منتدى عمان الثاني للطاقة يبحث التحديات التي يواجهها قطاع النفط والغاز بالسلطنة.. وتوافق قانون العمل مع متطلبات صناعة الطاقة
ـ عصام الزجالي: الاستثمارات الجديدة للشركة لم تصل إلى مرحلة الإعلان ومشروع مصفاة الدقم تحت الدراسة والتقييم
ـ "أوربك" تدشين مشروع تحسين مصفاة صحار نهاية عام 2016 و"لوى للبلاستيك" نهاية 2015

كتب ـ يوسف الحبسي:
قال المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية إن الشركة تقوم حالياً بإعادة النظر في استثماراتها سواء داخل السلطنة أم خارجها.
وذكر الزدجالي أن الشركة تجري حالياً محادثات مع الحكومة لإعادة النظر في بعض الاستثمارات ونوعيتها والمناطق المتاحة للاستثمار. مؤكداً ان الشركة تتجه لتعزيز استثماراتها داخليا وليس خارجيا.
وقال على هامش فعاليات "منتدى عمان الثاني للطاقة" الذي افتتح بفندق قصر البستان أمس برعاية سعادة ناصر بن خميس الجشمي تحت شعار "عمان 2014 ـ طموحات كبرى وتحديات محلية حرجة": هناك نية لدى الشركة لشراء أصول شركة أوكسيدنتال وهذه المحادثات في مراحل أولية، تطرقنا إلى نوعية استثمارات شركة اوكسيدنتال، ونحن في النفط العمانية على استعداد تام لمعرفة التوجه الذي تريده شركة اوكيسدنال.
وقال عصام الزدجالي إن الاستثمارات الجديدة للشركة لم تصل إلى مرحلة الإعلان عنها ولكن أؤكد أن هناك مشاورات مع شركة اوكسيدنتال.
وناقش منتدى عمان الثاني للطاقة والذي تنظمه شركة جلف انتيلجنس بالتعاون مع وزارة النفط والغاز بمشاركة عدد من الرؤساء التنفيذيين في الشركات النفطية العاملة في السلطنة بحضور العديد من الخبراء والعاملين في القطاع أهم التحديات التي يواجهها قطاع النفط والغاز بالسلطنة، وموضوع صناعة الطاقة الوطنية في السنوات القادمة، ومدى توافق قانون العمل في السلطنة مع متطلبات ومعايير صناعة الطاقة، والتطورات في الغاز الصخري والغاز الحبيس باستخدام تقنيات تم تطويرها محلياً وتعزيز تقنية الاسترجاع المعزز للنفط والأبحاث التي يجب عملها محلياً لتقديم الحلول في المديين القريب والمتوسط.
وقال المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية، الراعي الرئيسي للمنتدى في نسخته الثانية: إن رعاية الشركة لهذا الحدث يأتي إيماناً وانطلاقاً من أهمية دور قطاع الطاقة في ازدهار الاقتصاد الوطني، فإنه من الأهمية بمكان تضافر الجهود للتغلّب على التحدّيات التي قد نواجهها خلال المراحل القادمة.
وأضاف: من المهم التطرق للمواضيع المتعلقة بتعزيز القيمة المحلية المُضافة والكوادر البشرية وتعزيز دور المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة ودعم الابتكار باعتبارها عوامل رئيسية في تفعيل الرؤية الاقتصادية والخطط التنموية.
وقال: شركة النفط العمانية بشكل خاص والقطاع النفطي بشكل عام يتطلع إلى تجارب الآخرين سواء دول أو شركات وتستقي منها ما يفيد القطاع من التجارب الناجحة، والسلطنة في الوقت الراهن تتجه إلى إنتاج قد يكون مكلفا، خاصة وأن سعر النفط كما يعلم الجميع في تراجع، والمنتدى يأتي من أجل الاستفادة من التكنولوجيا الموجودة في الدول الأخرى من أجل إنتاج النفط والغاز بأسعار معقولة تتماشى مع الأسعار العالمية، وهذا تحد كبير في الوقت الحاضر ولكن هذه النوعية من المنتديات تفيد في التعرف على هذه التجارب.

استثمارات جديدة
وأضاف: تركز الشركة على الاستثمارات التي تأتي بعائد على الشركة والحكومة كما تركز النفط العمانية على الاستثمار في قطاع الطاقة طويلة الآجل وتخدم السلطنة أولاً وأخيرا.
وقال عصام الزدجالي: أن الاستثمارات الجديدة للشركة لم تصل إلى مرحلة الإعلان عنها ولكن أؤكد أن هناك مشاورات مع شركة اوكسيدنتال.. مشيراً إلى أن إنتاج السلطنة من النفط يبلغ 943.7 ألف برميل والسعر النفط بالنسبة لقطاع الطاقة يتذبذب من فترة لأخرى ولكن نضع في عين الاعتبار أن السلطنة لابد أن تنتج وسط أي متغير أو أي ظرف مثلما هو واقع الآن من تراجع سعر النفط في الأسواق العالمية مؤكداً أن كل المشاريع المتعلقة بالإنتاج تعمل دون توقف وتمضي قدماً مهما كان السعر سواء 80 أو 90 دولاراً مثلما يسري على الدول الأخرى يسري على السلطنة.
وأشار إلى أن تركيزنا الحالي هو إعادة النظر في إدارة الأصول في كل الاستثمارات سواء كانت مربحة أو غير مربحة وفي النهاية تُحدد الدول التي سنستثمر فيها والقطاعات، وتقوم الشركة بإعادة تقييم الاستثمارات ومراجعتها وبعد ذلك قد يكون هناك توافق في ألا نبيع أي استثمارات وفتح الباب أمام استثمارات أخرى في إدارة الأصول.. والشركة في مرحلة إعادة تقييم لكل مشاريعها مع شركائنا، والسلطنة من البلدان القليلة التي يكون فيها الاستثمار دائماً مربحاً بسبب توفير الحكومة للمناخ الاستثماري، ومهمة شركة النفط العمانية كشركة تابعة للحكومة جذب الاستثمارات وتطويرها.

"تكاتف"
وأضاف أن شركة النفط العمانية أسست شركة "تكاتف" وإحدى مهامها غير التدريب والتطوير العمل في مجال المسؤولية الاجتماعية وقد وقعنا شراكات مع شركة شلمبرجير وبتروفاك لإنشاء معاهد تخصصية مهمة الرئيسية تدريب العمانيين في المجال الفني والذين يمثلون نسبة كبيرة من الموظفين في جميع الشركات النفطية في السلطنة.. مضيفاً: أن مشروع مصفاة النفط في الدقم والذي يتبع شركة النفط العمانية هو تحت الدراسة والتقييم لإقامة الدراسات وإيجاد الحلول وتقديم المقترحات للحكومة لتتخذ ما تراها مناسباً.
وقال مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك"إن منتدى عمان للطاقة الثاني فرصة للالتقاء بالمسؤولين في القطاع النفطي وتبادل وجهات النظر والتجارب الناجحة والاستفادة من الخبرات الأجنبية المشاركة في المنتدى.
وأضاف: وشركة أوربك تدير المصافي الموجودة في السلطنة كمصفاة ميناء الفحل ومصفاة صحار والالتزام بتغطية احتياجات السلطنة من الوقود، وبسبب النمو المضطرد في استهلاك الوقود نضطر إلى استيراد بعض المنتجات لتغطية احتياجات السوق المحلي، وتقلب أسعار النفط هو تقلب طبيعي ومشهود منذ عقود، وتتأقلم الشركات على التعامل مع هذه التقلبات بطريقة لا تؤثر على مسؤوليتها وإنتاجها وعملائها بشكل عام.
وذكر قائلا: الشركة بدأت منذ سنوات في تطوير قطاع المصافي في السلطنة بدعم من الحكومة بإنشاء مصفاة صحار وتوالت التطورات في الشركة وسيتم تدشين مشروع تحسين مصفاة صحار في نهاية عام 2016 وجار العمل في المشروع الذي سيساهم في استخراج مواد ذات قيمة عالية أعلى من المواد الحالية، ويساعد الشركة على تحسين اقتصاديات المصافي في السلطنة.
وأضاف هناك مشروع آخر الآن في المرحلة الهندسية وهو مشروع لوى للبلاستيك والمتوقع بدء العمل الميداني فيه نهاية عام 2015 والمشروع ينتج مواد بلاستيكية لا تنتج حاليا في السلطنة والمتوقع الانتهاء منه في عام 2018، وكل هذه المشاريع ستساهم في توسيع محفظة المنتجات التي تنتجها الشركة بشكل عام، مما يؤدي إلى تقليل تأثيرها بتراجع أسعار منتج معين، ومعظم منتجات الشركة ذات قيمة مضافة، وبدلاً من تصدير نفط خام سوف نصدر مواد ذات قيمة مضافة عالية ستوفر مردوداً عالياً للاقتصاد الوطني.

توسعة مصفاة صحار
وأضاف مصعب المحروقي: مشروع توسعة مصفاة صحار سيضيف 70 ـ 75% إضافة إلى المصفاة الحالية في صحار وسيتطلب 80 ألف برميل من النفط الخام العماني وسيكون الإجمالي في مصفاتي ميناء الفحل وصحار 250 ـ 260 ألف برميل مقارنة بـ 180 ألف برميل حالياً.. مؤكداً أن استهلاك الوقود في السلطنة تضاعف بين عامي 2006 ـ 2013 وإذا استمر نمو الاستهلاك بهذه الوتيرة سنحتاج مصفاة جديدة كل 6 ـ 7 سنوات، وتستورد أوربك رغم ذلك ما بين 5 ـ 15% من المنتجات من الخارج.
وقال: أن استهلاك السلطنة من بنزين المركبات ينمو ما بين 10 ـ 12% في العام وهذا الاستهلاك يعتبر عالي في المعايير العالمية، ويتضاعف الاستهلاك كل 7 ـ 8 سنوات.. مشيراً إلى أننا لن نستطيع مواكبة إنشاء مصاف بنفس سرعة نمو الاستهلاك وهذه قضية مهمة تحتاج إلى مراجعتها وعلاجها في السلطنة من أجل تقليل الاستهلاك من خلال وجود وعي أكثر بقيمة هذه المواد.