مع المطالبة المستمرة من قبل المجتمع الاهتمام بالسياحة الداخلية وتوفير المقومات التي تساعد على ابرازها بالشكل الذي يظهر اهميتها سياحيا وتاريخيا واثريا ، ونتيجة لتنامي الوعي بالسياحة الداخلية التي تكثر في ايام العطل والاجازات سواء من قبل المواطنين او المقيمين او من رعايا وسكان الدول المجاورة ، فان بات من الأهمية الإسراع في تقييم تلك المواقع من اجل تأمين البنية الأساسية التي تساعدها على توفير الخدمات التي يحتاج إليها السائح وسهولة الوصول إليها والتنقل بين منظارها ومشاهدها الطبيعية ، صحيح ان هناك جهودا مبذولة من قبل الجهات المعني لاتنكر إلا أن هذه الجهود لم تصل حتى الآن الى الدرجة المطلوبة والمبينة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح ، حيث إن الخدمات في موقع سياحي معين والتي كانت قبل ثلاث سنوات على سبيل المثال وضعت لخدمة واستيعاب ألف زائر للموقع لايمكن بأي حال من الأحوال ان تخدم أضعاف الأعداد في الوقت الحالي او بعد عدد من السنوات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر كم موقع سياحي اصبحت الحاجة ملحة بالإسراع في البحث عن بدائل وتعزيز الخدمات التي تقدمها، بعضها يمكن ان يكون مؤقت لتغطية زحمة المناسبات والبعض الآخر يكون دائم ، ولعل من ابرز المواقع السياحية التي تشهد نشاطا سياحيا بصفة مستمرة مغارة مقل والبرك المائية بولاية وادي بني خالد والتي تمثل مزار سياحي ولا اروع نتيجة ما حباها الله من طبيعة خلابة ، الا ان هذا الموقع الرائع والجميل يفتقر الى المواقف التي تستوعب العدد الكبير من السياح في المناسبات مما يدفع بالبعض من السائحين الوقوف على جنبات الطريق الضيق أصلا وسده امام حركة المرور سواء الداخلة الى المغارة والبرك المائية او الخارجة منها، فضلا عن تكبد الكثير من العائلات المشي لأكثر من كيلومتر ونصف من بداية المدخل حتى المواقع وفي أوقات حارة ، صحيح ان المغارة تقع في وادي وبين جبلين وممر شبه ضيق الا ان البدائل في ايجاد مواقف اضافية مطلوبة، وذلك من اجل تسهيل مهمة السائح للحصول على خدمة سياحية افضل بدلا من تكبده اولا عناء الانتظار في مركبته لأكثر من نصف ساعة للحصول على ممر يوصله الى اقرب نقطة من المكان السياحي او التخفيف من معاناة من لايقوى على المشي اذا اضطر الوقوف مسافة بعيدة بالإضافة الى تامين ممر او ممشى من بداية المواقف وحتى البرك المائية، واذا كانت الجهة المعنية قد مهدت الطريق الجبلي للوصول الى الولاية والذي لايزال يحتاج الى جوانب حماية خاصة عند النزول من اعلى الجبل الى مدخل الولاية ، الا ان الامر الذي لايقل اهمية خدمة المواقف عند المرفق السياحي نفسه .
وعلى الجانب الآخر فان ايضا راس الحد مزار اخر للسياح في المناسبات والإجازات خاصة محمية السلاحف في راس الجنز ان هذه الاماكن هي الاخرى اصبحت يتعذر عليها استقبال الأعداد المتزايدة من السواح ، واتجهت الى اتباع نظام الحجز المسبق والذي حسب ماذكر البعض وصل الى اسابيع فالى متى ستظل مواقعنا السياحية غير قادرة على استيعاب المؤشر المتزايد من السائحين اسبوعيا وشهريا وسنويا ؟ صحيح هناك محاولة من وزارة البيئة والشؤون المناخية بفتح موقع اخر للسلاحف في راس الحد بهدف استيعاب من لا تستطيع محمية راس الجنز استيعابة من الراغبين في مشاهدة السلاحف الذي يمتاز بها هذا الجزء العزيز من عمان بعد دفع مبلغ ريال واحد عن كل شخص بالغ .
الامر الاخر ومع هذا الكم الكبير والمتزايد من السائحين على المواقع السياحية في مختلف محافظات السلطنة لاتزال الجهات المعنية غير مستفيدة من بعض هذه المواقع ماديا على الاقل لانفاقها في عملية التطوير دون تكبد خزانة الدولة لهذه المبالغ او التطويل في الحصول على الموازنات اللازمة للتطوير ، فلماذا حتى الان لا تفرض رسوم ولو ريال واحد على كل سائح او كبداية على كل مركبة تدخل الى مغارة مقل في وادي بني خالد على سبيل المثال او اي مرفق سياحي اخر تضع في صندوق او حساب تحت مسمى تطوير المرافق السياحية يدار من قبل الجهات المعنية ؟ تستكمل به الخدمات المطلوبة من مواقف وتوسعة طرق وانارة وممرات ودورات مياه ومقاهي وغيرها من الخدمات الاخرى الاساسية والضرورية .

طالب بن سيف الضباري
[email protected]