الحمد لله الذي خلق فسوّى وقدَّر فهدى ، أمات الأحياء وأحيا الأموات، والصلاة والسلام على نبيّه محمد كامل الصّفات وعلى آله وصحبه ذوي الهدايات.
وبعد فهذه ابيات رثاء للشيخ العلامة الجليل سعود بن سليمان بن جمعة الكندي الذي انتقل إلى جوار ربه ليلة الخميس 25 ذو الحجة سنة 1434 – 30 / 10 /2013 م رحمه الله وغفر له وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحــماك لطفــاً فالدموع جـــواري** والقلــــب ممــلوء من الأكـــدار
كادت تخـر الرّاســـيات تحطمـــــاً ** حــــزناً لعالمـــها فتى الأخيـــار
فتفطــرت أكباد أرباب الهـــــــدى ** من هــــول خطبٍ حلَّ بالأسحار
فغــدت لـنا الأذهان صـاح مروعة ** وجريحـــة مــــن واله الأخطــار
لـم لا وشيــخ العلـم صار مودعـاً ** هشمت عليه صــــلائد الأحجــار
قــد حلَّ في دار جوار محــــــمدٍ ** مـع صـاحبيه الســـادةِ الأبــــرار
يـا جيــرة عُدَّت لأصحـاب الوَفاء ** وبحـــور علم ســــادةٍ أطهـــــار
ثوت المكارمُ مذ ثورا تحت الثراء ** في الـترب يدزوهم هنــاك الذاري
أجســامهم فقــدت ولكن ذكـــرهم ** بــاق حوتــهُ صحائف الآثــــــار
يـا موت حسبـك لم تدع من عالم ** قيدَ الحيـــاة رميــت بالأقـــــــدار
يــــاربِّ بالهـادي الأمـين أغثــهم ** وبصحبـــه الخلفـــاء والأبـــــرار
انظـــر إليهــم يارحيـــم بنظـــرةٍ ** يـــوم اللقــاءِ تُزيـــحُ الأكــــــــدار
وتقــوم روح الحق في أجسـامهم ** وتعـــود فيهم ســـيرة المخـــتار
نــادى القضاء فقيــــهنا فأجابـــه ** أهلاً وسهلاً بالقضاء الطــــاري
أفتـى سليمــــان سعــود أنت من ** كان الجلــيس وكنت أفصح قاري
لأمـامـــكم بحر العلـــوم محـــمد ** أعنــي الخــليلي صفــوة الأخيــار
ذاك الذي رضع العلى من ســادة ** رامــوا الأحيـــاء سيرة الختــــــار
من عــهد شـــادان أحلَّ من التقى ** مــن قادة شتـــى ذوي أبصــــــار
أرثى سعودا سيـداً متواضــعاً ** ومتوجـــاً بعــمائم الأوقـــــــــــــار
يــا بيضة الإسلام قومي للبكــاء ** وخــذِ الحـــدادَ معالــــم الآثــــــار
يــا أهل نزوى ودعوا شيخاً لكم ** وأبـــــاً عزيزا حلَّ في الأسفـــــار
افتى سليمان بكتك عيوننا ** بمدامع تنهلَّ كــالامطــــــــــار
أفتـــى سليمـــــان سعود أنت مَنْ ** تبكــــي عليه مجـــالسُ الأخيــــار
مـا أنتَ إلا النور في جنـح الدُّجى ** كالبدر في داج الظـــلام الســـاري
لكــن صروف الدهر لم تترك لنا ** في ذي الدنـا حبراً من الأطهار
هـــذا عزائي للفقيــد أبثــه ** نظمـاً بدنــه بدائـــع الأفكــــــار
مـا كنت أتقن للقوافـي لا ولا ** أيضــا أجـيــد الشعــر باستمـرار
يـــاربُ فارحمــه برحمتـك التي ** وسعت جميـــع خلائـــق الأقطـــار
واجعـــل مقــام فقيهنا في جيرة ** للمصطفى مع صحبـــه الأطهار
وامنن لأبنـــاء لهُ وعشيرةٍ ** صبراً وأهل مع لفـــيف الجار
وصـــلاة ربي ما الغوادي سيبها ** أيدي انسكابا في دجى الأسحـار
لحــمد المختـار ما اتضح لهدى ** فـي حيـطة الايمان ضمن ستار