دمشق ـ الوطن ـ عواصم ـ وكالات:
توالت الاصداء الدولية والإقليمية التي صاحبت انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بحل الأزمة السورية حيث طالبت دمشق بتطبيق الاتفاق الصادر عن مؤتمر جنيف 1 حزمة واحدة، في وقت تحدثت فيه روسيا تعهدات من جميع اطراف الازمة بالالتزام بعقد مباحثات جادة خلال الفترة القادمة، بينما واصلت الولايات المتحدة مساعي التأزيم بالتلويح مجددا باستخدام الخيارات العسكرية. واعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ان وفد الحكومة سيمضي في مفاوضات جنيف مع المعارضة بهدف تطبيق اتفاق جنيف-1 "كسلة كاملة"، لا فقط شق تشكيل الحكومة الانتقالية. من جهة ثانية، عبر الجعفري في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اليوم الاول من مؤتمر السلام الدولي حول سوريا في مونترو بسويسرا، عن استياء بلاده من "شكل" المؤتمر حول سوريا الذي انعقد في مونترو السويسرية لجهة المدعوين، ومن الخطابات "العدائية" ضد دمشق التي القيت.
وقال الجعفري ردا على سؤال عما اذا كانت دمشق ترفض اتفاق جنيف-1، "من قال اننا نرفض؟ لكن كيف نبحث في حكومة انتقالية في ظل استمرار العنف". واضاف ان الوفد السوري المفاوض يذهب الى جنيف للتفاوض مع وفد المعارضة بهدف "تطبيق جنيف-1 كسلة واحدة". واشار الى انه لا يمكن اختيار امر من جنيف-1 دون الأمور الاخرى. وينص اتفاق جنيف-1 على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. كما ينص على وقف العمليات العسكرية. وقال الجعفري "سننتقل الجمعة الى جنيف لبدء حوار سوري سوري من اجل التوصل الى نوع من التفاهم بين الحكومة السورية والمعارضة".
واضاف "في جلسات الحوار المباشرة هذه، نأمل ببدء آلية حوار تهدف الى تطبيق كل جنيف-1″. وانتقد الجعفري سحب الدعوة التي كانت وجهت إلى ايران، حليفة دمشق، لحضور المؤتمر، وفي الوقت ذاته اضافة عشر دول الى المؤتمر، ما جعله "غير متوازن". وفي سياق آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثات دولية في سويسرا بشأن سوريا ان وفدي الحكومة والمعارضة السورية قالا انهما سيشاركان في محادثات مباشرة يوم الجمعة وانهم يجب ان يبدأوا بإجراءات بناء الثقة.
وقال لافروف انه اجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وزعيم المعارضة السورية احمد الجربا. وحث المعارضة ومؤيديها الاجانب على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في دمشق. واضاف ان من المتوقع ان تستمر المحادثات اسبوعا قبل فترة توقف وجولة ثانية.
وقال ان الامم المتحدة وموسكو وواشنطن تبحث صفقة لتبادل سجناء في سوريا وتبادل قوائم بأسماء اناس قد يشملهم الاتفاق.
واشار الى تقدم في المحادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف اطلاق النار في حلب بعد اقتراح للحكومة السورية في موسكو. وقال ان محادثات مماثلة تجرى بشأن مدينة حمص في وسط سوريا. لكنه لم يعط تفاصيل. وفي السياق ذاته اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده تنوي زيادة الدعم الى المعارضة السورية، في اطار البحث عن "وسائل ضغط" اضافية على الحكومة السورية الحالية.
وقال كيري "ستكون هناك جهود موازية حتى خلال المفاوضات من اجل ايجاد وسائل ضغط مختلفة وايجاد حل". واضاف "هناك خيارات عدة قيد الدرس، بما فيها الدعم المتواصل، وزيادته، للمعارضة”، من دون ان يحدد نوعية هذا الدعم". وقال كيري انه على الرغم من ان التهديد بضربة عسكرية اميركية ضد دمشق تراجع، الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "لم يستبعد نهائيا هذا الخيار". وقال كيري،"لا أحد يشك في أن جنيف2 بمثابة بداية مرحلة معقدة، وصعبة، تهدف إلى إيجاد حل للأزمة في سوريا". وأشار الوزير الأميركي، في مؤتمر صحفي عقده عقب انفضاض الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف 2 حول سوريا، إلى أهمية الجمع بين الأطراف السورية لأول مرة منذ اندلاع الأحداث التي تشهدها سوريا منذ ما يقرب من 3 سنوات، واصفا ذلك العمل بالـ"صعب للغاية". وذكر كيري أن جميع المشاركين في جنيف 2 "باستثناء مدعو واحد"، جاءوا إلى "مونترو" مؤمنين بأن الانتقال السياسي هو الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية، موضحا أن الانتقال السياسي سيكون ممكنا من خلال حكومة انتقالية يتم تشكيلها بتراضي الأطراف. ولفت كيري إلى أن الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة باني كي مون، مكتوب فيه أن هدف المؤتمر انتقال سياسي في سوريا.
وأوضح أنهم مستمرون في الضغط "من أجل وقف إطلاق النار في بعض المناطق، والسماح بوصول المساعدات، وإطلاق سراح الصحفيين وموظفي الإغاثة المعتقلين، ومن أجل عدم استخدام صواريخ سكود والبراميل المتفجرة ضد المدنيين".
ولفت إلى أنهم مستمرون في دعم المعارضة السورية حتى يتم الوصول إلى حل للأزمة، مشيرا إلى وجود طرق أخرى لممارسة الضغط على النظام، وذلك في رد منه على سؤال متعلق بكيفية دعم المعارضة السورية حال فشل المساعي الدبلوماسية.
وانتهت جلسات اليوم الأول من أعمال مؤتمر جنيف2، لينتقل وفدا سوريا من النظام والمعارضة إلى مفاوضات مباشرة في جنيف تبدأ الجمعة المقبل بإشراف من المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي.