واشنطن ـ عواصم ـ وكالات: بدأت أسواق المال في العالم تتعافى نسبيا بعد يومين من التقلبات الحادة لكنها تبقى في دائرة الاهتزاز بسبب المخاوف التي ما زالت تحيط بالنمو العالمي، فيما عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تزايد الفروق الطبقية بين الأميركيين.
وكانت البورصات تمكنت من الحد من خسائرها بعد ظهر أمس الأول الخميس. وتعزز الهدوء أمس عندما سجلت مؤشرات البورصات الأوروبية ارتفاعا واضحا.
وارتفعت بورصة باريس بنسبة 1,50 بالمئة، وفرانكفورت 1,55 بالمئة ولندن 1,07 بالمئة ومدريد 1,63 بالمئة وميلانو 1,95 بالمئة.
أما سوق السندات فقد عاد إلى الهدوء إذ أن المستثمرين انشغلوا قليلا عن السندات التي تعد ملاذا مثل الدين الألماني.
واستفادت الدول الجنوبية في منطقة اليورو من الوضع إذ أن فوائد ديونها تراجعت بشكل كبير وخصوصا اليونان البلد الذي عاد إلى الواجهة في الأسواق في الأيام الماضية.
أما أسعار النفط التي سجلت تراجعا كبيرا في الأيام الماضية خلال المبادلات الأوروبية، فقد واصلت ارتفاعها الذي بدأ أمس الأول الخميس مستفيدة من عمليات شراء بأسعار منخفضة.
وفتحت أسواق النفط في نيويورك أمس على ارتفاع قدره 51 سنتا للبرميل الواحد للنفط المرجعي (دبليو تي آي) تسليم نوفمبر، ليبلغ 93,21 دولارا في سوق نيويورك للمبادلات (نيمكس).
وقال مات سميث من مجموعة شنايدر الكتريك "يبدو أن تراجع الأسعار حاليا توقف عند ثمانين دولارا لبرميل دبليو تي آي و82 للبرنت نفط بحر الشمال"، مشيرا إلى أن "السوق يستفيد من ارتفاع تقني طفيف".
ورأى خبراء من كوميرزبنك أنه "مع الانخفاض بمقدار 15 دولارا خلال أسبوعين ونصف الأسبوع، هذا النوع من التحركات العكسية ليس استثنائيا خصوصا أنه يتزامن بالنسبة لبرميل البرنت مع انتهاء عقود نوفمبر".
من ناحية أخرى قالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي جانيت يلين إنها "قلقة جدا" من التزايد المستمر للتفاوت الطبقي في الولايات المتحدة.
وقالت يلين في خطاب في بوسطن (ولاية ماساتشوسيتس شمال شرق) إن التفاوت في الدخل والثروة الذي "تزايد خلال فترة الانتعاش الاقتصادي" في الولايات المتحدة "بلغت الذروة منذ قرن".
وفي كلمتها خلال مؤتمر حول الفروق الاجتماعية، لم تأت يلين على ذكر السياسة النقدية أو التقلبات الحالية في أسواق المال.
وقالت إن "تزايد الفروق استؤنف خلال الانتعاش الاقتصادي" بعد الأزمة المالية والعقارية في 2008 "بينما تحسنت البورصة وكانت زيادة الأجور ضئيلة وارتفاع أسعار المنازل لم يعوض عن الإرث الضائع لجزء كبير من العائلات".
وأشارت يلين أيضا إلى أعباء الديون التي يحصل عليها الطلاب لتمويل دراستهم والتي تضاعفت بمقدار أربع مرات بين 2004 و2014.