أوصى بتكاتف الجهود للوصول لأعلى مستويات السلامة على الطرق

كتب ـ هاشم الهاشمي:
أوصى مؤتمر "النقل العام عمان 2014" الذي اختتم أعماله بفندق جراند حياة مسقط يوم أمس بإنشاء هيئة متخصصة تكون مستقلة تعنى بوسائل النقل العام وكذلك توفير خطوط نقل شاملة لمختلف أنواع النقل العام، كما أوصى بتحسين نوعية الخدمات لكل من المستخدمين وتذليل كل الصعوبات للشركات القائمة على عمليات التخطيط للوصول لأقصى درجات الكفاءة والفعالية.

محطات انتظار
ودعا المؤتمر إلى تهيئة البنية الأساسية لمحطات انتظار النقل العام من خلال إنشاء محطة رئيسية في العاصمة مسقط مجهزة بكافة الخدمات وكذلك إنشاء محطات فرعية مع توفير كافة الخدمات الأساسية، مع الحرص أن يتم إنشاء هذه المحطات بعد تقدير وحساب المسافات فيما بينها بحيث يتم تصميمها بشكل عملي ويخدم المستخدمين وتكون متاحة لهم وسهولة الوصول إليها، وأوصى المؤتمر أيضا بالاستفادة من خبرات وتجارب الدول المتقدمة في مجال النقل العام من خلال الأخذ الجانب الايجابي وتجنب الجوانب السلبية في المشاريع التي ستقام في السلطنة.
كما أوصى المؤتمر بتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال النقل العام من خلال تقديم تسهيلات من القطاع الحكومي للمساهمة في توفير شبكة نقل متكاملة تغطي جميع أنحاء السلطنة وتوزيع المهام والمسئوليات على كافة الأطراف المشاركة في العملية التطويرية لوسائل النقل العام مع وضع قوانين محفزة ورادعة لكل من يتجاوزها والعمل على توعية المجتمع بأهمية النقل العام (الجماعي) وتغيير ثقافة المواطنين والمقيمين وتوفير حلول تكنولوجيا المواصلات والمعلومات بحيث تكون متاحة للمستخدمين.

تعمين
وأوصى مؤتمر النقل العام كذلك بزيادة نسبة التعمين في مجال النقل العام، بحيث يكون متخذو القرارات من المواطنين لأنهم يدركون كل التحديات التي تواجههم ويعايشونها بشكل يومي وتشجيع المجتمع باستخدام وسائل النقل العام من خلال وضع نظام تسعيرات مناسب بحيث تكون في متناول الجميع ووضع خطط قابلة للتنفيذ لرفع الكفاءة التشغيلية والإدارية لمنظومة النقل العام واتخاذ قرارات حول الإطار المؤسسي والتنظيمي بما يتوافق مع البيئة العمانية والظروف المحيطة بها ومن بين توصيات المؤتمر تغيير لون سيارات الأجرة الحالية بلون وتصميم يواكب العصر والعمل على إقامة ندوات وقنوات تواصل بين أصحاب الخبرات المحليين في مجال النقل العام والصناعات ذات الصلة لتبادل الخبرات والمعلومات والخروج بخطوات تنفيذية تخدم المجتمع.
وشدد المؤتمر على ضرورة مراعاة ذوي الاعاقة وذوي الدخل المحدود والطلاب ووضع مسارات ثابتة لكل خطوط النقل بحيث تنظم عملية الحركة داخل المدن وتخفيف حدة الزحام.

تعاون
كما أوصى المؤتمر بتكاتف كل الاطراف المعنية للوصول لأعلى مستويات السلامة على الطرق وكذلك تنفيذ دراسات تشمل الكثافة السكانية ومسح للأراضي المراد تصميم الطرق المستقبلية عليها وإيجاد مشاريع تقوم بتمويل نظام النقل العام وأوصى المؤتمر بتعاون كل شرائح المجتمع والجهات المعنية في تنفيذ توصياته.
وكان المؤتمر الذي نظمته الجمعية العمانية للنقل البري بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وشركة النمر الدولية لتنظيم المؤتمرات والمعارض هدف إلى جمع القياديين وأصحاب الخبرات المحليين والدوليين في مجال النقل العام والصناعات ذات الصلة لتبادل وجهات النظر حول مستقبل مجال النقل العام بالسلطنة وإيجاد الحلول المناسبة وطرح الخطط المستقبلية لقطاع النقل والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.

تطورات سريعة
وناقش المؤتمر الذي استمر أعماله يومان العديد من الموضوعات من بينها القضايا التنظيمية والتحديات والصعوبات التي تواجه مجال النقل العام في السلطنة، إضافة إلى التطورات السريعة ومشاريع البنى التحتية حالياً في مختلف أنحاء السلطنة.
كما ناقش المؤتمر عددا من النقاط التي ستغطي العديد من الجوانب الهامة مثل: نظرة عامة على الخطة المستقبلية الرئيسية المتكاملة لشبكة النقل العام بالسلطنة والتشريعات وتطوير البنية الأساسية والفرص الاستثمارية في قطاع النقل العام والسياسات والاستراتيجيات المتبعة والفوائد الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وكذلك التحديات التي تواجه قطاع النقل العام والرؤية المستقبلية، كما سيتمكن المشاركون في المؤتمر من التعرف والوقوف على آخر الخدمات والحلول والتقنيات التي تقدمها الشركات المشاركة بالمعرض المصاحب.

خطوات استباقية
ويعد المؤتمر فرصة مثالية للمسؤولين لمناقشة الخطوات الاستباقية وتبادل المشورة والنصائح بشأن السياسات الصحيحة التي من شأنها أن تسهم في تطوير مجال النقل العام وفي ضوء التطورات السريعة ومشاريع البنى التحتية الضخمة الجارية حالياً في مختلف أنحاء السلطنة فإنه ينتظر من قطاع النقل العام أن يلعب دورا محورياً في التقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي في ظل استمرار نمو الكثافة السكانية بالمناطق الحضرية والذي يأتي نتيجة للازدهار الاقتصادي والصناعي في السلطنة، ومع هذا التطور المثير فإنه يتحتم على كلا من القطاعين الحكومي والخاص استكشاف الفرص الناشئة والمتاحة وإيجاد استراتيجية مستدامة لنظام النقل العام المتكامل لمواكبة حالة التطور والإزدهار التي تشهدها البلاد في شتى النواحي.