عادةً تستغرق الرحلة من مسقط إلى وجهتي في الخابورة ساعة ونصف الساعة مع مصادفة شيئ من الإزدحام عند بعض الدوارات، ولكن في أيام عيد الأضحى استغرقت رحلتنا أضعاف الوقت الذي نستغرقه في الأيام العادية لدرجة ان الوضع لا يطاق ولكن لا مناص من تكملة المشوار ، الشاحنات كانت محتلة الشارع تقريباً فلم يتبق للنوع الآخر من السيارات إلا حارة واحدة ومساحة بسيطة يسترقها السائق بين الشاحنات لترك الفرصة لمن أراد التجاوز، لم نكن بحاجة إلى التعمق في التفكير لمعرفة السبب فمن تابع الصحف قبل العيد ولاحظ الإعلانات التي كانت تنشرها الجهات الحكومية المسئولة عن الموانئ سيفهم سبب ذلك الإزدحام وما قد يسببه من تأخير والشاحنات وما قد تسببه من حوادث تودي بحياة البشر فالإعلانات كانت تفيد بأن ميناء صحار سُيشغل خلال أيام العيد أربعة وعشرين ساعة وذلك تفادياً لأي تأخير، ومحاولة لعلاج ما يمكن علاجه للشركات المتبقية والتي تكبدت العديد من الخسائر بعد أن تم تحويل ميناء السلطان قابوس إلى ميناء سياحي وميناء صحار إلى ميناء تجاري ، فالشاحنات كانت تنقل البضائع من ميناء صحار إلى مسقط عن طريق شارع الباطنة الذي يتضمن حارتين فقط !! هذه من النقاط المهمة التي لم يتم مراعاتها عندما خُطط لنقل الميناء التجاري إلى صحار ، ناهيكم عن الشارع بعد جسر صحار والذي يفتقد إلى أكتاف وحارة واحدة صالحة لاستخدام السيارات الخاصة ، قد يكون موضوع الشارع شيئا ثانويا إذا ما تحدثنا عن إنتقال عدد من الشركات التي كانت تستخدم ميناء السلطان قابوس سابقاً إلى موانئ مجاورة وذلك لإفتقاد ميناء صحار للخدمات الأساسية التي لا يمكن أن يغفل عنها في مثل هذه المشاريع الضخمة وبالأخص أن تجربة عُمان في الموانيء ليست بحديثة ، فميناء ريسوت وميناء السلطان قابوس سابقاً تجربة ناجحة عالمياً إذن لماذا هذا الإخفاق في ميناء صحار الذي أريد له أن يكون عالمياً ، بعد أن كانت السفن المحملة بالحاويات تستغرق ساعات لتفريغ حمولتها في ميناء السلطان قابوس أصبحت تنتظر لأكثر من أسبوعين ليأتيها الدور مما سبب تأخيرا في الوقت يحسب عليها إلى جانب أن بعض البضائع قد تتلف وغيرها من الأمور الأخرى التي تسبب خسائر إقتصادية ومغادرة الشركات إلى موانيء أخرى ، الذي تتضرر منه أيضاً الكثير من الشركات وأهمها شركات النفط التي تزود تلك السفن بالوقود ..
(قد يقول قائل ما زال في مراحله الأولى) هناك مشاريع لا تستحمل أن تمر بمراحل في تنفيذها فإذا لم تكن جاهزة جاهزية تامة منذ أول لحظة تشغيل لها فهذه سيكبدها خسائر إقتصادية كبيرة ،لا نود القول بأن هذا الإنتقال لم يتم التخطيط له بالشكل الصحيح فلا أعتقد أن مشروعا بهذه الضخامة لم يخطط له ولكن ممكن أن نجزم بأن هناك الكثير من الهفوات تمت أثناء عملية التنفيذ قد يكون سببها الشركات المشغلة للميناء قد تكون قلة الخبرة للعاملين أو قد يكون أن هذا الإخفاق حسب له حساب كما هو الحال في كل مشروع تجاري جديد وتبقى كلها تكهنات ولكن مهما كانت الأسباب التي وصلت بالميناء لهذا المستوى فإن الدولة تكبدت خسائر إقتصادية وتكونت للميناء صورة غير مشرفة منذ ولادته مقارنة بالموانىء الأخرى.
والإحصائيات التي يوفرها موقع الوزارة بالنسبة لإحصائيات المواد والحاويات تتوقف عند يونيو 2010 ، والتي توضح انخفاضا في الحاويات الصادرة عام 2010 مقارنة بعام 2009 ، بما يقرب 14.917 وكذلك تدني في الحاويات الواردة 16.105.

خولة الحوسنية