واشنطن ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
كشفت الولايات المتحدة عن إجرائها محادثات خلال الأيام الماضية مع الأكراد السوريين، كما قالت أميركا إنها تضع العراق كأولوية في محاربة الإرهاب وسط تواتر أنباء عن تدريب مسلحين في سوريا على استخدام المقاتلات الحربية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤولاً أميركياً التقى في باريس ممثلين أكراداً ينتمون إلى حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال المصدر إن واشنطن لم تصل بعد إلى حد العمل على تسليح وتدريب فصائل كردية مسلحة، فيما استبعدت ألمانيا المشاركة في تسليح الأكراد.
وقالت جينفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: "أجرينا لبعض الوقت محادثات عبر وسطاء مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".
هذه المحادثات جرت مرة واحدة في إطار تنسيق الجهود لمحاربة المتطرفين، بحسب المتحدثة باسم الخارجية، لكنها لم تصل بعد إلى حد تدريب وتسليح واشنطن للمقاتلين الأكراد، كما لم تفصح عن موقف حازم من هذه القضية مستقبلاً.
من جانبهم يقول الأكراد إنهم زودوا الجيش الأميركي بإحداثيات مواقع مسلحي داعش في محيط بلدة عين العرب السورية المحاذية لتركيا. واعتبرت زيادة الضربات وفعاليتها في الأيام الماضية دليلاً على وجود تنسيق عسكري.
لكن جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون قال "ليست لدي أي تفاصيل، فيما يتعلق بالتنسيق على الأرض لأعلنها أو أتحدث عنها".
من جانبه أعلن ضابط أميركي كبير وجود مؤشرات "مشجعة" في الأيام الأخيرة في معركة السيطرة على مدينة عين العرب.
وأكد الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الوسطى المكلف إدارة الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده أميركا على مواقع داعش أن المؤشرات في عين العرب مشجعة ، مع إقراره بأنه ما زال "من الممكن جدا" أن تسقط المدينة في أيدي مسلحي التنظيم.
كما قال أوستن أمس الجمعة إن مكافحة تنظيم داعش في العراق يبقى "الأولوية" بالنسبة للولايات المتحدة، بينما تهدف الغارات الجوية في سوريا في المقام الأول إلى عرقلة خطوط إمدادات العدو.
وأوضح الجنرال أوستن الذي يشرف على حملة الغارات الجوية في العراق وسوريا أن "العراق مازال أولويتنا ويجب أن يبقى" كذلك.
وأشار الجنرال أوستن إلى أن مشاكل بسبب الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة منعت التحالف من تنفيذ كل المهام التي كان يريدها في العراق.
يأتي ذلك، فيما تواترت أنباء عن تدريب مسلحين في سوريا على الطيران، فيما تضاربت هذه الأنباء بين قيام عناصر من الجيش العراقي السابق بتدريب مسلحي داعش أو قيام الولايات المتحدة بتدريب عناصر مسلحة ممن تعتبرهم (معارضة معتدلة).
فقد قال ما يسمى المرصد السوري إن تنظيم داعش "أصبح يمتلك ثلاث طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ("ميج ـ 21" و"ميج ـ23".
واضاف "يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي (الذي تم حله) وهم عناصر من تنظيم داعش على تدريب المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية".
وذكر أن هذه التدريبات تجري "في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي.
ونقل المرصد عن سكان في حلب في شمال سوريا قولهم إنهم "شاهدوا طائرة على الأقل تحلق على علو منخفض في أجواء المنطقة بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما أنها ليست المرة الأولى التي يشاهد فيها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض".
لكن معلومات نقلتها قناة الميادين عن مصادر وصفت بـ(الموثوقة) قالت إن الولايات المتحدة تقوم بتدريب "طيارين من دول الشرق الأوسط" وإعدادهم كنواة سلاح جوي مقاتل يتخذ مهامه في الأراضي السورية التي تستطيع المعارضة المسلحة التحرك فيها بحرية خارج سيطرة الدولة.
وأضافت إن التدريبات تتم في حقل للرمايات تابع لسلاح مشاة البحرية في صحراء ولاية اريزونا بموازاة الحدود المشتركة مع المكسيك، يسمى بحقل باري غولدوتر لرمايات سلاح الجو للتدريب على عمليات قصف جو ـ أرض، باستخدام طائرات مقاتلة من طراز A-10.
ويجري تدريب وإعداد الأطقم المرشحة على مقاتلات بريطانية الصنع من طراز "سترايك ماستر،" التي قد يتم تسليمها لأطقم طيارين من المسلحين بسوريا في مرحلة لاحقة كجزء من سلاح الجو الذي يجري إعداده.
ويشرف على برامج التدريب طاقم من "المتعاقدين المدنيين مع وزارة الدفاع،" يمتلك الخبرة المطلوبة لقيادة تلك المقاتلات، وفّر خوذا وبذلات عسكرية لا تحمل علامات تحدد هويتها للمتدربين الطيارين "الشرق أوسطيين،" الذين يقومون بطلعات جوية مساندة للمقاتلات الأميركية، في المرحلة الحالية.