العبادي يزور إيران .. اليوم والعربي يطالب بغداد بشمولية المواجهة
بغداد ـ وكالات: أفادت مصادر أمنية عراقية امس الاحد بان 20 من عناصر ( داعش ) قتلوا في غارة لطيران التحالف الدولي استهدفت رتلا للعجلات المدرعة كان قادما من الموصل باتجاه مناطق شمال تكريت / 170 كم شمال بغداد/. وقالت المصادر إن طيران التحالف الدولي شن غارة جوية استهدفت رتلا يضم عجلات مدرعة لعناصر داعش قادمة من محافظة الموصل باتجاه محافظة صلاح الدين للمشاركة في المعارك الدائرة حاليا في عدد من قرى المحافظة لتطهيرها من المسلحين ما تسبب بمقتل 20 مسلحا وتدمير عدد كبير من العجلات المسلحة. فيما صرح مسؤول عراقي امس الاحد بان اثنين من عناصر البشمرجة الكردية قتلا في انفجار عبوة ناسفة غرب قضاء طوز خراتو جنوب مدينة كركوك / 250 كم شمال بغداد/. وقال شلال عبدول قائمقام قضاء طوز خرماتو ، في تصريح صحفي ، إن عبوة ناسفة انفجرت وسط منطقة ينكجا غرب قضاء طوز خرماتو ما أدى الى مقتل اثنين من عناصر البشمرجة ينتسبان الى قوات شرطة النفط والغاز في الاقليم . وكانت قوات البشمرجة ومتطوعو الحشد الشعبي تمكنت من تطهير البلدة قبل اسابيع من سيطرة عناصر داعش . على الصعيد السياسي يتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى طهران اليوم الاثنين، في زيارة هي الاولى له منذ توليه مهامه قبل اكثر من شهر، تهدف الى "توحيد الجهود" في المعارك ضد داعش، بحسب مكتبه الاعلامي. وافاد المكتب في بيان ان "رئيس الوزراء حيدر العبادي سيقوم اليوم الاثنين بزيارة الى ايران على رأس وفد وزاري تستغرق يوما واحدا"، مضيفا انها "تأتي ضمن الجهود التي يبذلها الدكتور العبادي لتوحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد داعش الارهابي"، وهو الاسم الذي يعرف به الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. ويأتي الاعلان عن الزيارة غداة اكتمال عقد حكومة العبادي اثر موافقة البرلمان على تعيين وزير الداخلية محمد سالم الغضبان المنتمي الى كتلة بدر ، وخالد العبيدي. وأبقت التباينات السياسية هذين المنصبين الحساسين شاغرين منذ نيل حكومة العبادي الثقة في الثامن من سبتمبر. واشار البيان الى ان "العبادي يسعى الى ان تكون علاقات العراق مع دول الجوار خاصة والمنطقة والمجتمع الدولي عامة متميزة وتقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بالاضافة الى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه". من جهته بدأ وفد جامعة الدول العربية برئاسة نبيل العربي الامين العام للجامعة زيارة للعراق لتأكيد التضامن مع العراق في حربه ضد داعش . وضم الوفد اضافة الى العربي وزيري خارجية الكويت وموريتانيا . واجرى الوفد مقابلات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري لتدارس الاوضاع في العراق . وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية للصحفيين " قدم المسؤولون العراقيون شرحا مفصلا عن الاوضاع الحالية ". وقال إن " مواجهة المسلحين يجب ان تكون شاملة فكرية واقتصادية واجتماعية". وأضاف" موقفنا واضح هو استقرار الدول العربية وان المواجهة مع المسلحين ستأخذ وقتا لأنها تعمل على الاخلال بالأمن وعلينا الوقوف بوجه هذه الاخطار". وذكر أن "جامعة الدول العربية بدأت اجراءات لمواجهة داعش من خلال تفسير الحالة الغريبة لها ". من جانبه جدد وزير الخارجية العراقية موقف بلاده الرافض لاستقدام اية قوات اجنبية لقتال المسلحين في العراق وان العراق لم يطلب من اية دولة عربية واجنبية دخول قوات برية الى العراق. على صعيد اخر قال رئيس الوزراء الاردني الاسبق معروف البخيت ان نحو 1300 سلفي تكفيري اردني يقاتلون في صفوف "داعش" المتطرف في العراق قتل منهم ما يزيد عن 200 عنصر حتى الان. وقال البخيت في محاضرة في عمان ان "التقديرات الاقرب للواقعية تشير الى ان ما بين الفين الى اربعة الاف سلفي اردني ينتمون للتيار التكفيري ويقاتل نحو 1300 في العراق قتل منهم ما يزيد عن مئتي عنصر". واضاف في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية، ان "هناك احتمالات لتطور الازمة العراقية ضمن اربعة سيناريوهات، اولها قيام رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) بعملية سياسية سلمية، تقود لمصالحة مجتمعية بين مكونات العراق الرئيسة، تضمن مشاركة السنة فيها". واوضح ان "السيناريو الاخر هو احتمال انتصار الجيش العراقي وهذا مشكوك فيه لاسباب كثيرة، ومنها الحاجة الى تعاون الجميع". وتابع البخيت ان "ثمة احتمالا لتطور الازمة في العراق يكمن في اتفاق المكونات العراقية على تقسيم العراق"، مشيرا الى "صعوبة مثل هذا السيناريو خصوصا وان بغداد يسكنها خليط سكاني وان معظم الموارد في منطقة محددة هي كركوك والجنوب، وهذا ما تفتقر اليه مناطق الشمال". واشار الى ان "داعش هو صنيعة مجموعة دول"، مستبعدا في الوقت نفسه قيام داعش بشن هجوم على الاردن. وقال ان "امكانية شن هجوم من قبل داعش على الاردن بالطريقة التي اتبعها في الموصل مستبعد، وذلك لطبيعة الجغرافيا والطبوغرافيا"، مشيرا الى ان "اقرب مركزين سكانيين حدوديين بين الاردن والعراق هما الجفور وطريبيل والذي تبعد المسافة بينهما نحو مئتي كيلومتر مربع". من جهتها اعلنت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب امس الاحد اتفاق بلادها مع الحكومة العراقية على ارسال نحو 200 عنصر من القوات الاسترالية الخاصة الى العراق لمساعدة الجيش في المعارك ضد داعش. وقالت بيشوب للصحفيين في بغداد انها توصلت مع المسؤولين العراقيين الذين التقتهم، الاتفاق الذي يتيح لعناصر القوات الخاصة الاسترالية الذين ينتظرون حاليا في الامارات العربية المتحدة، دخول العراق. واشارت الوزيرة في ختام زيارة للعاصمة العراقية استمرت يومين "توصلت الى اتفاق على اطار عمل يتيح لقواتنا الخاصة الانتشار هنا"، مشيرة الى ان مهمة هذه القوات "ستكون تقديم الاستشارة ومساعدة الحكومة العراقية في بناء قدرات القوات الامنية العراقية". وتشارك استراليا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يشن ضربات جوية ضد مواقع داعش المتطرف. وشنت استراليا اولى ضرباتها الجوية ضد داعش في العراق في الثامن من اكتوبر. وجددت بيشوب التأكيد خلال زيارتها على ان مهمة القوات الاسترالية التي ستتواجد في العراق، ستقتصر على الدور الاستشاري، وان بلادها لا تعتزم ارسال اي قوات برية للقتال الى جانب الجيش العراقي. من جهته جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري امس الاحد دعمه للحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي. وعبر شكري ، في تصريح صحفي امس ، عن ارتياحه لاكتمال تشكيل الحكومة العراقية علي نحو يسمح للعراق الشقيق بالتحرك بخطي ثابتة نحو استعادة الاستقرار إلي هذا البلد العزيز. واشار شكري إلى أن تشكيل الحكومة يساهم أيضا في تحقيق تطلعات العراقيين في العيش المشترك ومكافحة الإرهاب, فضلاً عن تطوير العلاقات العراقية العربية علي النحو المأمول علي ضوء الدور والموقع الهام الذي يحتله العراق والعراقيون في العالم العربي.