[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
الذين أطلقوا انذارا حول خطط التحالف، يصرون على أنه قد يوسع خططه باتجاه الجيش العربي السوري اذا ما شعروا بفوزه المؤكد على الإرهاب في سوريا .. مخاوف عديدة يطلقها هؤلاء من الاتجاهات التي يتصورون حصولها في اي وقت، ويكاد يصل بهم الأمر إلى تأكيد صحة مقولاتهم وتصوراتهم.
الاجتماع الذي عقده أكثر من عشرين دولة من المتحالفين ضد "داعش" في واشنطن، يعتقد ان على طاولة كبيرهم خطة التدخل البري في العراق التي قد تتجاوزه ايضا إلى سوريا. لن يكون جديدا أمر معروف منذ اللحظات الأولى لفكرة التحالف .. فهي قد قامت على خطوات كل منها مختلفة عن الأخرى، ولا بد ان التدخل البري موصوف في اللائحة الرسمية التي وضعت عند الاتفاق على قيام ذلك التحالف.
كانت المرة الأولى في الدخول إلى العراق قائمة على تخليص العراقيين من صدام حسين، واليوم تخليصهم من "داعش".. كأنما الأول يشبه الثاني .. وكأنما خطر الرئيس العراقي الراحل، يتساوى مع خطر الإرهاب المعلن على جزء من الأراضي العراقية والمهدد لبقية اجزائها.
فعل الايحاء هذا يأخذ طريقه في التحول إلى فكرة، ثم إلى تنفيذ، وهو في الأصل موجود كما قلنا من بين عالم الخطط التي يرصدها الأميركي بعناية، ومن المضحك انه يجمع الحلفاء لمناقشة امر كهذا، لكنه في حقيقة الأمر يريد تحميلهم المسؤولية في قرار خطير يتضمن ارسال قوات لمقاتلة " داعش " في البر. بل ان الاميركي قد يرسل جنودا غير اميركيين في البداية حتى لا يشار إليه كقوة احتلال مرة أخرى، وعندما تعجز القوى المرسلة يتدخل لحظة المطالبة بتدخله. اصلا هو سمع من كثيرين، وربما من اهل الدار العراقي ان الضرب الجوي لا يفيد ولا يحسم ولا يغير من المعادلات على الارض .. ( بات ان تسمع اسرائيل ان طيرانها لم يعد له هيبته ولا قدرته على الحسم، وقد ثبت ذلك في اكثر من موقعة في لبنان وفي غزة).
يكاد بعض الاعلام يؤكد ان اللعبة كلها في اساس تكوين فكرتها، تقوم على العودة لاحتلال العراق بطريقة مؤدبة كأن يطلب هو احتلاله عبر كلمة تقديم المساعدة له في حربه ضد الإرهاب. فالذين اطلقوه عرفوا السبب الذي يجعلهم يقدمون خبرتهم الاحتلالية في بلاد الرافدين.لا سيما وان العراق، لم يحسن حتى الآن دفع الارهابيين عما هم موجودون فيه بالقرب من العاصمة بغداد. ثم ان مجرد وجود الطيران الاميركي في غارات يومية عملية احتلال مقنع لكلا البلدين العراق وسوريا .. والتخوف الذي يبديه الإيراني والروسي انطلاقا من هذه الفكرة هو في محله، ويعرف السوريون والعراقيون الصامتون على مضض، ان الخوف من نوايا الاميركي يظل هاجسا قائما لأن هذا الاميركي يتحدث عن فترة تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات للقضاء على "داعش" ويعلم الله اين سيكون هذا التنظيم الإرهابي خلال تلك السنين وما مدى تأثيره الفاعل في المنطقة لو ظلت الأمور محصورة في الجو. ثم هنالك في الولايات المتحدة من يتحدث عن ثلاثين سنة قادمة من الحروب ضد التنظيم الإرهابي، مما يعني ان فكرة البقاء الأميركي وتحالفاته ستظل قائمة خلال تلك المدة الطويلة، ومعها غاياتها غير النبيلة، ومشاريع مصالحها التي ستتوالى بعد حين، والمطالب التي ستأتي بعد كل تغير في الخطط.