صنعاء ـ وكالات: نفى عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية علي القحوم امس الثلاثاء سيطرة المسلحين الحوثيين على مدينة الحديدة غرب اليمن. وقال القحوم لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن هناك بعض الأطراف التي تسعى لنشر الفتن وجر اليمن إلى مربع العنف، موضحاً أن من يتواجد في مدينة الحديدة في الوقت الراهن هم أبناؤها الذين يسعون لحماية أرضهم من أي مخاطر قد تحدث. وأضاف :"هناك من يتحدث أننا استولينا على ميناء الحديدة سعياً منا للسيطرة على باب المندب"، مضيفاً :"وزارة الدفاع والداخلية قد أكدتا عدم صحة تلك الأخبار فلماذا لا يزال الإعلام ينشر تلك الأقاويل". واشار القحوم إلى أن تلك الأخبار توالت بعد قيام عدد من المواطنين بتفتيش منزل اللواء علي محسن الذي لاذ بالفرار من مدينة صنعاء ، وقال :"كانت هناك بعض الشكوك بتواجد محسن في منزله بالحديدة وتم تفتيشه فقط". وأكد القحوم أن هناك تهديدات لاستهداف بعض المواقع الاستراتيجية في الحديدة، وهذا ما جعل مواطنيها يقفون بجانب الجيش لحماية أرضهم. وقال :"هناك سيناريو خارجي واضح لتنزلق اليمن وتصبح مثل العراق وسوريا لذلك فان الشعب اليمني مسؤول عن صد أي مخططات خارجية وهذا ما يحصل في الوقت الراهن". وكان مسلحو أنصار الله الحوثية سيطروا أمس على البوابة الخارجية لميناء الحديدة وحاولوا الدخول إليها ثم انسحبوا وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على احد مخازن السلاح في المحافظة بحسب مصادر محلية. واكدت مصادر امنية امس الثلاثاء ان الحوثيين سيطروا على المدينة الاستراتيجية من دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية. وتقع الحديدة على مسافة 230 كيلومترا الى الغرب من صنعاء ويقطنها اكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن بعد مدينة تعز في وسط اليمن. وتذكر السيطرة على الحديدة بسيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر من دون مقاومة تذكر من السلطات، اذ سيطر المسلحون على القسم الاكبر من مقار الدولة من دون مواجهات وفي ظل وجود تعليمات من عدد من الوزراء بعدم مقاومة الحوثيين. واكدت مصادر عسكرية وامنية ومحلية متطابقة ان الحوثيين بدأوا عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها. وقال مصدر امني ان مسلحي الحوثيين "يتمركزون في المرافق الحيوية، المطار الميناء وغيرها". وبحسب المصدر، سيطر المتمردون صباح امس الثلاثاء على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية حيث "قتل احد الحراس". وافادت مصادر محلية وشهود عيان ان المسلحين اقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا بجانب النقاط الامنية الرسمية التي بقيت في مواقعها. كما ذكرت مصادر محلية ان المسلحين اقتحموا الاثنين منزل القائد العسكري المعادي للحوثيين اللواء علي محسن الاحمر. وقبل الانطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزنا للاسلحة تابعا للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل ان يبدأوا تقدمهم. وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، وضع الحوثيون نصب اعينهم مؤخرا هدف السيطرة على ميناء الحديدة حيث اتخذوا قبل اكثر من اسبوعين مقرا لهم. وقال مسؤول عسكري قريب من انصار الله في وقت سابق ان "الحديدة مرحلة اولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب" على مدخل البحر الاحمر وخليج عدن. على صعيد آخر، يسعى الحوثيون الى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط . وأكد مصدر قبلي "وصول مسلحين حوثيين الى مأرب جوا من مطار صنعاء". وفي الجنوب، تظاهر عشرات اللآلاف من انصار الحراك الجنوبي في ساحة العروض في عدن لاحياء الذكرى 51 لثورة 14 اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني ولاطلاق اعتصام قد يكون مفتوحا للمطالبة بالانفصال واستعادة دولتهم السابقة التي كانت مستقلة حتى العام 1990. ووصل انصار الحراك الجنوبي من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت الى عدن استجابة لدعوة اطلقتها قيادات فصائل في الحراك الجنوبي حاملين شعارات مطالبة بالانفصال ومناهضة للوحدة مع الشمال. وشوهدت مئات السيارات تصل من المحافظات الاخرى في شوارع عدن وهي تتجه نحو ساحة العروض. ورفع عشرات الآلاف في ساحة العروض اعلام الدولة الجنوبية السابقة. ويرى جنوبيون كثر ان ما تشهده صنعاء منذ سيطرة المسلحين الحوثيين على مقرات عسكرية وامنية ومؤسسات حكومية وعدم قيام اجهزة الدولة بالدفاع عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة. ومن جهته، شدد رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم على ضرورة فرض المطالب الجنوبية في هذا الوقت، كما دعا الجنوبيين في المنفى الى العودة الى اليمن. وقال باعوم في كلمة وزعها بالمناسبة وحصلت عليها إن "هذه الحشود ... المرابطة في ساحة الحرية ... منذ مساء امس الاثنين قد عقدت العزم على الحسم للنضال السلمي المتواصل من سنوات لتفرض اليوم الفعل الثوري الثابت على الأرض وللتأكيد على حق شعب الجنوب الشرعي الجدير اليوم باهتمام المجتمع الدولي بموجب جميع الأعراف والمواثيق الدولية". من جانبه، قال نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض في كلمة له بالمناسبة "ان كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على إنها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة فلابد لنا من المسارعة بالاستفادة من تلك المتغيرات ومن المستجدات الحالية وأن نكون جميعا عند مستوى المسؤولية". الى ذلك، قتل قائد كتيبة في الجيش اليمني واصيب اربعة من مرافقيه في ضواحي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الجنوبية، في هجوم يحمل بصمات القاعدة، بحسبما افاد مصدر امني. وذكر المصدر ان المهاجمين اعترضوا مركبة الرائد محمد الشولحي واردوه قتيلا قبل ان يلوذوا بالفرار. من جانبه، قال نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض في كلمة له بالمناسبة "ان كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على إنها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة فلابد لنا من المسارعة بالاستفادة من تلك المتغيرات ومن المستجدات الحالية وأن نكون جميعا عند مستوى المسؤولية". واكتفى عناصر الشرطة والجيش بالمدينة بتفتيش بعض المركبات القادمة من محافظات اخرى بحسب مصدر أمني. وذكر المصدر ان قوات الأمن لم تستحدث أي نقاط جديدة رغم الحشود الكبيرة المشاركة في التجمع. من جانب اخر اكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء محمود الصبيحي ان "قوات الجيش والامن لن تعترض سير فعالية مليونية 14 اكتوبر بل على عكس ذلك ستسعى ?جل انجاح الفعالية وتنظيمها بشكل سلمي". وكشف الصبيحي عن معلومات قال انها "اكيدة" عن نية جماعات متصلة بالقاعدة لاستغلال الفعالية و"تنفيذ هجمات مسلحة تستهدف عدد من المنشآت عبر استخدام سيارات مفخخة". على صعيد اخر رحب مجلس الأمن الدولي بترشيح سفير اليمن في الأمم المتحدة خالد محفوظ بحاح لمنصب رئيس الوزراء في اليمن وهدد مجددا بفرض عقوبات على الذين يعرقلون العملية الانتقالية الديمقراطية فيه. وقالت سفيرة الأرجنتين بمجلس الأمن ماريا كريستينا بيرسيفال إن الدول الـ15 الأعضاء لم يتخذوا حتى الآن أي قرار لتحديد مفتعلي الاضطرابات في اليمن وفرض عقوبات موجهة ضدهم. وأضافت بيرسيفال - التي تترأس مجلس الأمن لشهر أكتوبر الجاري – أن المجلس «موافق على اعتبار إمكانية فرض العقوبات أمرا ملحا». وكانت السفيرة الأرجنتينية تتحدث بعد مشاورات مغلقة للمجلس حول الوضع في اليمن. وناقش مجلس الأمن الدولي مساء أمس في جلسة مشاورات طارئة ومغلقة التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية والخطوات المنجزة على صعيد العملية الانتقالية السلمية والتحديات التي تواجهها، وفقاً لوكالة "سبأ" الحكومية. واستمع مجلس الامن خلال الجلسة إلى تقرير مقدم من مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر، حول تقييمه للمستجدات على الساحة اليمنية ومستوى التقدم في العملية السياسية في ضوء زيارته الثالثة والثلاثين الى اليمن، والتي استغرقت ثلاثة أسابيع . وفي التصريحات التي أدلت بها رئيسة مجلس الأمن لوسائل الإعلام عقب انعقاد الجلسة، قالت إن أعضاء مجلس الأمن يعربون عن قلقهم الشديد حول التطورات الاخيرة، ويدينون ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية والتي تقوم بها او تتبناها القاعدة في جزيرة العرب. وأضافت: «كما يؤكد أعضاء مجلس الأمن عن اعتزامهم مجابهة هذا التهديد. وأعلنت رئيسة مجلس الأمن عن تأييد أعضاء المجلس القوي للرئيس عبدربه منصور هادي ولجهوده في تنفيذ بنود مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية. كما قالت إن مجلس الأمن أوصى بتنفيذ كافة بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية تماشياً مع مخرجات الحوار الوطني.