مسقط ـ الوطن
ودعت الساحة الثقافية العربية الأفريقية يوم أمس الأول المفكر العربي العماني الأصل علي الأمين المزروعي عن عمر يناهر 81 عاما تاركا وراءه سجلا حافلا بالإرث الثقافي المتنوع، حيث ولد في كينيا في عام 1933م .
وتشير المصادر أن المفكر العماني المزروعي الذي زار السلطنة في فبراير 2013م والتقى بعدد من المعنيين والمسؤولين، يعد من أهم أقطاب الفكر والثقافة في إفريقيا وخاصة في الدراسات الأفريقية. وقد عمل أستاذاً للإنسانيات ومديراً لمركز دراسات الثقافة العالمية في جامعة بنگامتن في بنگامتن، نيويورك. وتقول المصادر إن علي المزروعي لم يقصر رؤيته على إفريقيا فقط، ولكنه تعدى ذلك إلى نظرته إلى ما يحدث في العالم كله من تطورات سريعة وجذرية. وكان علي المزروعي شديد الانتقاد للحدود العشوائية التي قسمت أفريقيا إلى دول، ومن خلال رؤيته الإنسانية لم يكن المزروعي معجباً بالزعامات التي نشأت في الدول الأفريقية بعد الاستعمار.
ترك المفكر على المزروعي أكثر من عشرين كتابا أبرزها "نحو تحالف إفريقي" في العام 1967 وذلك في خضم الحرب الباردة وبزوغ أهمية العالم الثالث الذي اتجه جزء كبير منه نحو الاتجاهات الاشتراكية، وكذلك "المفاهيم السياسية للغة الإنجليزية" العام 1975 و"علاقات إفريقيا الدولية". وله مقالات عديدة في مجلات وجرائد عالمية من "النيويورك تايمز" إلى مجلة "التايم" إلى "الجارديان" وغيرها، كما . وفي العام 1986 أعدّ علي المزروعي للتليفزيون البريطاني سلسلة حلقات عن إفريقيا لاقت نجاحا كبيرا، كما شارك في إعداد الموسوعة الممتازة التي أصدرها اليونسكو تحت عنوان "تاريخ إفريقيا". لم يمكث علي المزروعي في كينيا إلا فترات قصيرة، إذ اختلف مع أنظمة الحكم فيها، ولذلك فضل الإقامة في الخارج.