عكفت خلال هذا العام على دراسة النظام التعليمي الفنلندي نظرا لمخرجاته القوية التي أذهلت جل المتابعين والباحثين في الحقل التربوي التعليمي ، واستنتجت من هذا الاطلاع المكثف قوة مدخلات وعمليات هذا النظام التعليمي الفنلندي الصلب القائم على المرونة والانفتاح على الآخر في مدخلاته ووسائله ، ولاسيما إذا كان التعليم يشكل قوة خارقة في مؤسسات هذا الوطن ، فإنه ومن خلال وجهة نظري ، يجب أن تكون الطرق والأساليب في التعامل معه أيضا قوية بعيدا عن لغة العاطفة حتى تلبي المخرجات طموحات الوطن ، وخير مثال على ذلك التعليم الفنلندي الذي أصبح قوة خارقة في التعليم ، ولذلك عكف الباحثون والمهتمون بقطاع التعليم على دراسة العوامل الرئيسية التي أدت إلى النجاح الفنلندي في التعليم والتي تم تلخيصها في النقاط الآتية بمؤلفاتهم ـ أن يكون التعليم متاحا للجميع من خلال أن لكل طفل في فنلندا فرصا متساوية في التعليم بغض النظر عن خلفيته ، على أن يتاح التعليم الفنلندي الأساسي مجانا ، بما في ذلك التعليم ، والمواد ، ورفاهة المدارس والطلاب ـ أن يكون المعلمون ذوي جودة عالية من خلال أن المعلمين في فنلندا على درجة عالية من الكفاءة والالتزام في جميع المراحل الدراسية ، فيشترط حصولهم على درجة الماجستير ، إضافة إلى أن تدريب المعلمين يشمل ممارسة تدريس مكثف ، وتحظى مهنة اختيار أكثر المتقدمين موهبة وحماسا من خلال الاختبارات وكذلك يتمتع المعلمون بالاستقلالية الكاملة في عملهم وفي الفصول الدراسية في التركيز على الطالب ويستند تطبيق المناهج المدرسية وتنظيم العمل المدرسي في فنلندا إلى مفهوم التعليم الذي يركز على النشاط الطلابي والتفاعل مع المدرسين والطلاب الآخرين والمجتمع المدرسي بأكمله فهنالك تركيز خاص على مناهج العمل وبيئات التعليم التي تتمحور حول الطلبة في ممارسة فعالة للتوجيه والإرشاد الطلابي ـ نظام التوجيه والإرشاد في فنلندا فريد من نوعه، فنظام التعليم الفنلندي بجميع مراحله يستوعب جيدا الدعم الفردي لتعليم ورفاه الطلاب ويعتبر الإرشاد والتوجيه نقطة قوة في غاية الأهمية وبالأخص عندما يتخرج الشباب ويخرجون على الحياة العملية ـ تقييم كل من الطلاب والتعليم ومخرجات التعلم في فنلندا مشجع وداعم بطبيعة حاله، حيث يهدف التقييم لإنتاج معلومات تدعم المدارس والطلاب لمواصلة تطويرهم ، من خلال الاختبارات الوطنية وقوائم تصنيفات المدارس ـ المرونة والثقة فيتمتع نظام التعليم الفنلندي بالمرونة ، وتستند الإدارة إلى مبدأ "التوجيه المركزي والتنفيذ المحلي" وعلى الرغم من أن التوجيه يجري من خلال التشريعات والمنهج الوطني الأساسي والتخطيط الحكومي الشامل ، إلا أن المدارس والمدرسين يحظون باستقلالية كبيرة ومن خلال تلك النقاط التي تم تلخيصها من قبل الباحثين والتربويين وإضافة إلى إطلاعي على تجربة النظام الفنلندي في كل ما يخص الإدارة والمعلم والطالب والمنهج ، ومقارنة بنظامنا التعليمي في مدخلاته أقترح على حكومتنا الموقرة بأن يكون هناك جهاز رقابة على التعليم في الوطن على أن يكون مستقلا إداريا وماليا وفنيا على أن تحدد له مهام وصلاحيات في مراقبة جودة التعليم المتصل في الوزارة والمناطق التعليمية وفي المدارس وكذلك أقترح أن تكون هناك اختبارات كل أربع سنوات للمشرفين والمعلمين التابعين لوزارة التربية والتعليم من أجل الوقوف على نقاط الضعف واحتوائها بالتدريب المستمر على رأس العمل .

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]