■ رام الله – ا ف ب: دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى استئناف مفاوضات السلام والى وقف «الاستفزازات» في الاماكن المقدسة في القدس. فيما اكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله والامين العام للامم المتحدة على اهمية تثبيت التهدئة لضمان سير اعمار قطاع غزة، وذلك خلال في مؤتمر صحفي عقد بينهما في مدينة رام الله امس الاثنين. وحث بان كي مون في مؤتمر صحافي على استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية «فورا» محذرا من اندلاع العنف مرة اخرى في حال عدم التوصل الى اتفاق بعيد الامد. ودان الامين العام ايضا بشدة مواصلة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. من جهته شدد الحمد الله على ضرورة تعزيز «المصالحة الوطنية» ودعا اسرائيل الى رفع حصارها المفروض على قطاع غزة منذ ثماني سنوات والسماح بادخال مواد البناء. وقال « من غير الممكن العمل على إعادة إعمار غزة دون فتح المعابر أمام حركة البضائع ومواد البناء». ووصل بان كي مون الى مدينة رام الله للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني غداة مؤتمر للمانحين عقد في القاهرة وتعهدت فيه الدول المانحة المشاركة تقديم5,4 مليار دولار للفلسطينيين. وقال الامين العام «المبلغ الذي قدمه وتعهد به المجتمع الدولي مشجع للغاية». وبحسب بان فان الاموال ستذهب الى اعادة اعمار المنازل والبنى التحتية مشيرا الى مستوى «غير مسبوق» من الدمار في قطاع غزة حيث ارتقى نحو 2,200 شهيد فلسطيني في الحرب الاسرائيلية الاخيرة التي استمرت لخمسين يوما في شهري يوليو واغسطس الماضيين. ولكنه اوضح انه «على الرغم من اهمية اعادة الاعمار فانه يجب علينا معالجة الاسباب الجذرية لعدم الاستقرار». وقال «مرة اخرى، ادين بشدة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي المستمر» مكررا الادانات الدولية لخطط استيطانية جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكان البيت الابيض والاتحاد الاوروبي ادانا بشدة موافقة اسرائيل في سبتمبر الماضي على بناء 2,600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة. والاستيطان سبب رئيسي في تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. واعرب بان ايضا عن قلقه من الاستفزازات في الاماكن المقدسة في القدس قائلا «انا قلق للغاية من الاستفزازات المتكررة في الاماكن المقدسة في القدس. وهي تؤدي فقط الى تأجيج التوترات ويجب ان تتوقف». وحث الامين العام على استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية قائلا «احث الفلسطينيين على اظهار الشجاعة ومواصلة الانخراط ، في عملية السلام وان يفعل الاسرائيليون الامر نفسه» مضيفا «الوقت ليس في صالح السلام. علينا التدخل فورا لحؤول دون ان يترسخ الوضع القائم الذي لا يمكن ان يستمر». ولم تقتصر خسائر الحرب بين اسرائيل من جهة وحركة حماس والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية على استشهاد اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين ومقتل 73 اسرائيليا معظمهم عسكريون. واصبح حوالى مئة الف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة. وتقول منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان المعارك ادت الى تدمير 80 الف منزل كليا او جزئيا والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء. ويتوقع ان ينخفض اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2014 مقارنة مع 2013 في حين لا تزال غزة تخضع لحصار اسرائيلي محكم. ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر. ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لاعادة الاعمار بقيمة اربعة مليارات دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر عدة سنوات. ويعول جزء كبير من الاسرة الدولية على مزيد من الاستقرار السياسي في غزة مع المصالحة التي جرت مؤخرا بين السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على القطاع الواقع بين مصر واسرائيل. واكد بان في رام الله ان «حكومة التوافق الوطني الفلسطينية ستلعب دورا رئيسيا ، في الاشراف على اعادة اعمار غزة بدعم من المجتمع الدولي». واوضح «نرغب في رؤية نجاح حكومة الوحدة في تحمل مسؤولياتها واعمالها في غزة». وكانت حكومة التوافق عقدت الخميس اجتماعا في غزة هو الاول من نوعه منذ تشكيلها في يونيو الماضي بعد سنوات من الخلافات الحادة بين حركتي فتح وحماس. الى ذلك ، قال الحمد الله « إن مؤتمر المانحين الذي عقد أمس في القاهرة، أكد على ضرورة تثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لضمان سير عملية إعادة إعمار غزة» . وأضاف « إن المبلغ الذي تعهد به المانحين في المؤتمر سيذهب نصفه إلى إعمار غزة والنصف الآخر لدعم موازنة الحكومة خلال الثلاث سنوات المقبلة» .وأوضح أن تكريس المصالحة الفلسطينية هي الأساس لإعادة إعمار غزة، وكانت الزيارة التي قام بها وأعضاء حكومته لغزة جاءت لترجمة ذلك، مشدداً على أن غزة هي جزء لا يتجرأ من الوطن الفلسطيني. كما وشدد الحمد لله على ضرورة منح القطاع الخاص في غزة دور في عملية الإعمار وتقديم التسهيلات لذلك، موضحاً أن الآلية التي وضعتها الأمم المتحدة بالتوافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية هي الأساس لإدخال مواد الإعمار وتشكل بداية حقيقة لرفع الحصار عن قطاع غزة. من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحل جذور المشكلة في قطاع غزة، لمنع تكرار نزاعات وحروب جديدة، موضحاً أنه وخلال فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة شهدت غزة ثلاثة حروب وهو ما يجعله يقلق على أطفال غزة ومستقبلهم. وبين أن الأمم المتحدة ستبذل كل ما بوسعها لدعم حل الدولتين، ومؤكداً أن الأمم المتحدة إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه. بدوره ، رحب النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الخضري في تصريح صحفي « إن هذه الزيارة فرصة مناسبة للاطلاع على الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون جراء سياسات إسرائيل من حصار وإغلاق وعدوان مستمر على قطاع غزة، والاستيطان والحواجز في الضفة الغربية والتهويد والملاحقة في القدس المحتلة والداخل الفلسطيني» . وأشار إلى أن زيارة مون إلى غزة تكتسب أهمية خاصة بعد عقد مؤتمر المانحين لإعمار غزة في القاهرة، ورصد أكثر من 5 مليار دولار لصالح الإعمار، مبيناً أن هذه تبقى أرقاما ما لم يتم الضغط على الاحتلال لرفع الحصار وفتح المعابر ودخول مواد البناء. وشدد الخضري على أن إنهاء الاحتلال هو أقصر الطرق لتحقيق الأمن والسلام، مطالباً الأمم المتحدة بدور داعم للموقف الفلسطيني المطالب بحقوقه المشروعة ومنحه حياة كريمة كباقي شعوب العالم، والضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار والسماح بتدفق السلع ودخول مواد البناء ومستلزمات الإعمار. وجدد الخضري المطالبة بضرورة الإسراع في إدخال مواد البناء للبدء في إعمار غزة خاصة في ظل ما يعيشه المواطنون في غزة من واقع إنساني مأساوي واستمرار معاناة آلاف النازحين والمهجرين المهدمة بيوتهم. ■