دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أحرز الجيش السوري تقدما في ملاحقته للمسلحين في جبهتي جوبر وحلب، فيما تجددت المعارك بين مسلحي داعش والمقاتلين الأكراد في عين العرب، في الوقت الذي رهن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته في عمليات التحالف التي تقودها أميركا لـ (مكافحة الإرهاب) بتوجيه ضربات لسوريا.
وسيطر الجيش السوري على عقدة جسر زملكا المرورية شرق حي جوبر بدمشق، مما يضيق من حركة المسلحين من جبهة النصرة وما يسمى لواء هارون الرشيد في المنطقة، كما يسيطر على المنطقة الحرة شمال شرق حلب بعد استعادته السيطرة على المسلمية.
ويقول أحد القادة العسكريين إن "جسر زملكا هو خط إمداد رئيسي للمسلحين من زملكا وعربين وسقبا وحمورية والغوطة الشرقية باتجاه جوبر، لأن جوبر هي الخط الأول للغوطة الشرقية باتجاه مدينة دمشق".
كما أن سلسلة الأنفاق التي حفرها المسلحون من جبهة النصرة وما يسمى جيش الإسلام، تمتد مئات الأمتار تقريباً تصل إلى أبراج فتوح، وهي التي تطل مباشرة على جسر زملكا.
ويقول جندي سوري "جميع هذه الأبنية متصلة مع بعضها بواسطة هذه الأنفاق، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة عندما ضغط عليها الجيش ودك تحصيناتهم، بالهروب عبر هذه الأنفاق إلى خارج جوبر".
كما لجأ المسلحون لى تفجير الأبراج والأبنية العالية منعاً لسقوطها بيد الجيش، فيما تواصل وحدات الجيش عملياتها لإحكام الطوق الكامل على جوبر.
يقول أحد القادة الميدانيين "نقوم بالتقدم باتجاه مجموعة من كتل الأبنية العشوائية من الغرب باتجاه الشرق للسيطرة على عقدة زملكا والمتابعة للسيطرة على نفق حرملة".
وفي حلب، سيطر الجيش السوري على المنطقة الحرة بعد استعادته السيطرة على المسلمية قرب قريتي سيفات والجبيلة شمال شرق المدينة.
وأفادت الأنباء بأن الجيش يواصل تقدمه على عدة محاور وسط انهيار في صفوف المسلحين.
وكان الجيش السوري سيطر أيضاً على الجبيلة شمال شرق حلب في ظل انسحاب عدد كبير من المسلحين بعد الخسارة التي تلقوها إثر مقتل العشرات منهم.
في غضون ذلك تكبد مسلحو تنظيم داعش خسائر جسيمة في المعارك في مدينة عين العرب السورية المحاذية لتركيا.
ونفذت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 11 غارة جوية بالقرب من عين العرب السبت والأحد، بحسب ما اعلنت القيادة الأميركية الوسطى، ما ساعد المقاتلين الأكراد على صد هجمات جديدة قام بها التنظيم.
وتمكن المقاتلون الأكراد من صد حرب شوارع ضارية، فيما نفذ انتحاريان من داعش هجومين، إلا أن الوضع على الخطوط الأمامية لم يتغير أمس، بحسب مسؤول كردي.
وأكد المسؤول إدريس نعسان أن تنظيم داعش استقدم مزيدا من التعزيزات إلى المدينة"، مشيرا إلى "أنهم يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية ورد المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا".
وفي اسطنبول قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تشارك في أي عمليات في سوريا دون تحقيق مطالب تركيا الأربعة في هذا الشأن.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عنه القول :"لقد تقدمت تركيا بأربع طلبات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش بشأن ما يجري في سوريا : طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه" ، مضيفا أنه "بدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك في أي عمليات".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقدمت بطلب رسمي من أجل استخدام قاعدة "إنجيرليك" العسكرية الموجودة جنوب تركيا، قال :"ليس واضحا حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص القاعدة. وحينما نعلم سوف يتم مناقشة الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه سنوافق على ما نراه مناسبا لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق".
كما أعلن أردوغان عن رفضه لتوريد الأسلحة الدولية إلى وحدات الحماية الشعبية الكردية في عين العرب.
ونقلت "الأناضول" عن الرئيس التركي قوله إن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني السوري يعد "منظمة إرهابية"، تماما كحزب العمال الكردستاني المحظور. على حد قوله.
وأضاف أردوغان أثناء عودته من أفغانستان ليلة السبت/الأحد أنه لا يمكن أن يتوقع أحد أن توافق تركيا على إمدادات الأسلحة للأكراد.