[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]
أثار وصف رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني اتفاقية سايكس ـ بيكو بأنها طويت، وأن واقعا جديدا قد تشكل لا سيما بعد أحداث الموصل وتكريت وعزم القيادة الكردية الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق، ردود أفعال متباينة، لا سيما قلق قطاعات كبيرة من العراقيين الذين يعتقدون أن الإعلان المذكور ودعوات أخرى لتشكيل أقاليم ربما تؤسس لمرحلة جديدة قد تدخل العراق في متاهاتها ستؤدي حتما إلى تقطيع أوصال العراق على أساس عرقي وطائفي.
ويسود الاعتقاد أن استعدادات القيادة الكردية لإعلان استقلال كردستان عن العراق بلغت مراحلها النهائية، فالقيادة الكردية التي فتحت النار على حكومة المالكي واتهمتها بأنها تهيمن على القرار السياسي، وتسلب حق الإقليم وتنوي شراء أسلحة متطورة لوأد الحلم الكردي، ما زالت مترددة بالتعاطي مع حكومة العبادي وتراهن على ضعف المركز وأطرافه واتساع الدعم الدولي لكردستان لمواجهة "داعش" وتمدده، يضاف إلى ذلك عدم قدرة بغداد على ردع إقليم كردستان في سعيه لإعلان الدولة الكردية.
وحلم استقلال كردستان ـ كما ورد في تصريح رئيس الإقليم ـ كان رسالة للجميع مفادها أن القيادة الكردية هي بصدد إعلان الدولة الكردية بعد أن استكملت جميع اشتراطاتها على الأرض لا سيما إجراء الاستفتاء على هذه الخطوة التاريخية.
وإزاء ما يجري في العراق ولا سيما في كردستان والتهديد الذي يشكله "داعش" لحلم الاستقلال ودعوة البرزاني إعادة باتفاقية سايكس ـ بيكو، نقول:هل اشتراطات استقلال كردستان متوفرة حاليا؟ وهل هي دولة قابلة للحياة والاستمرار؟
الجواب ببساطة يكمن في الارتدادات المحتملة للحرب على "داعش" وما ستفرزه من نتائج على الأرض مستقبلا، فضلا عن موقف دول الجوار الكردي من الدولة الوليدة. كل هذه النتائج هي من يقرر مصير أي خطوة بهذا الاتجاه لأنها ستحرض أكراد سوريا وتركيا وإيران على حلم الاندماج بالدولة، وهذا بالوقت الحاضر مشكوك بتحقيقه رغم الدعم الدولي للقيادة الكردية في حربها لـ"داعش".
إن مراهنة الكرد على المظلة الدولية في سعيها لمشروعها الذي تعتبره قد طال أمده جاء في وقت انشغال القوى العظمى بملفات وأولويات تتقدم على المشكلة الكردية، وهي بالأحوال كافة سوف لا تعطيها أهمية، ما يضعها في دائرة الاستهداف. وما يعزز ما ذهبنا إليه الموقف الأميركي الذي جاء على لسان مسؤولين ومفاده أن واشنطن ليست مع الذهاب إلى خيار الاستقلال في الوقت الحاضر، ما يضعف الموقف الكردي بالسير بهذا الاتجاه لا سيما وأن بغداد ستقف ضد هذا المشروع.
ونختم بالسؤال: هل تستطع القيادة الكردية المضي بمشروعها رغم المخاطر التي تحيط بكردستان ودول الجوار وانشغال العالم بالتحشيد لوقف مخاطر تمدد "داعش"؟