أداء رائع وعطاء متواصل أمام كوستاريكا وتراجع مخيف في لقاء اوروجواي
الأخطاء الدفاعية (البدائية) لم تجد الحلول ... و (لوجوين) يحمل نفسه المسؤولية
الفارق الزمني (القصير) لم يسعف لاعبينا والعامل البدني بحاجة إلى تدخل سريع
(الحبسي) مطالب باستعادة مستواه قبل فوات الأوان
و(التركيز) ينقص خطوطنا الخلفية !!
الجماهير (غاضبة) وتطالب برحيل المدرب بعد الخسارة رغم اقتراب منافسات خليجي 22 !!
قراءة ـ صالح بن راشد البارحي :
أنهى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مرحلته قبل الأخيرة من مراحل إعداده لخليجي 22 التي ستقام بالرياض خلال الفترة من 13 وحتى 26 نوفمبر القادم بوجهين مختلفين ... حيث ظهر بوجه إيجابي رغم الخسارة في لقاء الجمعة الماضي أمام كوستاريكا في مجمع صحار ... فيما ظهر بوجه شبه سلبي في لقاء أمس الأول أمام اوروجواي في مجمع البريمي ... على الرغم من أن النتيجة النهائية للقائين هي الخسارة في كليهما ... فيما لم يتبق للجهاز الفني لمنتخبنا سوى 28 يوما فقط للوقوف على المستوى الفعلي للأحمر قبل التوجه إلى الرياض لمزاحمة إخوانه في البطولة على لقبها الذي تذوقنا طعمه مرة واحدة في السابع عشر من يناير 2009 من ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في أمسية النبض الواحد التي لا تزال عالقة بالأذهان حتى يومنا هذا بأدق تفاصيلها المثيرة الممزوجة بأجمل لحظات الفرح على وجوه لاعبي ومحبي الكرة العمانية على الإطلاق ... فهل يا ترى سيكون الوقت كافيا للعودة للشكل الفعلي للأحمر !!!
كلمة حق
في البداية دعونا نعطي كل ذي حق حقه بعيدا عن مبدأ الفوز والخسارة .. وبعيدا عما جنيناه في نهاية المباراتين الوديتين أمام كوستاريكا والاورجواي ... فباعتقادي بأن كلمة حق يجب أن تقال في شأن الإتحاد العماني لكرة القدم على قدرته على توفير مباراتين وديتين على طراز رفيع ... فليس من السهل الحصول على مواجهتين دوليتين ناريتين في هذا التوقيت الذي تكون خلاله مثل هذه المنتخبات مطلب هام للمنتخبات الأخرى ... حيث إن توفير مباراة أمام كوستاريكا والاوروجواي خلال أيام الفيفا يعني تاريخا كبيرا للمنتخب العماني ... ويعني استفادة فنية مبتغاه ومتوقعه من اللقائين أيا كانت النتيجة ... ويعني أن عشاق هذين المنتخبين في كافة أنحاء العالم سيكونون متابعين لأدق تفاصيل الحدث ... مما يعني وصول اسم المنتخب العماني ولاعبيه وسمعة الكرة العمانية إلى اقصى دول العالم بطبيعة الحال ... لذلك فإنه من واجبنا أن نثني على مثل هذه المباريات لمنتخبنا باجتذاب منتخبات عالمية لها من الصيت والسمعة الكثير ... ومن هنا فإنني أقولها (شكرا) للاتحاد العماني لكرة القدم على سعيه في أن لا تخرج أيام الفيفا دون تحقيق الهدف المنشود منها ... وهذا ما تحقق آملين أن يتواصل جلب مثل هذه المنتخبات في المراحل القادمة لاستعدادات منتخبنا ... فالفائدة المرجوة منها ستتحقق في نهاية المطاف أيا كانت النتيجة .. وهذا ما نسعى له في المقام الأول .
الفارق الزمني
وجهة نظر أخرى تقول بأن الجهاز الفني أو الإتحاد العماني لكرة القدم لم يوفق في اختيار منتخبين بهذه القوة ليواجها منتخبنا خلال (72) ساعة فقط ... وكان من الأولى أن يلعب منتخبنا لقاءه الأول أمام كوستاريكا أو الاورجواي فيما يلعب اللقاء الثاني أمام منتخب قريب من منتخبنا في العطاء والمنافسة وليس بتلك القوة التي يملكها المنتخبان ... وذلك من أجل الاستفادة من أيام الفيفا أولا وإعطاء فرصة لمشاهدة وجوه أخرى في تشكيلة المنتخب في اللقاء الثاني على أقل تقدير أو عدم تعرض منتخبنا للإحراج الذي تعرض له في لقاء الاوروجواي على وجه التحديد نظرا لهبوط العامل البدني في مواجهة منتخب عالمي في ظرف زمني قصير وهو الامر الذي ساهم في مشاهدة منظر قلما نشاهده في تاريخ العمانية على الإطلاق سواء من خلال الأداء الذي تراجع أو من خلال ردة فعل الجماهير تجاه لوجوين أو القلق الذي بدأ يساور أغلب محبي المنتخب العماني بنهاية مباراتنا امام اوروجواي ... لذلك جاءت الاستفادة منقوصة للغاية إن لم تكن سلبية في كافة تفاصيلها باللقاء الثاني .
ومن يذهبون في هذا الاتجاه بوجهة نظرهم هذه هم محقون تماما ، حيث إننا لم نصل إلى تلك الدرجة من الجاهزية والاحترافية في كرتنا المحلية حتى نواجه منتخبين عالميين قالا كلمتهما القوية في مونديال العالم بالبرازيل 2014 في ظرف زمني قصير ، فالفوارق الفنية كبيرة والخبرة الميدانية أكبر والمستوى الفني الذي يقدمه هؤلاء اللاعبون في أنديتهم المختلفة عالميا والمنافسة تختلف كليا عما عليه دورينا المحلي بطبيعة الحال .
أداء رائع ونتيجة مقبولة
الاداء الذي قدمه منتخبنا في مواجهة المنتخب الكوستاريكي مساء الجمعة الماضي بمجمع صحار جاء رائعا للغاية رغم النقص في القائمة الاساسية للأحمر بغياب عناصر اساسية مثل محمد المسلمي في قلب الدفاع وعبدالعزيز المقبالي في خط المقدمة وحسن مظفر في الظهير الايسر ... حيث كان منتخبنا الافضل بأرضية الميدان طيلة المباراة إن جاز لي التعبير إلا دقائق معدودة ساهمت فيها خبرة المنتخب الضيف فقط لا غير .... وعلى الرغم من الخسارة التي تلقاها منتخبنا في تلك الامسية (3/4) إلا أن الجميع خرج راضيا عن اداء اللاعبين رغم الظروف ورغم مواجهة منتخب أحرج الجميع في مونديال البرازيل ... وجاءت النتيجة النهائية للوسط الرياضي مقنعة إلى حد بعيد مقارنة بعوامل كثيرة أبرزها خبرة المنافس والقيمة الفنية للاعبيه إضافة إلى اخطاء لاعبينا في الشق الخلفي التي كانت واضحة للعيان دون حاجة إلى تفنيد ...
في هذه المباراة ... استعدنا الكثير من ملامح منتخبنا الذي نعرفه ونتمنى أن نراه وأولها (هويته) المعروفة عن عطاء منتخبنا في الشق الهجومي على وجه التحديد ... فأظهر الحوسني والسيابي وقاسم ورائد وعيد براعة في تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة على مرمى المنافس ... وأظهر (كانو) براعته في التعامل مع نجوم عالميين رغم افتقاده لمساند له في الشق الدفاعي ... فسجل منتخبنا ثلاثة أهداف كلها مرسومة بطريقة جميلة ... وهو ما كان منتخبنا يعمل عليه في سنوات مجده السابقة وبالتحديد في بطولات كأس الخليج ... وهو الأمر الذي طمأن الجهاز الفني والمتابعين على قدرة منتخبنا في المنافسة على إحدى بطاقتي الصعود للمرحلة الثانية في خليجي 22 أولا والدخول في منافسة على اللقب ثانيا ... حيث ظهرت إيحاءات بذلك في ساحة الميدان ...
وفي هذه المباراة أيضا ... اكتشفنا بأننا ما زلنا نعيش في مرحلة الأخطاء الساذجة والبدائية في الخطوط الخلفية ... فهي التي كلفتنا (4) أهداف لم تأت من جهد كبير للمنتخب الكوستاريكي وإنما جاءت من هدايا وعطايا من مدافعينا وحارس مرمانا الذي ما زلنا ننتظر عودته لمستواه الحقيقي الذي عرف عن أحد ابرز حراس المرمى بالخليج والفائز بهذا اللقب (4) مرات حتى الآن ... حيث لم يتعرض منتخبنا لأي تهديد قوي مثلما حدث لمرمى المنتخب الضيف ... إلا أن عبدالسلام عامر وعلي الحبسي وسعد سهيل وجابر العويسي فضلا إكرام الضيف القادم من مسافة بعيدة فأحسنوا ضيافته بأهداف أربعة لم تكن لتدخل لولا سذاجة التعامل مع معطيات المباراة في الشق الخلفي بطبيعة الحال ..
وفي هذه المواجهة كذلك ... استعدنا ثقتنا بأنفسنا أكثر عن ذي قبل ... فمن الصعب جدا أن نرى منتخبنا يعود للمباراة في ردة فعل واضحة في الفترات السابقة ... حيث أن تخلف منتخبنا في مباراة ما بهدف فإننا نعاني من صعوبة بالغة في العودة للمباراة بتعديل النتيجة أو قلبها خاصة في السنوات التي أعقبت خليجي 17 على وجه التحديد ... إلا أن تسجيلنا لثلاثة أهداف في مباراة كوستاريكا رغم تأخرنا بنتيجة 1 / 4 في توقيت مبكر من الشوط الثاني هو أمر يحسب للاعبين وحماسهم وثقتهم بأنفسهم ومن وراؤهم الجهاز الفني الذي عاد لطريقة اللعب التي يجيدها لاعبونا (حاليا) من خلال الإمكانيات المتوافرة لديهم ... وهو امر أعطانا مؤشرا جيدا في أننا نمتلك مجموعة من اللاعبين ستكون حاضرة لتحقيق مبتغانا في قادم الوقت متى ما سمح لها لوجوين بالكشف عن مكنوناتها بعيدا عن التحفظ الذي كان يسير عليه في سابق الوقت والذي ساهم في عدم ظهور منتخبنا بالشكل المأمول رغم تحقيقه لعديد الانتصارات بعهده ...
وبنهاية المباراة هذه ... كسبنا أمرا آخر وهو ثقة الجماهير بمنتخبها بعد أن كانت ساخطة عليه في لقائي ايرلندا وكسوفو الماضيين في المرحلة الثالثة للإعداد ... فشجعته من بداية اللقاء وحتى نهايته غير آبهة بالتأخر الكبير في النتيجة ... وحتى بنهاية المباراة صفقت له كثيرا ... فقد قدم لها مستوى متميزا لا غبار عليه ... وأعطاها مؤشرا جيدا في أن الاحمر عائد للأجواء بعد أن دخل لاعبوه منافسات الدوري واستعادوا شيئا من عافيتهم بمرور الوقت ... فحدثت نفسها بأن القادم بدءا من مباراة الاوروجواي أفضل وأجمل وسيكون حافزا للأحمر ولاعبوه قبل خوض خليجي 22 إن شاء الله تعالى ... فكانت علامات الرضا والابتسامة حاضرة على وجوه أغلب الحضور وهو ما رفع من اسهم اللاعبين المعنوية قبل مواجهة تأكيد الأفضل أمام اوروجواي بالبريمي رغم التحفظ الكبير على تلك الاخطاء القاتلة التي كلفت مرمانا رباعية كنا في غنى عنها لو حضر التركيز والتمركز الصحيح للخط الخلفي لمرمى منتخبنا .
اعتراف لوجوين
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة منتخبنا أمام كوستاريكا تحدث بول لوجوين مدرب منتخبنا قائلا : أكره الخسارة ولكن رغم ذلك لعبنا بشكل جيد وارتكبنا بعض الاخطاء الفادحة وتلقينا 4 اهداف ، صحيح خسرنا ولكننا في الطريق الصحيح ، ولا ننسى إننا لعبنا أمام منتخب كبير وهو كوستاريكا قدم الكثير في كأس العالم ، ودائما نود ايجاد الحلول وخاصة الربط بين الدفاع والهجوم وهذا ما نطمح له بإيجاد التوازن بالفريق .
واضاف : أنا مدرب وهذه خياراتي والتشكيلة المناسبة لكل مباراة ، صحيح هاني لم يلعب ولكنني سأظل أتابعه في المباريات القادمة ، وفضل اللعب بمحمد السيابي وعماد الحوسني خاصة وأنهم لم يلعبوا فترة طويلة ، وسأحاول في مباراة الاوروجواي أن ألعب بذات الطريقة حتى أحقق المطلوب منها ، وأنا أتحمل المسؤولية شخصيا بالنسبة للخسارة ويبقى علي الحبسي الحارس رقم واحد في عمان وأتمنى أن يلعب اساسيا في فريقه حتى يستعيد مستواه ، وعودة المسلمي ستشكل قوة للدفاع وسأبحث عن لاعب واحد على الاقل في خط الدفاع ، وفي تصفيات آسيا تلقينا هدفا واحدا فقط وهو نجاح للخط الدفاعي بالنسبة لنا ، وعندنا لاعبين مجيدين يلعبون كرات ثابتة مثل حسين الحضري لكن في البداية لا بد أن نلعب بأحد عشر لاعبا اساسيين ، وانا أتابع كل مباريات الدوري عن قرب واستدعاء محسن جوهر يعني خروج لاعب من هو اللاعب الذي ترشحه للخروج من القائمة .
المتتبع لما قاله بول لوجوين في هذا المؤتمر يدرك بأن الرجل قد وضع يده على مكامن الضعف في منتخبنا بنهاية هذا اللقاء ، وبأنه يتحمل المسؤولية ، وبأن عودة المسلمي لخط الدفاع ستشكل قوة اضافية ......... إلخ ، فسكت الجميع على أمل أن نرى ذلك جليا في لقاء الاورجواي القادم .
العودة للوراء وخسارة المغانم
عندما أطلق الحكم صافرة لقاء منتخبنا مع نظيره الاورجواي مساء أمس الأول من ساحة مجمع البريمي كان الجميع يمني النفس بأن يرى استكمالا لما أنهى عليه منتخبنا مباراته أمام كوستاريكا بمجمع صحار رغم الخسارة في تلك الامسية الجميلة ... خاصة في ظل اكتمال صفوف الفريق بعد تشكيلة مكونة من علي الحبسي ومحمد المسلمي وعبدالسلام عامر وسعد سهيل وعلي البوسعيدي ورائد ابراهيم وقاسم سعيد وعيد الفارسي واحمد كانو وعبدالعزيز المقبالي وعماد الحوسني وهي التشكيلة الانسب في الوقت الراهن بناء على معطيات كثيرة وضعها لوجوين في تنفيذ طريقة اللعب التي عاد إليها مجددا ، إلا أن الافضلية لم تذهب لأي طرف على حساب الآخر وغابت الفرص الخطرة للتسجيل رغم أن عيد الفارسي كان من الممكن أن يفعلها بعد أن ارتدت تسديدة عماد الحوسني له في الدقيقة (6) من بداية المباراة ، ومع مرور الوقت أحسسنا بأمر غير صحي في عطاء منتخبنا زاد مع كثرة الاخطاء الفردية خاصة فأعطت مؤشرا بأن الوضع سيزداد سوءا في قادم الوقت ، على الرغم من أن النتيجة النهائية للشوط الاول كانت سلبية للطرفين اداء ونتيجة مع تحكم أكثر بالكرة في شأن المنتخب الضيف .
الشوط الثاني وضح عليه ضياع ملامح منتخبنا تماما ، فتاهت الخطى ، وذهب ما شاهدناه في لقاء كوستاريكا أدراج الرياح ، فعادت الاخطاء الدفاعية المشتركة مع حراسة المرمى في الظهور فتلقى منتخبنا هدفين بذات الطريقة وهي الكرات الطويلة خلف المدافعين قبل أن يتعامل معها سواريز بخبرة تامة بتسجيل زيارتين لشباك الحبسي في مشهد تكرر وحذرنا منه في مباراة كوستاريكا ، فيما جاءت رصاصة الرحمة في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء عن طريق رودرجيز اللاعب البديل الذي كان خير خلف لخير سلف ، فيما كان الاداء باهتا تماما في هذا الشوط واكتفينا بالجري خلف لاعبي الاورجواي بعد أن فقدنا شخصية الفريق المنافس بتغييرات رئيسية وبوقت واحد ضاعت معه كل الملامح بصريح العبارة .
نتيجة ألقت بظلالها كثيرا على مسيرة منتخبنا في قادم الوقت ، وأعادت الحيرة والقلق لجماهير الاحمر مجددا بعد أن بدأت تتلاشى في لقاء كوستاريكا ، فلا يفصلنا سوى (28) يوما عن خليجي 22 هناك في الرياض .
وضع مقلق
مغانم كثيرة جنيناها في لقاء كوستاريكا المثير ... لكننا فقدناها في لقاء الاوروجواي مساء أمس الأول ... فلم نجن من هذه المباراة أمام الاورجواي سوى الشهرة للمنتخب الوطني ... ولم نجن سوى صور كثيرة التقطتها الجماهير العمانية مع عملاق أتليتكو مدريد ونجم برشلونة الجديد (سواريز) ... فما صفقنا له في مجمع صحار ... تحول إلى سخط في مجمع البريمي والفرق (72) ساعة فقط عن هاتين الحالتين ...
حيث لم يظهر منتخبنا بذات الشكل الذي رأيناه في لقاء كوستاريكا ومن بداية المباراة وهذا ربما يعود إلى العامل البدني الذي حذرنا منه بأنه لن يخدم الجهاز الفني في لقاء الاوروجواي ... وهو ما سنتجاوزه عنوة لإعطاء مبرر حول تراجع عطاءات منتخبنا في الشوط الثاني على وجه التحديد ... إلا أن التأكيدات التي تحدث عنها لوجوين بأنه سيعالج الأخطاء الدفاعية التي تسببت في اهداف كوستاريكا لم نشاهدها في اللقاء ... فبقت ذاتها وتلقت شباكنا ثلاثية جديدة كادت تتضاعف رفعت العدد إلى (7) أهداف في لقائين ... فبالتالي لم نجن ما وعدنا به من الأساس ... في حين خسرنا (ود) الجماهير المحفزة قبل فترة وجيزة من المشاركة الرسمية وهي التي تعشمت خيرا بعد لقاء كوستاريكا ... فبالأمس القريب لم نجد تلك الوقفة الجماهيرية المساندة والتي كانت إحدى مقومات منتخبنا في مسيرته سابقا ... كما أن اصابة محمد المسلمي وخروجه من ارضية الملعب جاءت في وقت صعب للغاية وهي إحدى عوامل القلق الذي ينتابنا في الوقت القادم ... ناهيك عن ردة فعل الجماهير العمانية تجاه الجهاز الفني ومحاصرتها له مطالبة إياه بالتنحي عن قيادة منتخبنا وهو امر لم يحدث كثيرا ونادرا أن نشهده في السلطنة ... وهو ما يشير إلى أن الوضع الحالي بحاجة إلى تدخل سريع من كافة المعنيين بالأمر حتى لا نصل إلى خليجي 22 ونحن في قمة الإحباط الذي عانيناه قبل التوجه إلى اليمن بخليجي 20 والخروج من الدور الأول وبعدها خليجي 21 بالبحرين والخروج من الدور الأول كذلك ... فقد آن الأوان أن نتهيأ للقادم بشكل افضل عما نحن عليه الآن وإلا !!!
مطلب هام
نترك ما حدث في مجمع البريمي جانبا ... ونبدأ في شحذ الهمم سريعا ومن كافة الجوانب ... فالتاريخ القريب يقول بأن أحد كبار آسيا العشرة يذهب للمشاركة بخليجي 22 بالرياض ... وهو الذي توج باللقب 2009 ... وهو الذي وصل للمرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال آسيويا ... وهو الذي صعد إلى نهائيات آسيا قبل نهاية التصفيات بجولتين ... وهو الذي لم يلج شباكه سوى هدف واحد في (6) مباريات ... وهو الفريق الأكثر استقرارا في شأن الجهاز الفني الذي دخل العام الرابع مع الاحمر العماني مقارنة بمدربي الخليج ... وهو الذي يأمل في العودة إلى مستواه الفعلي عبر البطولة الخليجية الأشهر ..
لذلك ، فقد بات على الاتحاد العماني لكرة القدم الجلوس عاجلا عبر لجنة المنتخبات واللجنة الفنية مع الجهاز الفني لمناقشته عن كافة الأخطاء التي وقع فيها ، وكذلك معالجتها بالوقوف معه جنبا إلى جنب ، بالاضافة إلى إيجاد بدائل مناسبة لبعض الأسماء التي بدأت تنكشف تماما بأن ما لديها لن يشكل اضافة جديدة لطموحات منتخبنا ، في حين نأمل من الجماهير الوفية والوسط الرياضي مزيدا من الدعم والتحفيز مع الاعتراف بأن هناك جوانب قصور واضحة في عمل الجهاز الفني الذي لا زال يتعلل بالأخطاء الفردية وبأن الوقت القادم سيشهد حلا لها ولكن ذلك لم نره إطلاقا سوى في تصاريح الخواجه بول لوجوين الذي عجز عن التعامل مع الفارق الزمني بين المباريات التي تقام على مدار (72) ساعة ولكم في مباريات خليجي 21 خير دليل بعد بداية (سلبية) وباهته أمام البحرين ثم خسارة أمام قطر وأخرى أمام الامارات والخروج من الدور الأول في بطولة كان الجميع يراهن على أن الاحمر العماني هو فارسها بعد أن حافظ على ثلث من لاعبيه الخبيرين في تلك البطولة مقارنة بالمنتخبات الخليجية ...
الوقت يمر ... والاستحقاقات الرسمية تقترب ... وبول لوجوين ما زال يراهن على قناعاته رغم الدلائل والإرهاصات المتوالية ... فما هو القادم يا ترى !!!