تنطلق غدا فعاليات مؤتمر الخليج ( 11 ) للمياه بفندق قصر البستان تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان وسط مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم ويهدف المؤتمر، والذي تنظمه وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والهيئة العامة للكهرباء والمياه وجمعية علوم وتقنية المياه بمملكة البحرين والجمعية العمانية للمياه، إلى رفع مستوى الوعي على السياسات والقرارات المائية حول أهمية تحسين كفاءة المياه للمساهمة في تحقيق الادارة المستدامة للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي ، وتحديد التحديات والفرص في مجال تحسين كفاءة المياه في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والسياسية السائدة بدول مجلس التعاون ، اضافة الى تبدل الآراء والخبرات بين الباحثين والمختصين وصانعي القرارات والسياسات حول تحسين كفاءة المياه وتحديد الاحتياجات والاولويات البحثية العلمية والتقنية في مجال كفاء المياه، كما يهدف الى اقامة شبكات الاتصال بين الافراد والمؤسسات والجمعيات المتخصصة في مجلس دول التعاون الخليجي .
يناقش المؤتمر عدد 58 ورقة عمل بحثية وعلمية يقدمها خبراء ومختصين من داخل السلطنة وخارجها إضافة الى مشاركة عددا من الجهات الحكومية والخاصة من بينها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه والهيئة العامة للكهرباء والمياه والجمعية العمانية للمياه.
تناقش أوراق العمل عددا من الموضوعات المائية من بينها استراتيجيات تخطيط وإدارة المياه على المستويات الوطنية والاقليمية لكفاءة المياه وتشمل مكونات الحوكمة والسياسات والتشريعات والتقنيات وتأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية في دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما تلك المتعلقة بكفاءة وإدارة الطلب للمياه والمحافظة عليها، والتطرق حول الإدارة الفاعلة لموارد المياه الطبيعية ( الجوفية والسطحية ) واستراتيجيات الإدارة المتكاملة والتخطيط المستدام لموارد المياه التقليدية والادارة الفاعلة للأمطار، إضافة إلى مناقشة الأدوات الاقتصادية والتشريعية والاجتماعية المبتكرة لإدارة موارد المياه الطبيعية.
إلى جانب ذلك سوف يناقش المؤتمر الإدارة الفاعلة والتطورات الحديثة والمستقبلية في تقنيات التحلية والاساليب المبتكرة لتصميم وتشغيل وإدارة محطات التحلية، إضافة إلى التطرق حول العلاقة المتداخلة بين المياه والطاقة في التحلية ، والاستراتيجيات والقوانين التشريعية اللازمة لحماية محطات التحلية من التلوث البحري.
كذلك مناقشة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها والاستراتيجيات المتمثلة في تحسين كفاءتها ومعالجتها وإعادة استخدامها في المناطق الجافة وتقنيات المعالجة الحديثة واسترجاع الطاقة ، وإعادة استخدام المياه الرمادية والتشريعات البيئية لإعادة استخدام المياه المعالجة والآثار البيئية المترتبة عليها وتقييم وإدارة مخاطرها.
وسيناقش المؤتمر الإدارة الفاعلة للمياه الزراعية وأفضل الممارسات التشريعية والاقتصادية والتقنية والاجتماعية لتحسين كفاءة استخدام المياه في القطاع الزراعي وتقنيات الزراعة المبتكرة الموفرة للمياه وإدارة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها، ومناقشة الإدارة الفاعلة للمياه البلدية وأفضل الممارسات والأدوات الادارية لتحسين كفاءة المياه في القطاع البلدية واستراتيجيات إعادة الطلب ومناقشة المباني الخضراء وكفاءة المياه والتخطيط والادارة الكفء للعلاقة بين الطاقة والمياه في قطاع المياه البلدية .
أيضا سيناقش المؤتمر مصادر وطبيعة استخدامات المياه في القطاع الصناعي وإدارتها والتقنيات الحديثة المستخدمة في معالجة المياه العادمة الصناعية واستخدامات المياه في الصناعات النفطية، إلى جانب مناقشة أفضل الممارسات والخبرات في مجالات التعليم والتدريب وبناء القدرات في مجال كفاءة المياه في مختلف القطاعات المستهلكة للمياه وزيادة الوعي العام وتطوير القدرات في مجال تحسين كفاءة المياه وتعاون المنظمات غير الحكومية والشبكات في مجال تنمية القدرات ودعم البحوث العلمية والتعليم وتعزيز الشراكة من أجل الادارة المستدامة للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
كما سيتخلل المؤتمر جلسة خاصة حول العملية الانتقالية من الاهداف الانمائية للألفية لأهداف لتنمية المستدامة وذلك لتسليط الضوء لجدول أعمال التنمية العالمية من الاهداف الانمائية للألفية الى أهداف التنمية المستدامة العالمية وانعكاساتها على المنطقة العربية مع التركيز على وضع المياه في جدول أعمال التنمية العالمية والاقليمية ما بعد عام 2015م.
وسيصاحب المؤتمر معرض يلتقي فيه الخبراء والمهنيين في مجال المياه من دول محلية وإقليمية لتقديم معروضاتهم وتقنياتهم في هذا المجال لجميع الزائرين والمهتمين بالشأن المائي ، إلى جانب ذلك سوف يتم تدشين الموقع الإلكتروني للشبكة العربية لإدارة الموارد المائية في المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تأسست بتنسيق ودعم دولي متمثل في منظمة اليونسكو ومنظمات ومؤسسات ومراكز عربية واقليمية ودولية أخرى لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في مجال إدارة الموارد المائية، لذا جاء اختيار السلطنة ممثلة بوزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه لتكون مقرا لمكتب الأمانة العامة للشبكة العربية لإدارة الموارد المائية في المناطق الجافة وشبه الجافة (Arab G-Network) التابع لمنظمة اليونسكو ضمن إطار نظام الشبكة الدولية للمعلومات المائية للأراضي الجافة وهو أحد برامج البرنامج الهيدرولوجي الدولي.
جدير ذكره بأنه سوف تعقد اليوم ثلاث حلقات عمل تحضيرية تزامنا مع انعقاد مؤتمر الخليج الحادي عشر للمياه بحيث تتناول الأولى موضوع "البصمة المائية" وتهدف إلى التعريف بمفهوم البصمة وإعطاء المشاركين الأسس التي تمكن تطبيق هذه البصمة في القطاعات العامة والخاصة مع التركيز على خصوصية دول الخليج العربي وستقدم الحلقة من قبل "منظمة الإسكوا ".
وتهدف الحلقة الثانية بعنوان " التقييم والتخطيط المائي " إلى التعريف بمفهوم التقييم والتخطيط المائي من خلال محاكاة الدورة الهيدرولوجية المائية والنظام المائي الطبيعي وذلك باستخدام برامج وتقنيات أجهزة الحاسب الآلي، كما تتضمن الحلقة أيضا عدة محاور أهمها اعطاء نظرة عامة عن كيفية تقييم النظام المائي وتدريب المشاركين في الحلقة من خلال برامج الحاسب الآلي على كيفية استخلاص البيانات وتحليلها والخروج بنتائج مستخلصة إلى جانب استخدام النماذج الرياضية لحساب كميات الجريان المائي السطحي والتغذية الجوفية وكميات المياه اللازمة للري والزراعة وستقدم هذه الحلقة من قبل أحد خبراء معهد استوكهولم للبيئة.
أما الحلقة الثالثة فهي بعنوان " مراقبة جودة المياه ،التحديات والفرص " وتهدف إلى تحديد التحديات السائدة للحصول على بيانات جودة المياه والرصد والتقييم ،كما تقدم دعم فني في تحليل جودة المياه في المختبرات ويقدمها أحد خبراء برنامج الامم المتحدة .