القدس المحتلة – وكالات : وصل الى قطاع غزة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون صباح امس الثلاثاء، في زيارة استغرقت عدة ساعات. حيث بدأ بزيارة تفقدية للقطاع . وقام كي مون بجولة تفقدية في حي الشجاعية شرقي غزة للاطلاع على حجم الدمار فيها عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 50 يوما في يوليو وأغسطس الماضيين. واجتمع مع الوزراء في حكومة الوفاق الفلسطينية المقيمين في قطاع غزة. وعقب الاجتماع أكد الامين العام للامم المتحدة على ضرورة رفع الحصار الاسرائيلي بشكل كامل عن قطاع غزة وتسريع إعماره. فيما اكد في ان رواتب موظفي غزة في طريقها الى الحل. في حين ، أعلنت سند (الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية سابقا)، الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمار الفلسطيني في القطاع الإنشائي، أنها أدخلت عددا من الشاحنات المحملة بالإسمنت إلى قطاع غزة، بعد موافقة الجانب الإسرائيلي على إدخال كميات محددة عبر معبر كرم أبو سالم.
وأعرب كي مون عن تضامنه مع سكان قطاع غزة، وقال إنه جاء برسالة أمل وتضامن من أجل مستقبل واقتصاد أفضل. وأشار إلى بدء توريد مواد البناء إلى قطاع غزة من إسرائيل قائلا "دعونا نبني غزة إلى الأفضل، وكل شخص يستطيع أن يعيش في سلام وطمأنينة". ولفت إلى تعهد الدول المانحة في القاهرة أول أمس تقديم مبلغ 4ر5 مليار دولار يخصص نصفها لصالح إعمار غزة، معتبرا ذلك "رسالة قوية وهامة من العالم لبناء فلسطين وغزة ". ودعا بان كي مون الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات ومناقشة المشاكل الحيوية، وإلا سيعود " العنف" إلى المنطقة مرة أخرى.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة ان الدفعة الأولى من رواتب موظفي غزة المدنيين في طريقها إلى قطاع غزة. وأضاف كي مون في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس حكومة التوافق زياد أبو عمرو بمقر مجلس الوزراء في غزة " لا يمكن حل مشاكل قطاع غزة دون النقاش في جذورها مع رفع الحصار المفروض عنه". و تألم كي مون لحجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة، مؤكدا إنه يحمل رسالة أمل لسكانه، حيث أن إسرائيل بدأت تفعيل الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والسلطة والمنظمة الدولية الخاص بتوريد مواد البناء إلى القطاع. حيث أن الدمار الذي شاهده في غزة يفوق الوصف وأكثر من الذي رآه في زيارته الأولى لغزة في أعقاب حرب 2008-2009 . وعن لقائه بنائب رئيس الحكومة زياد أبو عمرو قال كي مون "لقائي اليوم بوزراء حكومة الوفاق يعطيني الإحساس بأن فلسطين واحدة" . من جانبه قال نائب رئيس الحكومة زياد أبو عمرو أنه بحث ووزراء حكومة الوفاق مع الأمين العام قضايا الإعمار وعمل المعابر وإدخال المواد اللازمة بالسرعة المطلوبة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع، وسبل تحسينها من خلال تسهيل حركة البضائع من غزة إلى الضفة والعكس والى الخارج. وأكد أبو عمرو أن الحصار على القطاع هو الذي يتسبب بضائقة القطاع الاقتصادية، داعيا الامم المتحدة على إيجاد ضمانات بألا يقوم الاحتلال بتدمير ما سيتمر اعماره في القطاع. وزار بان كي مون بعض المناطق المدمرة شرق غزة اضافة الى عدد من مشاريع الامم المتحدة بغزة واحدى مدارس اللاجئين. وكانت وزارة الداخلية أكدت أن الأجهزة الأمنية بغزة أجرت الترتيبات اللازمة لتأمين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة . ونشرت الاجهزة الامنية عددا كبيرا من عناصرها في المناطق التي يصلها بان كي مون لتأمين حمايته.
من جانب اخر ، قال المدير التنفيذي لـ الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية سابقا ( سند) لؤي قواس "تم إبلاغنا أن الجانب الإسرائيلي وافق على إدخال ما يقارب 15 شاحنة محملة بالإسمنت، عبر معبر كرم أبو سالم، وتم إرسال الشاحنات بشكل فوري إلى المعبر لإدخالها للقطاع فور السماح لنا بذلك " .وأشار إلى أن الشركة كانت أرسلت في وقت سابق من الأسبوع الماضي إسمنتا يعادل حمولة 30 شاحنة، أي 1200 طن من الإسمنت، بعد ورود أنباء عن نية الجانب الإسرائيلي السماح بإدخال الإسمنت إلى القطاع، لكن ذلك لم يتم، ما اضطر الشركة إلى تخزين الكميات في مخازن قريبة من معبر كرم أبو سالم لإدخالها لحظة السماح بذلك'. وأضاف قواس" كانت هنالك تحركات جارية واتصالات مكثفة من قبل الجانب الفلسطيني والأمم المتحدة لإدخال الإسمنت ومواد البناء إلى قطاع غزة، وتم إبلاغنا بذلك منذ صباح امس ، وبناء على ذلك تحركنا بشكل فوري لضخ الإسمنت إلى القطاع الذي لم نتمكن من تزويده في السابق بالإسمنت بسبب المعيقات الإسرائيلية " . وأوضح أن الشركة على أتم الاستعداد لتلبية احتياجات القطاع الأساسية من الإسمنت فور السماح بعملنا في قطاع غزة.' مشيرا إلى أن 'الشركة قامت بالتواصل مع عدة أطراف موردة لمادة الإسمنت في كل من الأردن وتركيا وإسرائيل، حيث تم إبرام بعض الاتفاقيات مع الجانب الأردني لضمان توريد الإسمنت الأردني في أقرب فرصة للقطاع" .