر بالإمكانات والمقومات السياحية الفريدة، خصوصا وأن هناك رحلات مباشرة عبر الناقل الوطني بين السلطنة وفرنسا.
من جانبه أشار ديفيد جراهام - الرئيس التنفيذي لمشروع عمان للإبحار أن أحد أهم أهداف المشاركة في مثل هذه السباقات تكمن في تأهيل عدد من البحارة العمانيين لقيادة مثل هذه القوارب والمنافسة بها عالميا، وقد أثبت عدد منهم قدرة فريدة في تحقيق ذلك مثل البحارين محسن البوسعيدي وعبدالرحمن المعشري، وهؤلاء سيكونون قدوة لجيل جديد من الرياضيين العُمانيين. ويضيف ديفيد بأنه فخور بالمشاركة في هذا السباق المهم في عالم الإبحار الشراعي، والذي سيضع للسلطنة بصمة عالمية أخرى تضاف إلى سجل إنجازتها، وستسهم بلا شك في جذب العديد من الأفواج السياحية للسلطنة.
وقد كانت أول مشاركة للسلطنة في هذا السباق المحيطي في عام 2010م، وبعد أربع سنوات يعاود القارب الكرة بقيادة الربان الفرنسي سيدني جافنييه بخبرة أكبر وعزم أقوى بعد نجاحاته المتواصلة في سباقات الموسم التي شارك فيها، بما فيها سباق النجوم السبعة حول بريطانيا وأيرلندا الذي شارك فيه مع طاقم يضم نخبة من البحارة العمانيين من بينهم فهد الحسني وياسر الرحبي وسامي الشكيلي، وكسرهم للرقم القياسي السابق الذي حققه فريق بانكيو بابيولير الفرنسي بفارق 16 دقيقة.
وقد أكمل سيدني خلال الفترة الماضية الجولة التأهيلية لهذا السباق بنجاح، وهو سعيد بذلك حيث إن مسافة هذه الجولة تعادل نصف مسافة سباق روت دو رام، وكان للفريق الفني الشاطئ المكون من فنيين عمانيين وعالميين دور كبير في تجهيز القارب، كما استطاع الفوز بالمركز الثاني في سباق تحدي "أزيموت" منفرداً على القارب "مسندم" ضمن استعداداته للسباق الحقيقي بعد شهر. ويقول سيدني بعد فوزه بالمركز الثاني في سباق تحدي "أزيموت": "لقد تسابقنا في هذه الجولة جنباً إلى جنب مع الفرق الأخرى مما يدل على أننا متساوون في الرياح الخفيفة، وقد استمتعت بالسباق كثيراً، وكانت فرصة لاختبار الأنظمة الإلكترونية وخصوصاً أنظمة التوازن المضادة للانقلاب والتي تستشعر الحركة وتقوم بتنبيه الربان وإنزال الألواح تلقائيا وفق قياسات معدة مسبقا".
ويقول سيدني بأن سباق روت دو رام يعد أعظم أحلامه منذ الصغر، وأنه بالرغم من عدم نجاحه في هذا السباق عام 2010م لكنها تبقى ذكرى جميلة وأنه فخور بحصوله على فرصة للمشاركة بقارب يحمل علم السلطنة مرة أخرى. ومن ضمن أهم الاستعدادات للسباق، يتوجب على سيدني أن يتعود على نمط نوم معين، حيث كان ينام لمدة 20 دقيقة كحد أقصى في كل مرة، واستمر على هذا النظام لعدة أسابيع ويبدو أنه تعود على هذا النمط، ويقضي الربان الفرنسي كثيراً من الوقت وحيدا في البحر ضمن استعداداته للسباق.