قتلى وجرحى باشتباكات في الشرق
ميلانو ـ عواصم ـ وكالات: قالت مصادر اوروبية مطلعة امس ان المباحثات التي شهدتها ايطاليا أمس بشأن الازمة التي تدور في أوكرانية اسفر عنها تقدم نتيجة للحملة الدبلوماسية المنسقة والتي اجتمع على وقعها كبار زعماء أوروبا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، لكن الاجتماعات لم تسفر سوى عن تحقيق بعض التقدم وليس انفراجه في أزمة أوكرانيا.
واجتمع بوتين وبوروشينكو مع كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي وزعماء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا على هامش قمة أوروبا وآسيا في ميلانو.
وفي وقت لاحق، التقى الزعماء فيما يسمى بصيغة نورماندي ، حيث حضر الاجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند فقط، وذلك قبل عقد جولة أخرى من المحادثات الثنائية.
وقال بوروشينكو عقب اللقاء مع بوتين الذي استمر 45 دقيقة إن كلا الطرفين اتفقا على ضرورة تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها الشهر الماضي.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بوروشينكو قوله إن "بروتوكول مينسك ومذكرة مينسك يعدان وثيقتين هامتين".
من جهته، قال بوتين - في تصريحات للصحفيين من غرفة منفصلة – إن الاتفاقيات لم يتم تنفيذها بشكل كامل من كلا الطرفين.
وأضاف أنه من الضروري تسريع عملية الموافقة على خط وقف إطلاق النار. وأضاف "هذا هو ما يعطي احتمالية وضع نهاية لإطلاق النار والوفيات من المدنيين والأبرياء".
وتوقفت محادثات بشأن ترسيم حدود الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في ظل تجدد عمليات القتال في دونيتسك ومناطق أخرى.
وقال بوتين أيضا إن روسيا على استعداد لتقديم طائرات بدون طيار لمراقبة وقف إطلاق النار، وإن هذه المحادثات ستجرى قريبا بمقر "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في فيينا.
وجدد أولاند عرضا فرنسيا ألمانيا بتجهيز بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في اوكرانيا بطائرات بدون طيار.
وقال بوتين إن روسيا مستعدة لمزيد من التوسط في عملية السلام، إلا أنه شدد على أن بلاده ليست طرفا في الصراع، قائلا سنحاول للتسهيل وإيجاد نتائج مقبولة".
وأبدت كل من ألمانيا وروسيا إحباطا عقب الجولة الأولى من المحادثات التي ترأستها إيطاليا.
وفي الوقت الذي قالت فيه ميركل إنه "لا تزال هناك خلافات كبيرة"، نقلت وكالات أنباء روسية عن ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين انتقادات لبعض زعماء الدول الأوروبية نظرا لـ"عدم رغبتهم بالكامل في أي تقارب موضوعي".
يذكر أن هذه تعد ثالث مقابلة بين بوتين وبوروشينكو منذ اندلاع أعمال القتال في شرق أوكرانيا في وقت سابق من العام الجاري، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها بوتين مع زعماء دول غربية منذ إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية في نورماندي بفرنسا في يوليو الماضي.
وذكرت تقارير إخبارية أن بوتين قال إنه على أوروبا مساعدة أوكرانيا في سداد قيمة مشترياتها من الغاز لفصل الشتاء المقبل مقدما حتى تضمن الدول الأوروبية استقرار إمداداتها من الغاز الروسي خلال الشتاء.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية عن الرئيس الروسي قوله في مؤتمر صحفي في مدينة ميلانو الإيطالية بعد اجتماعه بنظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو قوله إن "المفوضية الأوروبية تستطيع وعليها تقديم المساعدة لأوكرانيا"، مضيفا أن أوكرانيا لن تحصل على الغاز الروسي إذا لم دفعت قيمته مقدما وعلى أوروبا تقديم قروض أو منح لكييف حتى تتمكن من الوفاء بهذا الشرط.
يذكر أن روسيا هي المورد الرئيسي للغاز لأوكرانيا. وقد أوقفت تصدير الغاز إليها في يونيو الماضي بسبب الخلاف بين الدولتين على الأسعار في الوقت الذي تشهد فيه أوكرانيا صراعا مسلحا بين انفصاليين مواليين لروسيا والقوات الحكومية. في الوقت نفسه فإن الاتحاد الأوروبي يحصل على 15% من احتياجاته من الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية. ويحاول الاتحاد التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لتفادي تكرار أزمة توقف إمدادات الغاز الروسي أوائل 2006 و2009.
ميدانيا: قتل جنديان اوكرانيان في غضون 24 ساعة في معارك مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا والتي تتواصل غداة سلسلة اجتماعات بين الرئيسين الروسي والاوكراني وقادة اوروبيين، كما اعلن متحدث عسكري أمس.
واوضح هذا المتحدث فولوديمير بوليوفي ان احد الجنديين قتل برصاص قناص عند حاجز عسكري والثاني بقذيفة هاون، لكنه لم يحدد مكان مقتلهما. واصيب ثلاثة اخرون بجروح.
وفي دونيتسك، اكبر مدينة تحت سيطرة الانفصاليين، سمع مراسلون لوكالة فرانس برس دوي قذائف مدفعية أمس في منطقة المطار، احدى ابرز نقاط التوتر على خط الجبهة.
واكد بوليوفي ان القوات الاوكرانية صدت في المنطقة هجومين بالاسلحة الثقيلة للانفصاليين الموالين لروسيا.
واسفرت الاعمال الحربية في شرق اوكرانيا عن مقتل اكثر 3700 شخص منذ ابريل، كما انها مستمرة رغم وقف اطلاق النار الذي ابرم في الخامس من سبتمبر ولم يسفر سوى عن تهدئة نسبية.