مطعم كافيه ماريا
ممددٌ على شوارع الكرنيشِ
يفتح النوافذ الزرقاء للقصيدةْ
قصيدةٍ جديدةْ
كنجمةٍ عارية الأضواء يستبيحها الوجودْ
اَلليلُ والرصيف والمشاة يدوسون في مشاعر الرصيفِ
والنخيلُ والمصابيحُ المعلقاتُ كالمعلقاتِ
كلما تغادرنا الشمس نشتهي أضواءَها حبرا على خطى الماشينَ
في الفجيرة من بعد الغروب كلُّ شيء رائعٌ
وفي الفجيرةِ من بعد الغروبِ
خصرُ آسَويّاتٍ يذوبْ
فكلما داست على الشوارع داست على القلوبْ
وشعرُهنّ يفرك وجه القصيدةِ الليليّ بالقمرْ
***
من مقعدٍ في مطعم كافيه مارِيّا
أرى هناك في تصاعدِ الدخانِ
خيطَ أحرفٍ تشكّلت كأنها رموش مقلتيك حول مقلتيا
فَسرّحي البلاد في أصابعي وفي يديّا
ونَقّطي نجومها نديةً
ونقّطي دمي نديّا
قارورةٌ عطريّةٌ على ثيابها قد ضيّعَ التاريخَ فيها
مثلما ضيّعَكِ التاريخُ فِيّا
حبيبتي لا تقعدي فإنني
أخاف خيط دخان بأن يُلطًخ فستانك الجميلْ
ولْتتركيني غارقا أنا والشعر في مداخن النرجيلْ
أنا أحبكِ لا كي أكمّل ديني
وإنما لأُكمل في الحب قصيدتي

إبراهيم السوطي